مجتمع مدني

معلمو السليمانية يتظاهرون امام مكتب البرلمان الاتحادي

طريق الشعب
شهدت مدينتا السليمانية وحلبجة وبعض المناطق التابعة لهما، امس السبت، تظاهرات احتجاجا على نظام ادخار وتأخير الرواتب، مؤكدين مقاطعة الدوام الرسمي الى حين تلبية مطالبهم من قبل حكومة إقليم كردستان.
وفيما أكد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، ارام شيخ محمد، امس، انه يدعم بقوة مطالب معلمي ومدرسي الاقليم، دعا الحكومة الاتحادية الى التعامل المباشر مع محافظات الاقليم، اذا لم تلتزم حكومة اربيل بالاتفاق النفطي.
تظاهرات في السليمانية
وخرجت التظاهرة الأكبر في محافظة السليمانية، وتوجه المتظاهرون برفقة عدد من المسؤولين الى مقر مكتب البرلمان الاتحادي في السليمانية، مطالبين الحكومة الاتحادية بالتدخل لحل المشكلة.
وفي حلبجة، نظم المعلمون تجمعات احتجاجية، معلنين اصرارهم على مواصلة الاضراب عن العمل الى حين استجابة حكومة اقليم كردستان لمطالبهم.
أما في قضاء رانية، فقد جالت مسيرة كبيرة للمعلمين المحتجين المدينة متجهين الى مديرية التربية، داعين الجهات المعنية إلى الاستجابة لمطالبهم في اقرب وقت.
واكد المحتجون أنهم" سوف يواصلون إضرابهم الشامل الى حين استجابة حكومة الإقليم لمطالبهم"، مضيفين أن "التدريسيين والموظفين فقدوا الأمل بحكومة الإقليم لذلك يطالبون الحكومة الاتحادية بحل مشكلة رواتبهم ".
ونظم المعلمون في مدن أخرى مثل حلبجة ورانية وجمجمال وكرميان ومناطق اخرى تجمعات معلنين اصرارهم على مواصلة الاضراب عن العمل الى حين استجابة حكومة اقليم كردستان لمطالبهم.
يذكر ان حكومة إقليم كردستان قد أعلنت مطلع العام الحالي قطع جزء من رواتب الموظفين كما أنها لم تتمكن من دفع متأخرات رواتب موظفيها منذ شهر أيلول الماضي 2015، بسبب الأزمة المالية التي يعانيها إقليم كردستان ويعزو مسؤولو الإقليم الأزمة المالية إلى تراجع أسعار النفط والمشاكل العالقة بين بغداد وأربيل بشأن ملفات النفط والموازنة والحرب ضد "داعش" وإيواء اكثر من مليون ونصف نازح ولاجئ.
دعوة إلى استمرار الضغط
وقال مكتب النائب الثاني، لرئيس مجلس النواب، آرام شيخ محمد، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان الاخير "استقبل المئات من المتظاهرين من المعلمين والتدريسين أمام مكتب لمجلس النواب الاتحادي، وسط محافظة السليمانية".
وقال شيخ محمد، للمتظاهرين، "في حال عدم توصل حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية الى اتفاق نهائي لحل مشكلة الرواتب و معاناة موظفي الإقليم، يجب ان نمرر اتفاق المحافظات والمركز".
واضاف، انه "يجب على المتظاهرين ان يواصلوا اصرارهم على مطالبهم واستمرار ضغطهم على جميع الأحزاب السياسية في اقليم كردستان إلى حين امتثال تلك الأحزاب لمطالب شعب كردستان".
واكد ان "مطالب المتظاهرين حق شرعي ويجب على حكومة الإقليم الامتثال لجميع مطالبهم وتلبيتها بصرف الرواتب لتوفير القوت للعوائل التي تضررت فترة طويلة".
وخاطب شيخ محمد، ممثلي المتظاهرين اثناء استقباله في مكتبه، بالقول "لن نتردد في دعم مطالبكم، والأوضاع الآن خرجت من اطار الكلام وآن الأوان للعمل بجد ووضع النقاط على الحروف".
واردف "نحن وافقنا وصوتنا على الاتفاق النفطي بين بغداد وأربيل وتم تثبيته في قانون الموازنة بحسب ما طالبت به الأطراف السياسية في اقليم كردستان وقالوا لنا سننفذ الاتفاق بكل تفاصيله، لكن للأسف لم ينفذ، والآن موظفو الاقليم وبقية المواطنين من شعب اقليم كردستان يدفعون ضريبة ذلك".
مسعى وتعهد بحل المشكلة
وفي مؤتمر صحفي، عقده في السليمانية، قال الشيخ محمد "نشكر المتظاهرين على ثقتهم العالية بنا وسوف نفعل ما في وسعنا وسنبذل كل الجهود لمساعدتهم"، مشيرا الى ان "ما يفعله المتظاهرون اليوم للمطالبة بحقوقهم، هو حق شرعي ونحن ندعمهم بكل ما أوتينا من القوة".
واشار "هناك طرح أو صيغة مقترح، اذا لم تلتزم حكومتا الإقليم والمركز حسبما جاء في الاتفاق النفطي يجب ان تلتزم بغداد بالتعامل مع المحافظات مباشرة، ويجب على المتظاهرين ان يثبتوا على مطالبهم وهذا بمثابة الدعم الكبير لنا من أجل ان نفعل شيئا".
وابدى شيخ محمد، اسفه قائلا "هناك من يريد ان يخوننا. نحن لا نبالي بما يقولون، ما يهمنا ان نجعل ونعمل شيئا لشعبنا وإخراجهم من محنتهم. الحكومة الاتحادية عليها مسؤولية كبيرة تجاه معاناة شعب اقليم كردستان ما دمنا نحن جزءا من الدولة العراقية".