مجتمع مدني

الهجرة تعلن عودة أكثر من مليون ونصف المليون نازح إلى مناطقهم المحررة

طريق الشعب
أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، أمس الأربعاء، عن عودة مليون ونصف المليون نازح الى مناطقهم المحررة، فيما أشار إلى أن عدد النازحين من الموصل والحويجة وصل إلى 125 ألف نازح.
في حين أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن تنظيم داعش الإرهابي هاجم عشوائيا مناطق مدنية شرقي الموصل بقذائف الهاون والمتفجرات، وأطلق النار عمدا على السكان الفارين.
ووصف نائب عن محافظة نينوى، أوضاع الأهالي في مدينة الموصل بأنها "مأساوية"، محذراً من "كارثة إنسانية" في حال استمرار حصار المدينة لأكثر من شهر آخر، كاشفاً عن وصول سعر برميل النفط لأكثر من مليون و200 الف دينار وقنينة الغاز بـ 400 الف دينار مع اشتداد برودة الطقس.
عودة النازحين
وقال وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد، في مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة ببغداد وحضرته "طريق الشعب" إن "الوزارة تحتاج الى تنسيق اكثر مع الأمم المتحدة بخصوص النازحين"، لافتا الى ان "تنسيق وزارة الهجرة مع بقية الوزارات جيد جدا، وجميع خيم النازحين تحتوي على مدفأة ووقود".
وأضاف محمد، أن "الطاقة الاستيعابية للمخيمات تصل الى 120 ألف نازح"، مشيرا الى ان "عدد النازحين من مدينة الموصل وقضاء الحويجة وصل إلى 125 ألف نازح، فيما عاد مليون ونصف المليون نازح إلى مناطقهم المحررة".
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، يوم الاثنين (19 كانون الأول 2016) أعداد النازحين من نينوى منذ انطلاق عمليات تحرير المحافظة، فيما أكدت أن أعدادهم تجاوزت الـ 120 ألف نازح.
داعش يلاحق الفارين
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" نقلا عن سكان فارين، إن داعش برر الهجمات على المدنيين بأن كثيرا منهم رفضوا أوامر التنظيم بالانسحاب معه غربا إلى مناطق الموصل التي لا يزال يسيطر عليها، حيث كانوا يخشون استخدامهم دروعا بشرية.
وقال السكان، إن عناصر من داعش أخبروهم بشكل شخصي وعن طريق الإذاعة ومكبرات الصوت في المساجد بأن الذين بقوا "كفارا"، وبالتالي فهم أهداف مشروعة بالإضافة إلى القوات العراقية وقوات التحالف.
وقالت لمى فقيه نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، "لو كان التنظيم يكترث حقا للناس المحاصرين فيما يسمى ب‍دولة الخلافة، لسمح لهم بالفرار إلى بر الأمان، لكنه بدلا من ذلك، يقتل ويصيب الناس عشوائيا أو عمدا لرفضهم أن يكونوا دروعا بشرية". وتحدثت "هيومن رايتس ووتش" مع أكثر من 50 من السكان الذين فرّوا من شرق الموصل خلال مقابلات في إقليم كردستان العراق في كانون الأول 2016، قدّم 31 منهم شهادات عيان عن 18 عملية قصف بالهاون أو هجمات قنص أو تفجير سيارات، أو انفجار عبوات ناسفة نفذها "داعش" بشكل عشوائي أو مباشر، ما أسفر عن مقتل أو جرح مدنيين.
انحدار الوضع الإنساني
وعن الوضع الإنساني داخل الموصل، قال النائب عن محافظة نينوى محمد نوري عبد ربه في تصريح صحفي، إن "قيادة العمليات المشتركة تستطيع وضع خطط سريعة ومباغتة يتم من خلالها القضاء على عصابات داعش وهي اعرف بها سواء من خلال القيام بعمليات إنزال أو قطع مناطق سكنية في الساحلين الأيسر والأيمن". وأضاف، أن "الوضع الإنساني في مدينة الموصل يسير بانحدار كبير فهو من سيئ إلى أسوأ نتيجة محاصرة المدينة من أربع جهات"، لافتا إلى أن "سعر برميل النفط مع انخفاض درجات الحرارة واشتداد البرد، وصل إلى أكثر من مليون و 200 الف دينار، كما ان اسطوانة الغاز وصل سعرها إلى 400 ألف دينار والأسعار في تصاعد مستمر". وأوضح عبد ربه، أن "استمرار الوضع حاليا على ما هو عليه لشهر او أكثر قد يتسبب في كارثة إنسانية"، مؤكدا على "ضرورة إسراع القيادة العامة للقوات المسلحة والعمليات المشتركة بتطبيق الخطط البديلة بما يضمن سلامة المدنيين والقوات الأمنية والإسراع في عمليات التحرير وإنقاذ المدنيين المحاصرين". وكان نائب رئيس لجنة الصحة والبيئة البرلمانية فارس البريفكاني قد دعا في (26 تشرين الثاني 2016) الوزراء المعنيين بالوضعين الإنساني والخدمي والصحي إلى الحضور الميداني إلى مخيمات النازحين في محافظة نينوى، محذرا من كارثة إنسانية نتيجة لانتشار الأوبئة ونقص الأغذية والأدوية ومستلزمات الحياة الأساسية. وتشهد محافظة نينوى منذ 17 تشرين الأول 2016 عمليات عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل التي اجتاحها تنظيم "داعش" في حزيران 2014، وحققت القوات العراقية المشتركة تقدما ملحوظا أفضى إلى تحرير عدد من المدن والمناطق، وسط تعهدات حكومية بالحفاظ على البنى التحتية وإعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة.