مجتمع مدني

الناشطة الرابطية شادمان علي فتاح: أتمنى ان تنهض المرأة وتطالب بحقوقها !

طريق الشعب
الرفيقة شادمان علي فتاح، الناشطة في رابطة المرأة العراقية، والمقيمة في فنلندا منذ عام 1999، طالبة جامعية وتعمل مترجمة من الفنلندية الى اللغتين العربية والكردية، والتي انتخبت وشغلت لعدة سنين موقع نائب رئيس الجالية الكردستانية في فنلندا، بمناسبة الثامن من اذار، كان لنا معها لقاء قصير اثر زيارتها مؤخرا الى مناطق كردستان وجولتها في اكثر من مدينة، فاجابت على اسئلتنا :
كيف تنظرين الى واقع المرأة الكردستانية في ظل الظروف الحالية؟
اعتقد ان واقع المرأة الكردستانية،يخضغ عموما لمجمل الظروف التي يمر بها العراق، سواء في اقليم كردستان او بقية مناطق العراق الفيدرالي، فالازمة السياسية والاجتماعية والاوضاع الاقتصادية والامنية كلها تنعكس على اوضاع المرأة،وبالتأكيد مع وجود بعض الخصوصيات في اوضاع كردستان، ويمكن القول ان المرأة في العراق تحمل العبء مضاعفا في كل ما تعانية الاسرة من هموم ومشاكل. فالمرأة ما تزال تعاني من التمييز والاضطهاد بفعل التقاليد والاعراف البالية.
هل يمكن ان تحدثينا عن بعض هذه الخصوصيات في منطقة كردستان ؟
لو تحدثنا عن الجوانب الاجتماعية،فرغم ان الاوضاع الاجتماعية عموما في كردستان نسبيا تبدو اكثر انفتاحا من مناطق جنوب العراق وحتى منطقة بغداد، ولكن هذا لا يخلو من كون المرأة مهددة حريتها من قبل العادات والتقاليد العشائرية والتسلط الذكوري، الذي ادى الى انتشار جرائم الشرف بشكل مخيف في بعض المناطق من الاقليم هذا من غير الاهانات التي تلحق بالمراة من خلال التحرش الجنسي الذي تتعرض له النساء في الاماكن العامة او مواقع العمل، مع استمرار ظاهرة العنف ضد النساء، تحت مبررات واسباب عديدة والتي تدفع ببعض النساء للانتحار خصوصا في حالات الاجبار على الزواج. ايضا لا تزال المرأة الكردستانية، خصوصا في بعض من القرى والارياف تعاني من قضية "ختان النساء"، ومع استثمار الجماعات الاسلامية للازمة السياسية في كردستان،ونجاحها في نشاطها ومد نفوذها في المجتمع الكردستاني هنا وهناك فانها دفعت باتجاه تقييد حرية النساء بحجج الدين والشريعة. واذا تناولنا خطر الجماعات الارهابية فان مصيبة النساء الايزديات خير مثال على حجم الاجحاف الذي يصاب النساء حيث تحولن الى سلع جنسية تحت يد من يتحدثون باسم الدين.
وكيف تحددين اهم المهام امام منظمات المراة كرابطة المراة العراقية والكردستانية وعموما كل ناشطة نسوية ؟
ان المهام متعددة ومتشعبة،فالمرأة يجب أن يكون لها دور اكبر داخل العائلة والمجتمع،وان تستطيع التمتع بحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وان تصل نشاطات منظمات المراة والمؤسسات المعنية الى المراة الريفية وفي القصبات والمدن، كنت هناك وشاهدت كيف ان معاناة النساء في المدن الصغيرة تكون مضاعفة قياسا الى نساء المدن الكبيرة.
واي رسالة تودين توجيهها للمراة بمناسبة الثامن من اذار ؟
بعد التهاني والامنيات الطيبة،اود القول بأنه ليس سوى المرأة يمكنها انتزاع حقوقها بنفسها، نعم انها تحتاج للتنسيق مع منظمات واحزاب سياسية، لكن ليس سوى المرأة تستطيع مواجهة الظروف التي تضع المرأة في مرتبة دنيا وتتعامل مع الدعوة لمساهمة المراة في قضايا المجتمع كقضية ثانوية،وبينما المرأة في العالم المتحضر توسعت مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وصارت تلعب دوراً أكبر في العمل والإنتاج، وفي مختلف مجالات الحياة، واحتلت مراكزا قيادية في مؤسسات الدولة والمجتمع،فأننا نجد بعض النساء في بلادنا يدافعن عن حق الرجل في تعدد الزوجات!