مجتمع مدني

رابطة المرأة العراقية : أطفالنا .. مستقبل العراق بحاجة للرعاية والحماية والوقاية من العنف والتشرد والاستغلال

يقترب الأول من حزيران ( اليوم العالمي للطفل ) وهو اليوم الذي نحرص فيه جميعاً على الاحتفال مع أطفالنا رغم كل التحديات الأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تواجهنا، مما يؤكد أهمية الرعاية والوقاية من كل مظاهر العنف والتشرد والاستغلال التي يعاني منها أطفال العراق، حيث تشير تقارير اليونيسيف لعام 2016 إن هناك 3,600,00 طفل ( أي واحد من بين كل خمسة أطفال في العراق ) معرضين لخطر الموت والإصابة والعنف الجنسي والتجنيد القسري والاختطاف والاتجار والاستغلال والتشرد. وحسب التقرير يحتاج 4,7 مليون طفل للمساعدات الإنسانية أي ثلث أطفال العراق.
كما تواجه الأسر تدهورا كبيرا في الظروف المعيشية في الكثير من المحافظات والقرى وحول الموصل، كما ذكر التقرير، ولأكثر من عامين والنصف عن إن (50) طفلاً يختطفون شهرياً حيث يرغم العديد منهم للانضمام للقتال أو الاعتداء الجنسي، واجبر 1,5 مليون طفل على الفرار من منازلهم بسبب داعش والنزاعات المسلحة في عام 2014، وان مدرسة واحدة من بين كل خمسة مدارس لم تعد صالحة للاستخدام بسبب النزاع، ويوجد حسب التقرير ما يقارب 3,5 مليون طفل ومراهق لم يتمكنوا من الاستمرار في التعليم، أن هذه الأرقام المخيفة مرت مرور الكرام دون أدنى اهتمام حكومي واضح عدا أقرار وثيقة سياسة حماية الطفل في العراق مؤخراً والمتضمنة حزمة من البرامج والإجراءات التي تسهم في الوصول إلى النتائج عبر سلسلة متكاملة تبدأ بالوقاية والتدخل المبكر والتدخل الثانوي وصولا إلى أعادة التأهيل والدمج وتأسيس نظام للرصد والتوثيق والاستجابة يعمل بشكل متواصل على تقديم المساعدة للأطفال المعرضين للخطر.
نعمل من خلال برنامجنا في رابطة المرأة العراقية على الاحتفال باليوم العالمي للطفل مع أطفالنا، متمنين لهم السعادة والرفاهية والعيش في أمن وسلام ، وندعو الحكومة والجهات المعنية إلى ضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لرعاية الأطفال والاهتمام بهم وتنمية قدراتهم ومتابعة تنفيذ وثيقة الحماية والعمل بها لتحسين واقع الأطفال وإزالة المعوقات التي تعرقل حياتهم عبر الإرشاد والاهتمام ، ونؤكد على ضرورة الاهتمام بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والنازحين والأيتام والأحداث والمشردين وخلق بيئة صحية لهم وتطوير مراكز رعايتهم ، كما نطالب الحكومة بالعمل على وضع إجراءات رادعة لمكافحة ظاهرة تسول الأطفال وملاحقة من يستغلهم ويعنفهم ويتسبب في ضياع مستقبلهم ومحاكمتهم أمام القانون.
يظل الأول من حــزيران مناسبة نحتفل بها مع أطفالنا وهم يغنون ويلعبون ويرسمون ويطلقون إبداعاتهم ومواهبهم، وهو منصة نعمل من خلالها للتذكير باحتياجاتهم الإنسانية وضرورة توفير الدعم الكامل لهم ولأسرهم ، متمنين لهم المستقبل الأفضل وكل عام وأطفال العراق وأطفال العالم ينعمون بالمحبة والأمن والسلام.
رابطة المرأة العراقية
28 أيار 2017