مجتمع مدني

"من الكرادة الى جسر لندن توحش الارهاب لايستثني احدا." *

شهدت الاسابيع الاخيرة تصعيدا وتتابعا ملحوظا للعمليات الدموية لقوى الارهاب ورأس حربتها داعش . شريط الدم الذي سجله توحش داعش المتواصل امتد خلال اسبوع مارا بالمنيا بغرب مصرمستهدفا مواطنين أقباط كانوا متجهين إلى دير الأنبا صموئيل في صحراء المنيا ، ليضرب بعدها الكرادة ثم جسر الشهداء ببغداد مع بدء شهر رمضان لينتقل الى منتجع في مانيلا عاصمة الفيليبين ليحط بعدها بآياديه المطخة بالدم في جسر لندن في جريمة الدهس والطعن التي سبقتها بعشرة ايام جريمة التفجير الانتحاري في حفل موسيقي في مانشستر .
من الواضح ان للتوحش هذا خيط رابط سواء في هوية القاتل وقتلاه اوفي هدف الجريمة مع اختلاف مسارحها ، فالقاتل واحد في هويته مع اختلاف تشكيلاته التي يجمعها توحش التكفير الذي لايستثني احدا، والضحايا ذاتهم ، مواطنين ابرياء على اختلاف اديانهم واجناسهم واعراقهم.اما هدف هذا التوحش المفرط فهو ذاته حيثما ضرب ، اشاعة الخراب وترويج الكراهية والتناحر بين مواطني البلد الواحد وبين اتباع الاديان والطوائف .
ان هذا الاستشراء في عمليات الارهاب وشموله خارطة مترامية الاطراف يدلل مرة اخرى على فشل الاستراتيجة المتبعة في مواجهة الارهاب التي لم تضع نصب اعينها مصالح الشعوب قدر تركيزها على صراع المصالح وسباق النفوذ .
اننا ، مع كل الاغيار في العالم، مآخوذين بفداحة هذه الخسائر في صفوف الابرياء نشعر بالحزن الممتزج بالغضب الشديد على استمرار نزيف الدم وما يخلفه من اضطراب وقلق وفقدان للامان. وفي الوقت ذاته يتزايد قلقنا من الزيت الذي تسكبه ماكنة الارهاب هذه على نار العنصرية التي نلمس انتشارها والتي تتوجه بسهامها نحو المهاجرين واللاجئين.
اننا اذ نكرر ادانتنا الشديدة لجميع مظاهر التوحش لارهاب داعش واخواتها من قوى الارهاب ، اينما حلت وايا شملت من بشر ، نكرر مطالبتنا الامم المتحدة و الدول صاحبة القرار في عالمنا ،ومنها بلدنا الاسترالي ، اعتماد استراتيجية اكثر فاعلية في مواجهة الارهاب اينما حل وفي تجفيف منابعه ومعاقبة الدول والمنظمات الداعمة له ، استراتيجية تعتمد تصفية بؤر التوتر في العالم ( التي تضمن للآرهاب والتطرف بيئته الحاظنة والتي تزوده بشتي الذرائع) ومحاربة العنصرية والتمييز .
لجنة الدفاع عن حقوق الانسان – استراليا*