مجتمع مدني

المجتمع الموصلي يسعى إلى تغيير إدارات المدينة ويعوّل على الشباب

طريق الشعب
يطمح المجتمع الموصلي بتغيير واقع الحال في مدينتهم وتغيير إدارتها المحلية، بعد ان لحق بها الخراب على يد داعش الارهبي، ولان هذا العام جاء بأهم منجز أمني، بعد تحرير محافظة الموصل، حمل مهرجان "طريق الشعب" الخامس شعار: (الانتصار على داعش).
ندوة أخرى تخللها المهرجان بعنوان: (الموصل المستباحة.. الموصل المحررة) تحدث فيها شهود عيان وشخصيات واكبت أوضاع الموصل بعد التحرير، كشفوا خلالها، بان شخصيات ساندت عملية سقوط الموصل تشغل اليوم مناصب مهمة، وتطمح الى دخول الانتخابات تحت غطاء الإسلام الديمقراطي.
احد أبناء المدينة د. حسام رشيد أوضح خلال الندوة ان "المجتمع الموصلي، بعد تحرير المدينة كان ينتظر إجراء تغييرا يشمل الجهات المحلية التي تعمل على ادارة المدينة، بحكم ان اغلبهم كان مساندا لسقوط الموصل وداعمين أساسيين لخروج الإرهابيين بسلام من المدينة الى كردستان العراق وتركيا"، مبينا ان "هذه الجهات لازالت تمارس عملها، وتعطي انطباعا مغايرا لواقعها الذي كانت عليه، وتسعى إلى الدخول للانتخابات القادمة، تحت مسمى (الاسلام والديمقراطية)".
وعن دور الحركات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني في مدينة الموصل ذكر رشيد ان "ما جرى ويجري في مدينة الموصل لم يوقف اندفاع ابناء المدينة وشبابها من اعادة اعمارها، اذ بدأوا بالفعل في بناء المواطن الموصلي، عن طريق اقامة الندوات والفعاليات الثقافية والفنية، اضافة الى المهرجانات وبجهود ذاتية، عكسوا من خلالها عدم قدرة السلاح والعنف من حماية الانسان"، داعيا "المؤسسات المدنية الى تعزيز اقامة الندوات الثقافية والفكرية والاقتصادية، التي تعكس روح المواطنة وتدعوا الى السلام بعد المآسي التي تعرضت لها مدينة الموصل".
وتابع رشيد، ان "منظمات المجتمع المدني هي من يعول عليها ابناء الموصل في اعادة اعمار مدينتهم، بحكم اصرارها في اخذ موقعها ونشر توجهاتها الفكرية والثقافية بعيدا عن سياسة العنف، الا ان هذه المنظمات لازالت فتية وتحتاج الى دعم المجتمع، بحكم تجربتها البسيطة داخل المجتمع الموصلي".
وفي ما يخص المؤسسات الرسمية والخدمية والجامعات اوضح ان "الحياة تعود إليها ببطء"، مركزا حديثة على جامعة الموصل، والتي حسب قوله ان "رؤساؤها لازالوا في المواقع البديلة خارج مدينة الموصل، وان عمدائها يتباطأون في العودة اليها، على الرغم من تزايد اعداد الطلبة من اليزيديين والمسيحيين"، لافتا الى ان "عودة الحياة الى جامعة الموصل عنصر اساسي لاعادة الحياة الى المدينة بصورة عامة".
من جانبه، تحدث الاعلامي حامد السيد، كونه لامس أوضاع الموصل بعد عملية التحرير، قائلا ان "الموصل ما عادت المدينة التي تمثل الطيف المتجانس والمتنوع من المجتمع العراقي، اذ لازالت العوائل المسيحية غير مقتنعة في العودة الى مدينتهم"، واشار في هذا الصدد الى ان "احدى الشخصيات المسيحية ويدعى الاب مارتن ابلغه ان اقل من 20 عائلة مسيحية عادت الى الساحل الايسر".
وعن اسباب عزوف العودة الى مدينته ذكر السيد ان "هناك قلق ومخاوف من محاولات حقيقية لفصائل مسلحة باشرت بتجنيد مجموعات كبيرة من الشباب وتسليحهم، وهي فصائل تابعة الى شخصيات سياسية، منهم اثيل النجيفي، ومحمد اقبال وزير التربية، اضافة الى فصائل مسلحة تابعة لشخصيات تمت اقالتها من مناصبها"، مبينا ان "هناك تسترا على بعض العناصر المتواطئة مع تنظيم داعش الارهابي، عن طريق ارتداء ثوب التشيع وحمل السلاح العقائدي الشيعي، اذ ان الكثير منهم كانوا يحملون رايات الارهاب، عملوا في اربعينة الامام الحسين على نصب المواكب وتلقوا الدعم مقابل ذلك، وهذا بشهادات من بعض الاحزاب الشيعية".
وأضاف السيد انه "بصفته مقدم برامج عمل على لقاء مجموعة من قيادات الفصائل المسلحة في مدينة الموصل، والذين بينوا له انهم "لا يريدون اعتقال المتورطين او اعدامهم، بل يرغبون بفكرة حمل السلاح الى جانبهم"، معتبرا ان "هذا الشيء، بحد ذاته مقلق للغاية، بحكم ان الشباب في مدينة الموصل يطمحون الى القضاء على ظاهرة التسلح والعنف في مدينتهم".