مجتمع مدني

الاراضي الزراعية في قضاء الشامية عطشى بسبب شح المياه

حازم الجعفري
شهد شط الشامية في الفترة الاخيرة انخفاضا كبيرا في مستوى المياه المتدفقة فيه، والتي لم تعد تكفي لاستزراع كافة الاراضي الزراعية في نواحي القضاء الثلاثة، وهي غماس والصلاحية والمهناوية. وقد ترك هذا اثره على مستوى انتاج المحاصيل الزراعية المختلفة، وبضمنها محصول الشلب الذي انخفض هذا العام الى النصف تقريبا.
ويعتبر قضاء الشامية من اكبر اقضية محافظة الديوانية، وهو من اكبر منتجي محصول الشلب على مستوى العراق، كما ينتج الحنطة والشعير وكميات كبيرة من التمور على اختلاف انواعها.
وصرح قائممقام القضاء حيدر فاضل فيصل لـ "طريق الشعب" ان السبب الرئيس لهذه الشحة هو انخفاض كميات الماء الواصلة الى الشامية من سدة الهندية، كذلك تجاوز المزارعين على الحصة المائية على مستوى النهر. وفي هذا الصدد اشار الى حقيقة تتعلق بالمضخات المسموح لها بسحب المياه من الشط، وقال انه تمنح مثلا اجازة لمضخة بقوة 5 حصانات، لكنك تجد المضخة التي تشتغل فعلا وتسحب المياه ذات قوة 50 حصانا او اكثر.
وذكر القائممقام سببا ثالثا للشحة، هو "اندثار اكثر الانهار الفرعية وعدم الاهتمام بها وبكريها، اضافة الى تجاوز فلاحي اعالي الشط على حصتنا من الماء".
من جانبه قال الفلاح عيسى جعفر ادريس من منطقة الهبش جنوبي الشامية، ان "تدفق الماء نحو منطقتنا عبر شط الشامية محدود جدا، بحيث ان اكثر من 1000 دونم من الاراضي التي كنا نزرعها على انهارنا الفرعية الثلاث، وهي الهاشمي والجديدة ونهر ابو عشرة، هي الآن اراض بور لا يوجد فيها شوى الشوك والطرفه".
كذلك اوضح الفلاح جوده ظاهرمن منطقة ايشان هديب ان سبب انخفاض الانتاج من الشلب والحنطة يعود الى "قلة الماء الذي يصل الى اراضي المناطق الواقعة في نهاية انهارنا وفي بزايزها، وهي السريع وبراز والجدول والعبطانية، وقد اثر هذا على معيشتنا وحياة عوائلنا".
اما الفلاح حمزة سوادي الميالي فتحدث الى "طريق الشعب" عن شحة المياه في منطقتي الصلاحية والمهناوية قائلا ان "الاراضي المحاذية لنهر الفرات لم يصلها الماء خلال الموسمين الشتوي والصيفي، وهي اراضي مناطق الطحينية والمرحاني والجيجان والحيال ونهر الجبور في المهناوية". واضاف ان دوائر الري قامت بنصب مضخات على بعض هذه الانهر لإيصال مياه الشرب فقط الى تلك المناطق.
واضاف حمزة سوادي ان "الحل يكمن في وضع حد للتجاوز على الحصص المائية من جانب المحافظات، وفي عدم اطلاق الماء الا في اوقات الزراعة ومواسمها، اضافة الى انشاء سد قاطع على شط الشامية في منطقة الدلكة، والى التوزيع العادل للمراشنة بين محافظتي الديوانية والنجف".