مجتمع مدني

المؤتمر الثاني للشباب المدني: تحذير من تغييب الطاقات الشبابية في مواقع صنع القرار

بغداد - انتصار الميالي
بمشاركة أكثر من 500 شابة وشاب من بغداد والمحافظات، انعقد الجمعة (22 كانون الأول 2017 ) مؤتمر الشباب المدني الثاني على قاعة "الأقواس" في فندق بغداد، وبحضور عدد من الشخصيات الوطنية والمدنية وممثلي منظمات المجتمع المدني والأعلام.
تغييب الشباب
ابتدأت عريفة الحفل، أفياء سلام، برنامج المؤتمر، بالنشيد الوطني عزفاً على العود للشاب حيدر كريم، ثم الوقوف دقيقة صمت تكريما لشهداء الحركة الاحتجاجية وشهداء العراق، ثم كلمة اللجنة التحضيرية التي ألقاها الشاب طلعت كريم، التي جاء فيها "اليوم تتجلى للجميع حجم الأزمة التي تؤكد تغييب الشباب في مواقع صنع القرار السياسي وتلكؤ التحاقهم بمسيرة العملية السياسية وتجسيد الديمقراطية بشكلها السليم، والذي خلف نتائج عكسية تمثلت في بقاء فئة الشباب مشلولة ومهمشة لفترة طويلة من الزمن، وتأخر نهوضهم سيؤثر ايجابيا على مستقبل الوطن أو أي مشروع إصلاحي سياسيا كان أو اجتماعيا أو تعليميا هدفه البناء والقضاء على الفساد ومكافحة مسببيه".
رؤية الشباب
واضاف "سيكون للشباب رؤية تجاه الكثير من القضايا والعقد التي باتت تشكل خطرا وتهديدا على المسيرة السياسية والتنموية في البلاد، حيث سيناقش الشباب المدني العديد من المحاور والخروج بحلول وتوصيات تهدف إلى ابراز دور الشباب في تحسين الأوضاع في البلاد ودعم مشروع الإصلاح واحدث التغيير المنشود بما يساهم في تحسين واقع الشباب ويهتم بتطوير قابلياتهم ودعم إمكانياتهم لتحقيق التطور والاستقرار في العراق".
توصيات
وفي جو امتاز بالحرص والمسؤولية والحوار البناء ناقش المشاركون في المؤتمر ورقة العمل التي أعدتها اللجنة التحضيرية حول وجهة الشباب من خلال الحراك الاحتجاجي لتحسين الأوضاع في العراق متضمنة محورين "السياسي التشريعي - والاقتصادي والاجتماعي" وقام كل من (منال جبار - مشرق الفريجي - وسام الخزعلي) بادارة المحاور والنقاشات.
وخرج المؤتمرون، بعد توصيات قدمها الناشط ظهير الموسوي، وهي
على المستوى السياسي والتشريعي:
1- تعديل قانون الانتخابات بما يراعي متطلبات الإصلاح، وتعديل سن التشريع العراقي انسجاما مع عمر الأهلية الدستوري لضمان مشاركة أوسع للشباب من كلا الجنسين في الانتخابات والارتقاء بالعملية الانتخابية والممارسة الديمقراطية.
2- متابعة أداء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بما يحافظ على مهنيتها بعيداً عن التدخلات الحزبية الضيقة وتخليصها من هيمنة المسؤولين.
3- دعم مشروع مكافحة الفساد الوجه الثاني للإرهاب ومحاسبة المسؤولين الفاسدين والكشف عن المتورطين في استغلال المال العام وإعادة الأموال المنهوبة، وأبعاد مؤسسات الدولة كافة وأهمها (القضائية والأمنية) عن المحاصصة الحزبية لضمان مهنيتها ونزاهتها واستقلاليتها.
4- زيادة مخصصات وزارتي التربية والتعليم العالي والاهتمام بعقد المؤتمرات الوطنية للبحث في مشكلة التعليم والخروج بمعالجات جذرية وقابلة للتحقيق.
5- الحد من استخدام السلطة وفرضها على الآخرين داخل مؤسسات الدولة بسبب اختلاف وجهات النظر والعمل على احترام حرية الرأي والتعبير، وإيقاف المظاهر الدينية داخل المؤسسات الحكومية كافة.
وعلى المستوى التعليمي والثقافي:
1- الاهتمام ببناء وتطوير المؤسسات التربوية والمرافق التعليمية بما يحقق المناخ التعليمي والتربوي السليم الذي يساهم في أعداد كوادر تدريسية مهنية قادرة على أعداد وتنشئة جيل متعلم وواعي والحد من ظاهرة خصخصة التعليم.
2- تطبيق إلزامية التعليم لتشمل نهاية الدراسة المتوسطة والاهتمام بدعم الطلبة وخلق بيئة ملائمة وخاصة في القرى والأرياف.
3- دعم وتعزيز النشاطات اللاصفية وإيجاد وسائل تكنولوجية (مكتبات مدرسية ومختبرات علمية) في كافة المرافق الدراسية لتطوير الفعاليات الطلابية.
4- أنشاء وتطوير الأقسام الداخلية وتوفير متطلبات البيئة الصحية السليمة فيها، وحل المشاكل التي تواجه الطلبة وتوفير الحماية لهم.
5- الإسراع بإعادة أعمار البنى التحتية في المؤسسات التعليمية في المدن التي تعرضت للإرهاب والاهتمام بالتوعية ونشر ثقافة التسامح والسلام لدى الأطفال والشباب.
6- تشجيع المنتديات الثقافية ودعم الأنشطة والفعاليات الشبابية ماديا وإداريا والعمل على انتشارها في العراق بما يهتم بتسليط الضوء على الأنشطة التي تكرس الشعور بالمواطنة وحماية حقوق الإنسان وتعزيز الإمكانيات والطاقات الشبابية الثقافية والعلمية والفكرية والرياضية والفنية.
المستوى الاقتصادي والاجتماعي
1- توفير فرص العمل للشباب للحد من ظاهرة البطالة التي يعاني منها الشباب والتي دفعت بهم إلى الإحباط وعدم الثقة بالمستقبل وشيوع ظاهرة العنف والتسلح وكذلك للحد من ظاهرة الهجرة خارج البلد.
2- تطوير برامج التدريب والتأهيل للشباب العاملين، والمعتمدة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لتحقيق الغاية منها بما يتيح لهم فرص الانخراط في سوق العمل العراقية.
3- تبني الدولة لسياسات زراعية متطورة تجعل من تنمية الريف من أولويات أهدافها لتكون عامل جذب وتوطين لقوة العمل المهاجرة وتقديم الحوافز الزراعية من اجل تشجيع المستثمرين والمزارعين على استخدام التكنولوجيا الحديثة والبذور المحسنة دعماً للإنتاج والدخل الزراعيين.
4- دعم القطاعات التي تستوعب أعدادا كبيرة من قوة العمل كقطاع البناء والإنشاءات وقطاع الخدمات والذي سيساهم مساهمة فعالة في معالجة الوتيرة العالية لمعدلات البطالة.
5- أصلاح القطاع الخاص وتعزيزه بقوانين توفر الحماية والعدالة الاجتماعية للعاملين فيه، لتعزيز دوره على استيعاب الأيدي العاملة ومن مختلف التخصصات والأعمار، والعمل على أنشاء صندوق معاشات (تقاعد) مرتبط بالقطاع الخاص من خلال قانون يشرع في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
هذا ويعد المؤتمر تظاهرة شبابية تعكس الدور المميز للشباب، وستعمل لجان شبابية متخصصة لمتابعة العمل والتوصيات مع ذوي الشأن والاختصاص من اجل تحقيق أهداف المؤتمر في أحداث تغييرات على كافة الصعد التي من شأنها أعطاء دور اكبر للشباب في بناء العراق المدني الديمقراطي.