مجتمع مدني

متظاهرو ذي قار يحاصرون مديرية الكهرباء وينددون بالوعود الكاذبة

أثارت تصريحات لعضو سابق في مجلس محافظة ذي قار بزيادة بتقليص ساعات القطع المبرمج بمعدل ساعتين لدخول محطة جديدة إلى الخدمة، سخرية في أوساط المتظاهرين، مبدين استغرابهم حول مدى اطلاع هذا العضو بواقع تجهيز الطاقة الكهربائية في المحافظة.
وفي حين اتهمت لجنة الطاقة النيابية رئيس مجلس النواب بعرقلة استجواب وزير الكهرباء بدافع المحاباة، حاصر المتظاهرون في ذي قار مديرية كهرباء الناصرية امس الأحد للمطالبة بتحسين الخدمات ومنها تجهيز الطاقة الكهربائية، مرددين شعارات شديدة اللهجة ضد الحكومتين المحلية والاتحادية.
وكالعادة حاولت "طريق الشعب" الاتصال بالسيد مصعب المدرس المتحدث باسم وزارة الكهرباء، وكان هاتفه مغلقا.
وكان جميل شبيب عضو مجلس محافظة ذي قار المنتهية ولايته، قد توقع تحسن تجهيز الطاقة الكهربائية في المحافظة بعد تشغيل محطة (اوتو ترانسفير) جديدة في المحافظة.
وقال شبيب لشبكة أخبار الناصرية، انه اتصل بمديرية انتاج الطاقة في المحافظة وأكدت له انتهاء العمل بنصب محطة (اوتو ترانسفير) الجديدة في المحافظة وأنها دخلت الخدمة الفعلية في المحافظة.
وأشار إلى ان "المحطة الجديدة ستسهم بتحويل 200 ميكا واط لتضاف إلى المحطتين الموجودتين أصلا، واللتان تحولان معا 360 ميكا واط"، مرجحا أن "تسهم المحطة الجديدة برفع ساعات التجهيز في المحافظة إلى ساعتين تجهيز مقابل ساعتين انقطاع".
من جانبه، رد مصدر من داخل محطة (اوتو ترانسفير) رفض الكشف عن اسمه، معلقا على تصريح شبيب أن "تصريحك غير صحيح، أنت تقول محطة جديدة و هي محولة جديدة، ارجوك كون دقيق بتصريحك، وهي الان محملة بـ50 ميكا فقط كحمل تجريبي".
وأبدى الحاج كريم من محافظة الناصرية تساؤله بالقول "اسأل المسؤول ألا يعلم ان الكهرباء الآن هي 2×2 اذا كان تحسن الكهرباء صحيح يرجعون الكهرباء 4 تشغيل وساعتين انطفاء على المولد، هذا الكلام الصحيح مو ساعتين بساعتين أين التحسن".
بدوره، بين عدي عواد عضو لجنة النفط والطاقة النيابية، ان "الابتزاز السياسي والمحاباة من قبل رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي هما من حالا دون استجواب وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان".
وقال عواد في بيان صحفي صدر عن مكتبه اطلعت "طريق الشعب" عليه أمس الأحد، إن "طلب استجواب عبد الكريم عفتان وزير الكهرباء، مازال على رفوف رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي بانتظار تحريكه"، مشيراً إلى ان "النجيفي يمارس الابتزاز السياسي من اجل منع استجواب وزير الكهرباء".
وحمل متظاهرو ذي قار، (350 كم جنوب العاصمة بغداد)، أمس الأحد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني مسؤولية تردي واقع إمدادات الطاقة بالمحافظة، وفي حين تعهدوا بمواصلة احتجاجاتهم المستمرة أصلا منذ 10 أيام وتصعيدها، طالبوه بتجهيز المحافظة بحصتها الكهربائية أو الاستقالة بعد أن شبهوه بـ"الشمر الثاني".
وتشهد الناصرية، تظاهرات يشارك فيها المئات، منذ 10 أيام، للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء والخدمات بالمحافظة، إذ انطلق نحو 300 متظاهر من ساحة الحبوبي، وسط المدينة، أمس، وحاصروا مديرية توزيع كهرباء ذي قار، مرددين شعارات مناهضة للحكومة وائتلاف دولة والقانون، الذي يتزعمه رئيسها نوري المالكي، واتهموا نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، ووزارة الكهرباء والحكومة المحلية بـ"الفساد وهدر المال العام"، مرددين شعارات منها (وين الكهرباء يا دولة القانون)، و(يا وزير الكهرباء أنت نايم على المكيف وأني نايم بالعراء?، و(صارلهم عشر سنين رواتبهم ملايين)، و(ساعة ونص ينطوها والباقي يبيعوها)، و(يجي مجلس ويروح مجلس والمواطن دوم مفلس)، و( يا مواطن يا شريف ليش واكف عالرصيف)، في دعوة للمواطنين للمشاركة في التظاهرات المطلبية.
وكان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، قال في 7 حزيران الحالي، في معرض رده على سؤال وجه إليه من قبل أحد اتباعه بشأن التظاهرات التي تشهدها مدينة الناصرية للمطالبة بالخدمات، وتلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن "السياسيين ما يزالون دائبين على تكريس نفوذهم وتقوية سلطانهم والحفاظ على كراسيهم"، مطالبا إياهم بـ"الالتفاف حول الشعب".
واتهم الصدر في بيانه المسؤولين بأنهم لم يأذنوا "بتظاهرات مباركة شعبية لا غربية ولا شرقية ولا حزبية ولا طائفية كالتي في الناصرية الفيحاء والاعتصامات المستمرة فيها للمطالبة بالكهرباء الطاقة المفقودة باي ذنب لا نعلم".
وكان معتصمو ذي قار، أعلنوا في 6 حزيران الحالي، أنهم سيتوجهون للتظاهر أمام مديرية توزيع كهرباء المحافظة للمطالبة بتحسين إمدادات الطاقة والخدمات، وفي حين أكدوا سعيهم لتوسيع نطاق احتجاجاتهم لتشمل مختلف الوحدات الإدارية، بينوا أنهم يهدفون لإيصال رسالة لوزارة الكهرباء بشأن قدرتهم على "استرداد حقوقهم سلمياً أو بالقوة إذا أصرت على تجاهل مطالبهم المشروعة".