فضاءات

قراءة في كتاب ( محطات مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ) للرفيق جاسم الحلوائي

ضمن البرنامج الاحتفالي لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس حزبنا اقيمت امسية ثقافية يوم 7 اذار 2014 في مدينة كوبنهاكن, وكان موضوعها
قراءة في كتاب ( محطات مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ) للرفيق جاسم الحلوائي
والكتاب قراءة نقدية في
كتاب عزيز سباهي ( عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي)

الامسية الثقافية جرت في نفس تأريخ يوم 7 آذار من عام 1963 حيث أعلن الحاكم العسكري لسلطة الإنقلاب الفاشي عن إعدام ثلاثة رفاق وهم: الرفيق حسين أحمد الرضي (سلام عادل) والرفيق محمد حسين أبو العيس، والرفيق حسن عوينة.

حضر الامسية العديد من المهتمين بموضوعة تأريخ الحزب الشيوعي العراقي وماتمثله من حلقة هامة ضمن اطار التأريخ السياسي المعاصر للعراق ولاسيما في الفترة الممتدة من 1921 بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة.

الرفيق جاسم الحلوائي (ابو شروق) من مواليد مدينة كربلاء عام 1932, وعضوا في الحزب الشيوعي منذ عام 1954, وفي قوام اللجنة المركزية منذ 1964والى 1985, وعضوا في سكرتاريتها في الفترة 1973-1978 وكادرا حزبيا في مختلف مواقع العمل الحزبي, والان هو احد اعضاء منظمة حزبنا الشيوعي العراقي في الدنمارك. للرفيق الحلوائي مساهمات عديدة في مجال الكتابة ومنها كتابين تم نشرهما من قبل دار الرواد المزدهرة في بغداد:

الحقيقة كما عشتها 2006
محطات مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي 2009

كما نشر الرفيق الحلوائي العديد من المقالات السياسية والفكرية في مجلة الثقافة الجديدة وطريق الشعب والفكر الجديد ومجلة قضايا السلم والاشتراكية وفي عدد من المواقع الاليكترونية.

بدأت الفعالية الثقافية بدقيقة حداد على ارواح شهداء حزبنا الشيوعي العراقي والحركة الوطنية دعا اليها الرفيق مقدم الامسية عبد المطلب عبد الواحد (ابوقصي), وقدم بعدها قراءة وافية لكتاب الرفيق الحلوائي سينشر نصها كاملا في ملف اخر, ومن ضمن ما شمل العرض المكثف للرفيق المقدم, ونقتبس هنا بعضا مما ورد:

((الكتاب يقع في 480 صفحة من القطع المتوسط، للكاتب الرفيق جاسم الحلوائي إصدار دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر، ويضم بين دفتيه 26 فصلاً تتوزع على عدد من العناوين الفرعية وتتضمن الصفحات الأولى الإهداء ثم ما قبل المقدمة والمقدمة، وينتهي الكتاب بتثبيت المراجع المعتمدة (24) مرجعاً، كما ذيل عدد من الصفحات بهوامش وافية، لا يمكن لقارئ الكتاب الإستغناء عنها))
((الكتاب يؤشر الصعوبات الجدية التي اكتنفت كتابة تاريخ الحزب على الرغم من أنها كانت من صلب إهتمامه منذ المؤتمر الوطني الثاني، وقد حالت الظروف الذاتية وصعوبة التناول الموضوعي للأحداث دون ذلك، ولذا فان قيادة الحزب بعد عملية التجديد التي دشنها الحزب منذ المؤتمر الوطني الخامس، شجعت المبادرات الفردية لهذه المهمة وقد اضطلع بها الرفيق عزيز سباهي واستطاع بجدارة ان يضع بين ايدي القراء والباحثين لأول مرة مصدراً ثرياُ يغطي ستة عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي المرتبط بإحكام بتاريخ الدولة والمجتمع العراقي))

((ولتصويب الأحكام يشدد الكاتب على أننا عندما ننتقد الأخطاء في تاريخ الحزب علينا معالجتها وفق السياق التاريخي لعصرها لكي نتجنب الخلل في منهجية البحث. ومن غير الصحيح إصدار أحكام بمنطق اليوم على تلك الفترة التاريخية دون الإشارة بأن هذه الأحكام تعود لوعينا الحالي . وينطبق هذا الامر على نشاط الحزب بين الجماهير وتنظيماتها النقابية والديمقراطية في اوساط العمال والفلاحين والطلبة والنساء وخصوصاً خلال العقد الرابع من القرن الماضي))
((في الفصلين الاول والثاني يتناول الكتاب تاريخ الحزب منذ مرحلة ما قبل التأسيس ولغاية اعدام قادته التاريخيين فهد، حازم، صارم في 1949. ويؤشر الى نهوض الحزب بعد انتكاسة 1949 والتعاطف الجماهيري الذي حظي به، حيث كان على رأس الفعاليات الجماهيرية التي ادت الى انتفاضة تشرين 1952.
في عام 1955 انتخبت ل.م سلام عادل سكرتيراً للحزب وأقرت خطة عمل للتخلص من النزعة اليسارية الانعزالية في التعامل مع القوى الوطنية والمنظمات الجماهيرية وتحقيق وحدة الحزب بانضمام كل من منظمتي راية الشغيلة ووحدة النضال الى الحزب)).

((يقدم الكتاب شهادة ملموسة لمحاولة كل من قيادة فهد وسلام عادل، لأن يتوصل الحزب لتقديم اجتهادات نظرية لقراءة الماركسية برؤية وطنية عراقية))
((الكتاب اجمالاً يتعدى الهدف المرسوم له كقراءة نقدية لكتاب سباهي، ويمكن التعامل معة كمصدر اضافي للباحثين ولكل المعنيين بتاريخ الحزب، بحكم الكم الجيد من الاضافات الموثقة بالأدلة، كما ان العرض البانورامي للاحداث بتفاصيلها الدقيقة دون إغفال المناخ العام لظرفها التاريخي وترابطها مع بعضها وتعاقبها كأسباب ونتائج لبعضها أيضاً، يضفي عليها الوضوح والصدقية كأنعكاس للفعل الاجتماعي في زمان ومكان الحدث)).
بعد انتهاء الرفيق ابوقصي من تقديم قراءته تحدث الرفيق الحلوائي عن ظروف انجاز الكتاب وذكر انه قد نشر على شكل سلسلة من المقالات في مواقع الانترنيت اولا, ومن ثم جرى التفكير بجمعها في كتاب مستقل وهذا ماتحقق في عام 2009.
ومن ثم فتح باب الحوار والاسئلة لجمهور الحاضرين والتي غطت مساحة واسعة من قضايا تاريخ الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية والهموم التي تشغل بال المتابع للمسيرة البطولية والمعقدة وفي ظل ظروف العراق وتأريخه المعاصر والظروف الموضوعية الاقليمية والدولية وتجربة الحركة الشيوعية العالمية.
قام الرفيق الحلوائي بالرد والحوار مع مجمل ماطرح من جمهور الحاضرين متناولا وبمنطق تقبل الرأي الاخر والتفاعل معه وصولا الى كشف وتحليل مايحيط بكل مسألة موضع النقاش والبحث.
وفي ختام الامسية الثقافية الممتعة شكر الرفيق ابوقصي الحضور والرفيق جاسم الحلوائي على مساهتمه, ثم قام الرفيق ابو منار بتقديم باقة ورد باسم منظمة الحزب في الدنمارك للرفيق الحلوائي.
ان تأريخا بحجم تأريخ الحزب الشيوعي العراقي بحاجة الى عمل متواصل ينطلق من البحث العلمي وبتوفير الوثائق الحزبية وغيرها من الوثائق وبنظرة موضوعية للاحداث وتحليل يعكس مختلف جوانب اية مسألة بما يخدم عملية الكتابة.
من المصادر الاخرى المتوفرة لتاريخ الحزب الشيوعي العراقي والتي جاء على ذكرها في كتاب الرفيق سباهي وكتاب الرفيق الحلوائي والتي تشكل ايضا مساهمة في عملية التوثيق والتحليل والبحث هي كتاب الباحث حنا بطاطو والذي كان في عدة اجزاء وكتاب الرفيق الراحل زكي خيري وسعاد خيري وكتاب الرفيقة ثمينة ناجي يوسف (زوجة الرفيق سلام عادل) ونزار خالد في جزأين.
اضافة الى العديد من الكتب الاخرى ومنها كتاب الرفيق كاظم حبيب وزهدي الداودي عن الرفيق فهد والحركة الوطنية, اضافة الى عدد من كتب السيرة الذاتية للعديد من الرفاق والمقالات التي توثق تأريخ الحزب الشيوعي العراقي.
المكتب الصحفي لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي