فضاءات

جمع غفير من ابناء الجالية العراقية و العربية في باريس تحيي الذكرى الثمانين

باريس – طريق الشعب

احتفلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا يوم السبت الخامس من نيسان الجاري بالذكرى الـ 80 لتأسيس الحزب. وحضر الاحتفال الذي اقيم في ضاحية سانت دني الباريسية، جمع غفير من أبناء الجالية العراقية والعربية وعوائلهم، وبعض من موظفي السفارة العراقية في باريس، بجانب ممثلين عن الحزب الشيوعي الفرنسي والحزب الجزائري من اجل الديمقراطية والاشتراكية.
وبعد الترحيب بالحاضرين، والوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية, القى الرفيق محمد سلام كلمة منظمة الحزب. وقد عبر فيها عن التقدير لوقوف الحاضرين إلى جانب الشعب العراقي في معاناته التي امتدت سنين طوالا، ولا زالت مستمرة لحد الان باشكال مختلفة. وبيّن انه رغم التغيير الذي حصل بعد 2003 إلا إن حياة العراقيين تحولت الى دوامة من العنف والصراع الطائفي والمذهبي بشكل لم يشهد له مثيل من قبل.
وتحدث الرفيق سلام عن تأسيس الحزب قبل ثمانين سنة، وعن قادته الميامين، ومسيرته النضالية ودفاعه عن مصالح الفقراء والمحرومين، وكفاحه في سبيل حرية الوطن وسعادة الشعب. كما اشار الى ما اقترفته الانظمة الرجعية والدكتاتورية بحق الحزب، بسبب كفاحه ومواقفه المذكورة، ولانها كانت تعلم جيدا انه يشكل خطرا حقيقيا عليها وعلى مصالحها الطبقية.
والقت الكلمة اضواء على موقف الحزب المعروف من قضية المرأة، وتشديده على ضمان حقوقها ومساواتها بالرجل، وعلى اهتمامه الكبير بالثقافة والمثقفين وبتوجيه طاقاتهم وإبداعاتهم لتجاوز الواقع الاجتماعي المتخلف، كذلك احترامه الدين والتدين والمتدينين، ودعوته الى التسامح والتعايش بين المذاهب والأديان وصيانة حقها في ممارسة شعائرها وطقوسها بامان وحرية، والابتعاد عن التعصب الطائفي والتناحرات الخطيرة، كالتي يشهدها بلدنا اليوم للأسف الشديد.
واختتم الرفيق سلام الكلمة مؤكدا ان قائمة التحالف المدني الديمقراطي التي تخوض الانتخابات الحالية، هي طوق النجاة للعراقيين، ولإنقاذ العراق من امراض الطائفية والتسلط، ومن الفساد المالي والاداري، والرشوة واللصوصية، ولتحقيق حلم شعبنا في القضاء على الارهاب والارهابيين. مشددا على ان لشعبنا الحق في العيش في بحبوحة من الامن والسلام والعدالة الاجتماعية.
بعد ذلك القت مسؤولة العلاقات الاممية والتضامنية في الحزب الشيوعي الفرنسي الرفيقة ديديا سامر بخاش كلمة، هنأت فيها الحزب الشيوعي العراقي بعيده الثمانين وثمّنت مسيرته النضالية وصموده ووقوفه ضد كلّ ما تعرض له الشعب العراقي من قمع واضطهاد على مدى العقود الثمانية الماضية. وأعربت عن أسفها لعدم تمكن الاتحاد الأوربي من دعم الشعب العراقي في عملية التغيير، رافضة ما يلعبه من دور غير مشرف ومتخاذل أمام السياسات الامريكية في الشرق الأوسط، دون الالتفات لمصالح شعوبه العادلة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .
ثم القى الرفيق هاشمي زيغاغي كلمة الحزب الجزائري من اجل الديمقراطية والاشتراكية، فاكد تضامنه الكامل مع الحزب الشيوعي العراقي في نضاله الطويل ضد قوى الدكتاتورية والطائفية والإرهاب والرجعية، ولإخراج العراق من دوامة العنف والإرهاب والتدخلات الأجنبية، وفتح الآفاق أمامه نحو البناء والتقدم والوصول إلى الديمقراطية الحقيقية والتقدم الاجتماعي .
وبعد الكلمات تناول الحضور بعض الأطباق العراقية، وتخللت ذلك نقاشات حول الوضع في العراق ومستقبل العملية السياسية، كذلك الاستعدادات للانتخابات الوشيكة. وارتباطا بهذا وزعت وثيقة البرنامج الانتخابي للتحالف المدني الديمقراطي، التي تتضمن محاور عدة، أهمها السياسي والتشريعي والاقتصادي، ثم محاور الخدمات والبنى التحتية والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني ومحاور الصحة والتعليم والبيئة والثقافة .
واختتم الحفل بفعاليات فنية، حيث شارك الفنان التشكيلي غسان فيضي بعدد من اغاني الحزب، وبباقة من الأغاني التراثية العراقية بمصاحبة العود. وشاركت الفنانة الفلسطينية عبير حمد ومشاركون آخرون بأغاني من التراث العربي والفلسطيني.
وكانت الفعالية الاحتفالية قد بدأت بافتتاح معرض الفنان محمد صالح للخط العربي والزخرفة. وقد حظيت المعروضات باعجاب الحضور، لما عكست من تحرر في تشكيل والوان ورشاقة الحرف العربي، وفي بناء الجمل والمقتطف من أقوال الشعراء والحكماء.