فضاءات

"قصور صدام" تمنع المسيحيين والسواح من زيارة أقدم كنيسة في تكريت

بغداد – طريق الشعب

تعد الكنيسة الخضراء، احدى أهم معالم المسيحيين القدماء في العراق، اذ تعود الى سنوات بعيدة عندما ضمت مدينة تكريت كرسي مفرانية المشرق في عهد ماروثة التكريتي، الذي أصبح مطران الكنيسة الشرقية العام ولقب بالمفريان.

والمفريان، هو لفظ سرياني من مفريونو، وتعني الرئيس الروحي وهي درجة أدنى من البابوية.
وعاشت تكريت المدينة تحت أوج الصراع عليها بين قوى متعددة منها الفرس والرومان.

وكانت الكنيسة والتي تقع على ارتفاع 30 مترا عن مياه نهر دجلة مركزا مهما للسكان المعتنقين للمسيحية والذين كانوا هناك.
يقول الكاتب والباحث التاريخي في تاريخ تكريت، محمد نعمان لوكالة "شفق نيوز" ان "تكريت كانت عاصمة كبيرة يقصدها الناس قبل ان يعتنق سكانها الاسلام وتتحول الى ما هي عليه"، معللا "كانت ذات شأن وكان مرسي المفرانية الشرقية فيها وهي الحاكمة لأقاليم مترامية خلال العام 628".
لكن الناظر اليوم للكنيسة فأنه سيتأكد ان تغييرا جذريا جرى عليها ليس باعتناق جميع السكان المسيحيين في ذلك الوقت الديانة الإسلامية او رحيل أبنائها القدماء او انعدام وجود المسيحيين اليوم في تكريت وإنما رضوخها خلف جدران عتية لقصور صدام حسين.
وتقع اليوم الكنيسة التي تشغل موقعا جنوب تكريت خلف قصور صدام الفاخرة التي نالت منها بعض الاعمار لكنها اصبحت حبيسة مسؤولي الدولة الحاليين الذين يتخذون من القصور مبان وسكن لهم مما يحتم على السائحين عدم النزول اليها.
وبالتأكيد فأن عدد السائحين بسبب الامن ينخفض لكنه ينعدم عند مقربة منها بسبب حراسة القصور والدوائر ذات الاهمية الفائقة.
يقول غزاون جبار، وهو احد سكان تكريت والمهتمين بآثارها للوكالة نفسها، ان "اختيار القصور قرب الآثار هو خطأ بالتأكيد لانه حرمها من نعمة الزيارة لها لكن من وجهة نظر ثانية فأن وجود الكنائس والآثار هناك قد يكون ايجابيا في ظل عدم الاعتناء بها ولا إيلاء أهمية لها".
وترى منار عبد المطلب، عضو مجلس صلاح الدين، ان الوضع الامني يحول دون الاعتناء بالآثار بشكل عام وكذلك هو حال الكنيسة الخضراء.
وتستطرد عبد المطلب، بالقول، إن "الوضع الامني هو السبب الرئيس في عدم الاعتناء او عدم السماح للسياح بزيارة المعالم التي تضمها صلاح الدين بين ثناياها".
وتردد قائلة ان "السائح عند سماعه اي اطلاقة نارية يهرب نحو مكان اكثر أمنا فكيف لسياح أجانب وهم يزورون اكثر المناطق توترا في العراق"، لافتة الى انه "لا يمكن عمل شيء من دون اعادة الامن بأي طريقة".