فضاءات

الأحتفالات في مالمو بمناسبة عيد العمال / فاضل زيارة

منذ عام 1886 ومن مدينةِ شيكاغو الامريكيةِ، اصبح الاولِ من ايار هو اليوم العالمي الوحيد الذي يشتركٌ فيه العالم كله للاحتفال بعيد العمال. وها هو هذا اليوم لهذا العام 2014 وفي السويد وبالذات في مدينة مالمو، وتجديدا لهذا التقليد الثوري النضالي، نظم حزب اليسار السويدي ومناصروه من بقية الاحزاب الوطنية والشيوعيةِ وفي مقدمتها حزبنا الشيوعي العراقي، مسيرةً كبيرةً لشغيلة اليد والفكر ومناصريهم والمحبين لهم، للاحتفال بهذا الرمز الخالد ابد الدهر، والذي يدل على وحدة الشعوب وفي طليعتها الطبقة العاملة العالمية، من اجل قيادة العالم الى مجتمع الرفاه والعدالة الاجتماعية. وفي ساحةِ الملفون توريت وسط المدينةِ تجمع الآلاف من الشبابِ حاملين الرايات الحمراء واللافتات واعلام الدول الاخرى حيث استمعوا الى كلمات العديد من الاحزاب المشاركةِ وتحت شعار (عالم بلا استغلال) من بينها كلمة حزبنا الشيوعي العراقي، التي اشارت الى الاجواء الحالية التي يعيشها بلدنا، وضرورة ان ترفعَ الطبقة العاملة العراقيةِ من مستوى وعيها ومجابهة القوى التي تريد ان تصادر مكتسابتها، وان وحدة الطبقة العاملة هي من تفرض ارادتها ضد الاحتكارات التي تتطلع الى حرف النضال الحقيقي للطبقةِ العاملةِ، فتحية للطبقةِ العاملةِ العراقيةِ والعالميةِ في عيدها الأغر.
وفي تمام الساعة الثانيةَ عشر انطلقت المسيرة يتقدمها الفرقة الموسيقية السويدية التي تعزف الحانا ثورية، ومعها أطلقت الحناجر دوياً في سماء مالمو مطالبةً بالحقوق المشروعةِ للعمالِ من السكنِ والصحةِ وتحسين الاجور وحرية العمل النقابي في كل العالم. وكان للشيوعيين العراقيين ومحبيهم اصواتهم ايضا حيث انطلقوا في المسيرة تحت لافتةِ منظمة الحزب في جنوب السويد، وقد رفعوا الاعلام الحمراء اضافة للعلم العراقي، ورددَ المشاركون الشعارات المساندةِ للشعب العراقي وعماله البواسل، وطالبوا بالكف عن التدخل في شؤونهم وفي مقدمتها قضايا انتخاباتهم العمالية.
ومن اجمل ما شوهد في المسيرة مبادرة الزميلة لينا النهر وهي ترافق المسيرة حيث اعدت عربة خاصة زينتها بالاعلام الحمراء والعلم العراقي تنبعث منها اصواتَ اناشيدٍ ثوريةٍ تمجد بدور الطبقة العاملة وفي مقدمتها اغنية (عمي يابو الجاكوج) اضافة للاغاني الشعبية العراقية التي لفتت انتباه الجماهير المشاركة في المسيرة حيث صفقوا لها ورقصوا على انغام الموسيقى التي كانت تصدح ما بين اصوات الجماهير.
اخترقت المسيرة شوارع مالمو التي كانت محمية من قبل الشرطةِ السويديةِ حتى انتهت الى ساحة الملك. وكان العدد هذا العام كبيرا جدا حيث تجاوز الستةِ الاف مشارك معظمهم من الشباب.
وكالعادةِ وفي كل عام تقيم منظمة حزبنا خيمةً لإستقبال المشاركين في المسيرةِ وقد أعدت لها إعدادا جيداً حيث زينت الخيمة بشعارات الاول من ايار والعلم العراقي وعلم الحزب، ووفرت كافة انواع الماكولات العراقية التي دائما ما تنال استحسان ورغبة الجمهور السويدي اضافةً الى المشروبات الغازية والشاي والقهوة ومياه الشرب.
ومن خلال خيمة كبيرة أعدت كمسرح من قبلِ حزب اليسار، القى ممثل حزب اليسار دانيال كلمة الحزب الذي اكدَ فيها على ان العمال وهم يَخطونَ على اشواك الاستغلال والخصخصةِ والتمييز العنصري، وحدهم قادرون على تطوير الحياة المعيشية، كونهم المنتجين الحقيقيين لحاجاتِ الناسِ في بقاع العالم. وعبر بكلمته عن الثقةِ بتعزيز قوة العمل في مواجهة غطرسة راس المال نحو عالمٍ تسوده المساواة والعدالة الاجتماعية.
ثم توالت الفرق الموسيقية والغنائية في الصعود الى المسرح بالتناوب والتي الهبت حماس الجمهور المشارك، مما اشاع البهجة في نفوس كل من حضرَ.
ومما اعطى للمكان رونقه وجماليته مساهمة الطبيعة برسم لوحة فنية خلابة حيث النسيم العليل والماء والخضراء والوجه الحسن.
تحيةً للاولِ من ايار عيد الطبقة العاملة، عيد النضال البروليتاري، يوم اتحاد العمال جميعا من اجل عالم خالٍ من الحروب وخالٍ من الاستغلال ومن اجل رفاه الإنسان.