فضاءات

اللعبة المحكمة ... رواية الاديب كريم السماوي/ مؤيد عبد الستار

تصدر هنا وهناك في دول متباعدة نتاجات عراقية لكتاب ومبدعين عراقيين انتشروا في بلدان اوربا والقارات الاخرى ، واحيانا تصدر لهم كتب وابداعات في الثقافة والادب والعلوم ما لا يصل الى ايدينا ، رغم ان عالم الانترنيت اتاح لنا الاطلاع على ما كان يصعب سابقا الحصول عليه من نتاجات .
من بين الكتب الحديثة رواية صدرت مؤخرا للاديب كريم السماوي في ستوكهولم، اللعبة المحكمة، عن دار فيشيون ميديا / السويد .
بعد ان قرأتها، رغبت في كتابة دراسة مفصلة عنها كي اتتبع عوالم شخصياتها واحداثها ، واقترب من روح الكاتب التي بثها في ثنايا حوار الشخصيات المركبة التي تنسج عالمها الفسيح والمفتوح على الفضاء الاوربي ، ولكني وجدت ان الوقت سيتمدد ما يحرم القارئ من الاطلاع المبكر على الرواية، لذا لم اشأ ترك الرواية دون تعريف موجز للقارئ الكريم .
من ميزة الرواية ان تمنح الكاتب فرصة لينسج افكاره ضمن عمارة يختار تصميمها ، ويقنع القارئ بجدوى واهمية هذا التصميم ، ليدخله معه الى عمارته ويتركه يتشرب افكاره التي اودعها حياة شخوصه وحوارهم والاحداث التي تحيط بهم وحركتهم وسكناتهم ضمن تلك الاحداث المرسومة.
اختار كريم السماوي لروايته اللعبة المحكمة عالما جديدا عليه، فالاحداث تدور في السويد ، واللعبة غير مألوفة في عالمنا الذي تسبح في فلكه رواياتنا وقصصنا .
المعروف ان بلاد السويد الباردة، المكللة بالثلوج أغلب ايام السنة، بحاجة الى دفء العواطف التي تضفي على حياة الانسان بعدا يستحق معه ان يتجدد مع الصباحات القادمة رغم ما فيها من ثلوج وعواصف وامطار ، لذلك لا مفر من معالجة عزلة الانسان الذي لا يجد من يتقاسم معه نسيم الصباح البارد، او عبق زهور التولبانا صيفا.
تجري رواية السماوي كريم على نسق البحث عن فرصة للقاء بالآخر بشكل مدبر، اي التخطيط للايقاع باديب معروف من اجل بناء علاقة عاطفية مع شقيقة محام شهير.
يشترك في العملية المدبرة المحامي وشقيقته، لتجري الاحداث في مسارات متعرجة من العواطف والمواقف المبنية على وعي باللحظة الحاضرة والمستقبل.
كم تنجح الخطة في كسب المقابل الى دائرة الاعجاب ثم الحب، وما هي عواقب تلك العلاقة المدبرة سرا حين يفتضح السر.
ذلك ما يجب التعرف عليه من خلال قراءة الرواية وتتبع احداثها ومراقبة تصرفات شخوصها .