فضاءات

"صانع النجوم" محمد جواد أموري في حفل تأبينه / فهد الصكر

أقامت وزارة الثقافة، الخميس الماضي، على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" ببغداد، حفلا تأبينا لعميد اللحن العراقي وصانع النجوم الملحن الراحل، أخيرا، محمد جواد أموري.
وفي ظل غياب واضح للمسؤولين في وزارة الثقافة وممثلي المؤسسات الفنية الرسمية، حضر الحفل عدد من محبي الفنان ومتابعي منجزه الابداعي، وأداره المخرج سعد نعمة، الذي استهل حديثه بالقول: "نستذكر اليوم واحدا من أهم رموزنا الفنية، الذي رحل عنا قبل أيام قلائل، ونحن أحوج لوجوده بيننا، شأنه شأن العديد ممن رحلوا وتركوا في قلوبنا فراغا كبيرا". وأضاف قائلا: "نودعهم أخص نجومنا - ونحن في إستحياء منهم، لأننا لم نقدم لهم ما يستحقونه من عرفان على ما أضافوه لثقافتنا ولسجلنا الفني من ابداعات".
ولفت نعمة قائلا: "عاش محمد جواد أموري نصف قرن كلله بمجموعة من الألحان، وأمضاها في اكتشاف الأصوات الغنائية. وقد انتظمت ألحانه في سجل الغناء العراقي كإضافات متجددة مثل "يا حريمة"، "رديت"، "بلايه وداع"، "واضح"، "أنا يا طير"، "شضحيلك"، وغيرها الكثير. لكن تبقى رائعته اللحنية الخالدة "الريل وحمد" التي اكتمل مثلثها الذهبي بشعر مظفر النواب وغناء ياس خضر، لتكون جوهرة الغناء العراقي في ذاكرة الأجيال".
بعد ذلك تحدث نقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي قائلا: "يجللنا الحزن والأسى ونحن نودع فنانا كبيرا، له الفضل في اكتشاف الكثير ممن صاروا نجوما في سماء الأغنية العراقية. فعلى صعيد التلحين لحن أموري أكثر من 500 أغنية، بقيت محفورات في ذاكرة ووجدان المتلقي.. انها آيات من العذوبة والرقة والعمق، وستظل تحمل سر خلودها على مر الإيام والأعوام والعهود".
في حين أشار الشاعر عريان السيد خلف إلى أن "في الفترة الأخيرة جمعتنا المأساة أكثر من الأفراح، وقد طالت الكثير من الأسماء ، بحيث أصبح للموت طعم المرارة في أفواهنا". وأضاف قائلا: "يظل محمد جواد أموري واحدا من الأسماء الراسخة في واحة اللحن العراقي، والتي لم تتأثر بالكثير من الهويات الفنية. كان مخلصا للكلمة واللحن، وظل بسيطا كالخبز". وذكر الشاعر عريان أن أموري لحن له قصائد عدة بضمنها "بلاية وداع ، توصيني ، تلولحي، واضح" ليقرأ بعد ذلك قصيدة "هذا الموت".
فيما سرد الشاعر ناظم السماوي بعضا من تفاصيل ذكرياته مع الراحل أموري، وقال "فقدنا فنانا من أهم أعمدة الفن العراقي". مشيرا إلى عدد من قصائده التي لحنها، بضمنها "يا حريمة"، "لا تسافر"، و"الدنيا ما تسوه زعل".
وكان من بين المتحدثين الشاعر الفريد سمعان، الذي تطرق إلى أهمية الراحل في اللحنية العراقية، مشيرا إلى انه قدم الروائع وقد بقيت في ذاكرة الأجيال، ليعيش في إيامه الأخيرة معاناة الإهمال والعزلة والنسيان، داعيا إلى "ضرورة الاهتمام بالفنان والأديب وهو يفني أجمل إيام حياته في تجميل الحياة وإعلاء أسم وطنه بنكران ذات".
وتحدث الإعلامي عباس الكعبي عن أهمية مراعاة واحتضان الفنانين ، خصوصا عند مرورهم بأوضاع صحية أو مادية صعبة، وأن لا يتركوا في وادي النسيان كما حصل للكثير ممن رحلوا".
وعلى هامش الحفل وزع الموثق الموسيقي رزكار البرزنجي أقراص (س يدي) على الحضور، تضم أغنيات وألحان الراحل.