فضاءات

الشباب الاحرار في الصويرة يلبون نداء النازحين / عبد الله عبد الكريم

بعد نزوح أفواج من العائلات التي تركت ديارها في المناطق الساخنة المسيطر عليها من قبل عصابات الارهاب، بادر "تجمع الشباب الاحرار في الصويرة"، وهو تجمع مدني، إلى اطلاق حملة بعنوان "ساعدني"، لإغاثة النازحين القادمين إلى قضاء الصويرة بمحافظة واسط، والمناطق القريبة منه.
وقبيل اطلاق حملتهم، نظم اعضاء التجمع ومناصروهم، مسيرة راجلة طافت شوارع القضاء، رافعين لافتات تدعو المواطنين للتبرع بما فاض لديهم من موادَ غذائيةٍ وثيابَ وآثاثٍ ومفروشاتٍ وغيرها، سعيا لإغاثة النازحين، في الوقت الذي تفاجأت فيه العائلات النازحة بغياب من يؤيهم أو (يساعدهم) من المعنيين الحكوميين.
ويبدو ان مباني المدارس في القضاء، ولكونها شاغرة في الصيف، باتت مآويَ مؤقتة لا بأس بها للعائلات النازحة، بعد التنسيق مع مديرية تربية الصويرة، فضلا عن ذلك ان بعض الخيرين وفروا مساحات من منازلهم لأخوتهم الفارين من الموت غير المبرر، معبرين عن خِصلة التكاتف بين الطوائف والقوميات المختلفة، الراسخة في نفوس العراقيين، هذا ما أشار إليه الناشط المدني أنور ريشان، أحد أعضاء التجمع، الذي أضاف قائلا:
"لعل حملتنا "ساعدني" هي الحملة (المدنية) الوحيدة في عموم محافظة واسط، التي اطلقناها بمساهمة الخيرين من ابناء قضاء الصويرة، ممن أجادوا بما فاض من ذخيرتهم، مالا وغذاء وكساء، بل ان بعضهم فضل إيداع "زكاة الفطر" في صندوق تبرعات الحملة".
وأكد ريشان قائلا: "اننا لم نتوانَ عن تأمين قسط من العيش الكريم للعديد من العائلات النازحة، ولكن القلق يراودنا من نفاد أو قصور مدخراتنا ومؤننا. فمهما بذلنا من جهد سنظل بحاجة إلى تدخل حكومي جاد وصريح، يفتقر إليه النازحون حاليا".
الناشط المدني حمزة فاضل، أحد أعضاء التجمع، نقل لنا صورة تراجيدية عن معاناة النازحين، مشيرا إلى انهم يفتقرون لأبس شروط العيش الانساني. وقال: "تخيل معي نساء وأطفالا يفترشون الأرض تحت وطأة الصيف اللاهب، وهم لا يمتلكون أدنى وسيلة من وسائل التبريد، في الوقت الذي هجروا فيه ديارهم وأعمالهم، وفقدوا أموالهم وحاجاتهم، وضاقت بهم السبل وانقطعت، ليتجرعوا مرارة أخرى في محطات إيوائهم الجديدة".
وأضاف فاضل قائلا: "ان المشهد آنف الذكر، وغياب التدخل الحكومي الجاد، هو ما دعانا إلى اطلاق حملة "ساعدني". وبالفعل قدمنا ما استطعنا إليه سبيلا، وما تكرم به الخيرون من ابناء الصويرة، لإغاثة العائلات النازحة".
ويبقى حلم النازحين، هو العودة إلى ديارهم بعد تحريرها من قبضات عصابات الارهاب. وهم يعتقدون أن هذا الأمر لن يتحقق، إلا إذا سارع الفرقاء السياسيون، بحزم مواقفهم في تشكيل الحكومة، والنظر إلى بلدهم وشعبهم بعيون وطنية لا تغشاها مغريات طائفية أو قومية أو اثنية، ولا تضيق بمحاصصات ومغانم.