فضاءات

الرياضي الشيوعي علي الكيار يتألق رغم عوادي الزمن

منعم جابر

يسرنا اليوم ان نكتب عن احد ابطال الرياضة ونجومها من الشيوعيين الذين ربطوا مصيرهم بشعبهم منذ خمسينيات القرن الماضي ولا زال متألقاً رغم عوادي الزمن ومحنه. انه ثالث ابطال العالم بكمال الاجسام علي الكيار والذي تألق نهاية الخمسينيات منافساً اقوى ابطال العالم. بدأ الكيار حياته عاملا بسيطاً لتبليط الشوارع "كيار" وبسبب مهنته هذه حمل لقبه المشرف. وبعد ثورة 14 تموز 1958 شاهده الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم وهو يعمل بتعبيد شارع الزعيم، ويومها كان يعمل في اجواء حارة ودون ملابس تغطي صدره العاري الجميل فسأله: من انت؟" اجا? الكيار: سيدي انا علي الكيار، احد ابطال العراق، برياضة كمال الاجسام، هنا ربت قاسم على ظهره، وسجل مرافقه بعض المعلومات عن هذا العامل النشيط. ولازال علي الكيار حياً يرزق حتى الساعة ويحمل امال واماني شعبه.
من بين فقراء العاصمة ظهر الكيار

خلف سدة بغداد الشرقية، سكنت الاف العوائل الفقيرة، النازحة من جنوب الوطن، هربا من اضطهاد وبطش الاقطاع، وكانت عائلة علي الكيار احدها. يقول الكيار من بين أنات الفقراء، وبكاء الارامل، وحزن الثكالى، ولدت قناعاتنا الفكرية، ووجدنا ان الشيوعيين وافكارهم هي من تمثلنا وتدافع عنا، فأخذنا هذا الطريق الصعب، وكان لي شرف الانتماء، وحملت اسما حزبيا عزيزا على قلبي هو "حديد" ارتبطت مع هواياتي وتوجهاتي الرياضية. وبقيت ورفاقي، والكثير من الرياضيين مع الحزب، وقريبين منه، وفي طليعتنا البطل الاولمبي عبدالواحد عزيز، وعبدالاحد بط?س والاداري الرياضي الراحل فاروق فؤاد، حصل الكيار على المركز الثالث عالميا، في اسبانيا عام 1968 وكرر نفس الانجاز، في بغداد عام 1972 وهي انجازات تاريخية.

إنقلاب شباط الاسود وصمة عار في جبين العملاء

يقول الكيار: لقد كان انقلاب 8 شباط الاسود وصمة عار، في جبين عملاء الاستعمار، الذين نفذوا، عمليتهم الجبانة، باسقاط تجربة ثورة 14 تموز، وقتل قادتها وذبح الشيوعيين والديمقراطيين. ويقول الكيار انه ورفاقه كانوا من اول المقاومين للانقلاب، وانطلقوا بتظاهرة من منطقة العاصمة والميزرة اي خلف السدة باتجاه وزارة الدفاع، مطالبين بالسلاح لحماية الثورة والزعيم، ولكن قيادة الثورة رفضت ان تدفع بالسلاح الى الشارع إذ قد يؤدي الى مجازر دموية وقد حيث شكر الزعيم الجماهير وكان حريصا على حياة ابناء شعبه. وهكذا حاول الانقلابيون واسيادهم السيطرة على الموقف، وذبح الاف الشرفاء، والخيرين.
واعتقل علي الكيار مع آلاف وظل محبوسا بين الهيئات التحقيقية، وسجن الموقف العام الذي كان مقره في منطقة باب المعظم حيث زج بي الى القلعة الخامسة وبعدها في القلعة السادسة وكان معي الشاعر الكبير محمد صالح بحر العلوم والمبدع كاظم السماوي.

الرياضة جزء مهم جدا من حياتي حتى في السجن

يؤكد الكيار على ان الرياضة كانت تمثل جزءا مهما من حياته وان الحزب كان يدعم كل مجالات الابداع ومنها الرياضة ويشجعنا على ممارستها والانتماء للاندية الرياضية وكان الكثير من الرياضيين هم من اصدقاء الحزب والمتبرعين له والمساهمين بنشاطاته. لهذا وجدنا ان الكثير من ابطال الرياضة تعرضوا للسجن والاعتقال والمطاردة لانهم مؤمنون بسياسة الحزب ومواقفه. وفي السجن لم ننقطع عن ممارسة الالعاب الرياضية، كرة القدم والطائرة وكرة السلة، اما العاب الحديد وكمال الاجسام فقد كنا نستخدم بعض الوسائل البدائية للتدريب ومع كل هذا واصلنا ومارسنا أنشطتنا رغم الارهاب.

عرضت عليّ الجنسية الامريكية ولكني رفضت

وقبل ان نختتم هذه السيرة الوطنية للبطل العالمي علي الكيار. سألناه عن حكاية ارنولد الامريكي الذي تناقشت معه في بطولة العالم وجئت ثالثة اما هو فقد كان الاول وقد عرض على الجنسية الامريكية لكني رفضتها لاني وجدت تمثيلي لوطني هو اعظم شيء في حياتي.
وهل انت نادم على ذاك القرار؟ قال: ابدا فحب الناس لي، القيم والمبادئ التي امنت بها، هي احسن ما حققته في حياتي، كل ذلك جلني مرتاحاً. هكذا هم مناضلو شعبنا الاباة عاشوا في ضمائر شعبهم اما الجبناء والعملاء فانهم في مزبلة التاريخ.