فضاءات

أمينة الرحال

ولدت امينة الرحال عام 1919, كان والدها علي صائب ضابطا في الجيش العثماني برتبة قائمقام عسكري وكان مديرا للمدرسة الحربية في اسطنبول. نشأت في بيئة عراقية تحرم التقاليد الاجتماعية والدينية فيها على المرأة أي اختلاط مع الرجل او مجرد الألتقاء معه خارج الدار , او الخروج لوحدها والاتصال بالآخرين. قررت اثبات شخصيتها والتمرد على العادات الاجتماعية التي تعطي الحرية للرجل وتشدد على المرأة.
كانت اول امرأة تقرر خلع الحجاب غير آبهة بكلام وانتقادات الناس. بعد اكمال دراستها بتفوق في دار المعلمين قدمت طلبا للالتحاق في كلية الحقوق وكانت في عام 1943 اول محامية في العراق.
وكانت اول امرأة تحصل على اجازة سياقة سيارة وكان ذلك في عام 1936. ومن ذكرياتها عن السياقة كما قالت في مقابلة اجريت معها لاحقا: "عندما أسوق بسيارتي في شوارع بغداد وأنا سافرة ويراني المارة كان بعضهم يصاب بالدهشة والاستغراب وبعضهم يمتعض غضبا ولا أنجو من الشتائم من البعض ألآخر , ويصادف ان البعض من رجال المرور يؤدون لي التحية اعتقادا منهم اني موظفة اجنبية وبمنصب كبير في السلك الدبلوماسي". واضافت في مقابلتها قائلة:"مضى عليَ اكثر من خمسين سنة لحصولي على الإجازة ولحد الآن لم اعاقب في سياقتي".
ما كان يميز أمينة الرحال هو انغمارها في العمل السياسي واهتمامها بالعمل الديمقراطي والجماهيري. في عام1945 اصبحت عضوا في جمعية المرأة العراقية المناهضة للفاشية والنازية، ثم انتخبت عضوا في هيئتها الإدارية.
تأثرت كثيرا بالأفكار الماركسية وأخذت تحضر اجتماعات الحلقات الماركسية التي كان يشرف عليها شقيقها حسين الرحال، الذي كان من الرواد الأوائل للفكر الماركسي في العراق.
انضمت امينة الرحال الى الحزب الشيوعي العراقي وكانت اول شيوعية عضو في اللجنة المركزية في أوائل الاربعينيات. بعد ثورة 14 تموز من عام 1958 عينت مشرفة تربوية وحتى عام 1963، عندما تعرضت بعد انقلاب 8 شباط الأسود للإهانة والاضطهاد وفصلت من وظيفتها.