فضاءات

نادي كبار السن في كامدن اللندنية.. الألفة والصداقة والشاي العراقي / عبد جعفر

"أشعر بالوحدة والوحشة كل يوم، وأنتظر بفارغ الصبر الذهاب الى نادي كبار السن، يوم الأثنين في كامدن ويوم الثلاثاء في همرسمث، حيث أجتمع مع أخواني العراقيين من كبار السن".
بهذه الكلمات يلخص الأستاذ والمربي المتقاعد محمود يعقوب سلمان (أبو أنمار) ما يعنيه له نادي كبار السن والذي يشرف عليه المنتدى العراقي في بريطانيا. معظم كبار السن من العراقيين في لندن، يشاركون (أبو أنمار) شعوره بالوحدة، بعد إن ترمل البعض أو غادر ابناؤه البيت، لا سيما من لم يجد نفسه مندمجا مع المجتمع البريطاني. كل واحد منهم يهمه أن يلتقي مع عراقيين يشبهونه في الهموم، ويحرصون مثله على ان يتذكروا زمنا جميلا مضى، وعلى تبادل أطراف الحديث خاصة عن مفارقات الحياة، كل ذلك الى جانب التمتع بشرب الشاي العراقي (المخّدر).?
أسأله: ماذا يعمل الكبار في الأيام الاخرى؟
البعض أخبرني أنه يبقى حبيس البيت وخصوصا أيام الشتاء الباردة، أو يذهب الى الإسواق للتسكع أو لقضاء المراجعات الطبية، وهي ليست قليلة بعد أن ابتلوا بأمراض الشيخوخة. وأبو أنمار يفضل أن يقضي (الأيام القاتلة) كما يحلو أن يسميها، بالذهاب الى المناطق البعيدة عن لندن ليجلس في مقاهيها ويسمع اللهجة الانكليزية الأصلية، التي لم تلوثها اللكنات الأخرى كما هو الحال في لندن.
وحول نادي كبار السن في كامدن، يشير الأستاذ صبيح منديف، الا أنه أصبح مكانا جميلا لبناء صداقات حميمية بين العراقيين، حيث يبادر الجميع في توفير الأطعمة والمشروبات للحاضرين، وبشكل تطوعي وخصوصا في المناسبات والاعياد، وحيث يساهم الحضور في دفع قسم من إيجار القاعة، وبهذا التعاون تغلب النادي على محاولات إغلاقه بسبب الضائقة المالية التي يمر بها المنتدى.
ويضيف الاستاذ أموري عطية الى أن النادي أصبح قبلة للباحثين والدراسين الذين يكتبون عن العراق، فهنا يمكن أن يستمع المرء الى شهادات حية في مختلف المواضيع خصوصا وأن رواد النادي من ذوي الخبرة والاختصاصات الاجتماعية والثقافية والسياسية. ويشير السيد عطية الى أنه تجري في النادي بين فترة وأخرى نقاشات حول مختلف القضايا في الأدب والشعر والسينما وعن المدن الانكليزية وغيرها من المواضيع المشوقة. ومن أجل تطوير هذا الملتقى الأسبوعي، يقترح رواد النادي مواصلة المنتدى دعمه المقدم الى النادي وأن تقوم هيئته الادارية بزيارات للوقوف على إحتياجاته، وحث المبدعين الى المجيء اليه وأقامة فعاليات ثقافية لرواده.