فضاءات

"لا للفتنة الطائفية" مهرجان الجواهري الشعري في استراليا

إحتفاءا بذكرى ميلاد شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري أقام منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي يوم الأحد
7/7/2013 مهرجانا شعريا تحت عنوان "لا للفتنة الطائفية". شارك في المهرجان نخبة من ابرز الشعراء والأدباء العراقيين في استراليا كما حضره عدد من ممثلي الأحزاب والمنظمات ومندوبي وسائل الإعلام وعدد كبير من الحضور من عرب وعراقيين.

افتتحت الأمسية عريفة المهرجان السيدة شذى علي التي رحبت بالحاضرين ودعتهم للإستمتاع بمعزوفات من أرض الرافدين أبدع أنغامها الفنانين عبد الله خوشناو وعماد رحيم هدية للحاضرين وسط أجواء عراقية دافئة لاتنسى.
تلى ذلك كلمة الدكتور أحمد الربيعي رئيس منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي الذي رحب بالحاضرين وتحدث عن الشاعر الكبير الذي عاش لقرن من الزمان لتتكثف فيه محطات تأريخ العراق الحديث وليتماهى مع حركة الجموع الساعية الى غد أفضل ليكون صوتها المدوي قصائداً إستطاعت أن تسقط حكومات وتؤثر على المشهد السياسي برمته. كما أشار الدكتور الربيعي الى أن الجواهري ورغم إنتمائه الى عائلة دينية من عوائل النجف العريقة إلا أنه تخطى جدران الطائفة والدين والقومية ليشمل ولائه وانحيازه كل أبناء الوطن, فهو الذي تغنى بالهور والجبل ووحد برائعته "يادجلة الخير" ترامي العراق ليكون بحق "نهر العراق الثالث". ومن جهة أخرى تطرق الدكتور أحمد الربيعي الى الفتنة الطائفية التي تطل برأسها في عراقنا الذي تتنازعه قوى المحاصصات الطائفية والاثنية في صراعها على السلطة لتدفعه الى هاوية ال "لاعراق" حيث التفتيت الى خنادق طائفية وعرقية ضيقة وقتل على الهوية مما يؤكد من جديد على حاجة البلاد الى حكومة مدنية تحفظ من خلال ديمقراطية حقيقية حقوق الجميع على حد سواء.


هذا وقد أعلن الدكتور الربيعي عن أن مهرجان الجواهري هذا سيكون تقليداً سنويا يقدم فيه المنتدى جائزة قيمة تحمل عنوان "جائزة الجواهري لشعراء المهجر" ، كما تقدم بالشكر الى الموسيقيين المبدعين عبد الله خوشناو عماد رحيم والتشكيلي المبدع حيدر عباس الذي رسم لوحة شخصية للجواهري قدمها هدية للمهرجان كما شكر مندوب الفضائية العراقية السيد سمير قاسم وجريدة العراقية لتغطيتهم وقائع المهرجان.
تلى كلمة الدكتور الربيعي مقدمة عن الجواهري قدمها الأديب الأستاذ حسن ناصر تناول فيها دور الجواهري الذي أثر بنبوغه الشعري وأنفته الشخصية على أجيال من الشعراء بعده . كما أشار الى أن الجواهري ظل يعبر عن هموم الناس فصار لسان حالهم ينطق بآلامهم وآمالهم إلا أنه ولغاية اليوم لم يحض بالتكريم اللائق بل أن الحكومات المتعاقبة دأبت على محاربته وعزله وإقصائه الى المنافي حتى قضى فيها غريبا دون أن يمنحه دجلة ما تمنى يوما في قصيدته حيث يقول:
وددت ذاك الشراع الرخص لو كفني يحاك منه غداة البين يطويني
ثم تلى ذلك قراءة رسالة الدكتور فلاح الجواهري نجل الشاعر الكبير التي خص فيها المنتدى بالشكر متمنيا له دوام التألق والنجاح عارضا كتابه" الجواهري.وعي على الذاكرة" الذي قرأت عريفة الحفل منه بأسلوب مؤثر المقطع الخاص بأستشهاد جعفر شقيق الجواهري في وثبة الشعب العارمة في كانون 1948 تلاها تسجيل نادر لرائعة الجواهري" اخي جعفر" بصوته وصورته.

كما قرأ الدكتور أحمد الربيعي رسالة المفكر التنويري الراحل هادي العلوي في تأبين الجواهري ساعة مواراته الثرى والتي خص بها المنتدى صديق العلوي الشخصية الديمقراطية والمناضل الصلب ضد الدكتاتورية السيد عطا عباس، ، والتي رثى فيها العلوي الجواهري ببلاغة أسرة عنوانها "جوهره المرارة والارتقاء" واصفا اياه بالسابح يخوض الغمرات ممن يعانق الموجة ولا يركبها لانه لا يخشى قرارا ولا يغازل ساحلا فهو سليل الفرسان والشارب من اجاجهم وهو قرن كامل من التأريخ المتحرك ودوي قصائده يشبه دوي الصواعق وهي الوقود الذي يتزود به الثوار ساعات الارهاص ,هو الذي تتفتح له الرؤية في حرائق النجوم لا في تألقها.
تلى ذلك مداخلة الضابط الوطني والحقوقي الاستاذ عربي الخميسي الذي تحدث عن ذكرياته عن الجواهري الذي جمعته بالجواهري عدة لقاءات معرجا على مشاهداته لوثبة كانون وتشييع الشهيد جعفر الجواهري.
كما قرأت السيدة إلهام داود رسالة الشاعر المبدع يحيى السماوي الذي اعتذر عن الحضور من مستقره في الجنوب الاسترالي والتي عبر فيها عن إعتزازه بشاعر العراق الكبير قائلا "أنا التلميذ المهذب الواقف على عتبة مدرسة الجواهري مستجدياً السماح بدخولها ، فأن أكون شجرة صغيرة في بستان الجواهري أحب الى نفسي من أكون يستانا ترضع أشجاره من وحل الخطيئة العفلقية". هذا وأشار الأستاذ السماوي الى أن نظام الحكم الدكتاتوري البائد لم يستطع أن يغتال الجواهري لأنه كان يخشى سقوط آخر ورقة توت يتستر خلفها فاكتفى بإسقاط الجنسية العراقية عنه لتمنحه الإنسانية جنسية أبقى وأعظم في قلوب محبيه.

تلى ذلك قراءة لقصيدة" نهر العراق الثالث"للشاعر المبدع خالد الحلي ,الذي تعذر عليه الحضور من ملبورن, اعقبها مساهمات شعرية جميلة على خلفية لوحات موسيقية اخاذة للمبدعين عبد الله خوشناو وعماد رحيم لعدد من ابرز الشعراء العراقيين في أستراليا وهم الشعراء الاستاذة وديع شامخ و جمال الحلاق ومايكل سيبي(الذي قرأ قصيدته بالكلدانية والعربية) وواصف الشنون والأستاذ فاضل الخياط الذي قرأ قصيدته ثم قدم عزفا جميلا على الناي فيما قدمت إبنته قصيدة رائعة باللغة الإنجليزية. ومن ثم قرأ الشاعر الشاب فريد المخموري قصيدة باللغة الكردية مع قراءة لترجمتها باللغة العربية قدمها الأستاذ عبد الوهاب الطالباني, وقرأ الشاعر فوزي خماس قصيدة مؤثرة باللغة العامية لتقرأ بعدها السيدة شذى علي قصيدتين جميليتين للشاعر فهيم السليم والشاعرة سحر كاشف الغطاء الذين تعذر حضورهما بسبب السفر

هذا وتخلل الاحتفالية تقديم الفنان حيدر عباس لوحة شخصية تكريما للشاعر اللبناني وديع سعادة الذي شكر المنتدى والفنان المبدع على هذه اللفتة الطيبة.
تم اختتام الحفل بقراءة قصيدة "نامي جياع الشعب" ألقتها السيدة شذى علي مسكا لختام حفل أعاد للأذهان ذكرى عطرة لنهر العراق الثالث الذي جسد العراق كله ونظم من روحه قوافي للعراق كله فصار
هو العراق الذي انطوى بين جنبيه بكل من فيه وكل مافيه.

للاطلاع على تفاصيل المهرجان يمكن العودة الى الرابطين ادناه

تغطية الفضائية العراقية لمهرجان الجواهري الشعري الذي نظمه منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي
http://www.youtube.com/watch?v=1vC5jdDOJAg


https://www.youtube.com/watch?v=He1L8b-jvjE