فضاءات

كيف تعرفتُ على الحزب؟ وما دافع انتمائي اليه؟ / مجيد إبراهيم خليل

سرّ ديمومة الحزب جذوره الضاربة عميقا في ترية هذا الوطن، إنه شجرة راسخة وارفة الظلال، صامدة، ترد معاول الشر. على مدى عقود يزهو فتى الثمانين بخيرة بنات وأبناء الوطن من كل القوميات والأديان والمذاهب، برفاقه المكافحين الساعين الى بناء وطن حر وشعب سعيد.
التقينا ببعض الرفاق في هولندا وسألناهم: كيف تعرفت على الحزب؟ وما دافع انتمائك اليه؟
قاسم العثماني: أجواء البيت الذي نشأت فيه في الصويرة هي التي عرّفتني على الحزب، أعمامي سجنوا، ابن عمتي،جبار عبود، زوجته وضعت مولودها داخل السجن، اهتمامات أخي الفقيد باسم مع مجموعة من الشباب بالقراءة والاهتمام بالكتاب، كل ذلك خلق عندي الأسئلة وولّد الحافز للتعرف الى الحزب والاقتراب منه، امتلأت نفسي بمعاني البطولة وأشعرتني بالقوة على تحدي السلطات الأمنية وحزب السلطة وهي تحاول إجبار الناس على الانتماء اليه. كنت ومجموعة من الشباب نلتقي في بستان الشهيد فاضل عبدالله بعيدا عن أعين السلطة للقراءة والاطلاع على أوضاع?الحزب. وما تزال قامات الشهيد فاضل وإخوته وثوريتهم ماثلة أمامي. أفكار الحزب ترسخت من خلال القراءة وجذوة الحماسة له بقيت متوهجة في داخلي ولن تخبو.
مي البتي: مبكرا بدأ ميلي الى الحزب، والشعور بالحب نحوه والتعاطف معه ماثل أمامي في البيت وخارجه. في البيت أبي وكثير من أصدقائنا وأقربائنا ينتمون الى الحزب أو يتعاطفون معه. خارج البيت في عينكاوة/أربيل تشعر بأجواء التعاطف وتتلمس هيبة الحزب في قلوب الناس، وقد فتح بيتنا أبوابه للأنصار الشيوعيين بعد تعرضهم للهجوم بالكيمياوي من النظام السابق.
بعد قدومي الى هولندا، ومن خلال عملي في منظمات المجتمع المدني واتحاد الشبيبة الديمقراطي تحوات الشحنة العاطفية تدريجيا الى موقف سياسي وتطلع الى عدالة اجتماعية، وامتلاك وجهة نظر فيما يدور حولي، لهذا قدمت طلبا للانتماء الى الحزب، وأنا سعيدة وفخورة بهذا الانتماء.
حسن الحسني: منذ صغري نشأت على حب الحزب متأثرا بالمحيط، بعض من أقربائي في حركة أنصار السلام ورابطة المرأة، وفي البيت بالكاظمية وحبا بالزعيم الراحل قاسم ينشغل الجميع بعمل الزينة والأوراق الملونة لاحتفالات ثورة تموز. في المدرسة الثانوية تعرفت على الحزب من خلال اتحاد الطلبة العام، ثم أصبحت مسؤولا لقطاع من ثانويات الكرخ. تولدت عندي القناعات الفكرية بالحزب وسياسته بعد اللقاء بالرفاق في اتحاد الطلبة ومن خلال الحلقات الفكرية وقراءة الكتب السياسية أو الفكرية لهذا انتميت للحزب. سافرت للدراسة الى اليونان 1975 وبعد اش?داد الحملة الوحشية ضد الشيوعيين والديمقراطيين أواخر السبعينات صعب التعامل مع السفارة العراقية في أثينا وما كان ممكنا الحصول على الإقامة لرفض السفارة تجديد الجوازات وكانت المخابرات تلاحقنا فاضطررت للمغادرة الى الاتحاد السوفياتي وكان مؤملا الذهاب منه الى كردستان، ولم يتيسر العبور اليها لصعوبة الظروف آنذاك،تنقلت في المنافي وآخرها هولندا، وعبر كل هذه سنوات الغربة زادت قناعاتي رسوخا.