فضاءات

مراقبون: مئات من أشجار النخيل جرفت هذا العام !/ أحمد حسن الياسري

كشف أبو محمد وهو احد فلاحي بساتين أشجار النخيل جنوبي العاصمة بغداد، عن قيام أصحاب البساتين بالتنسيق مع عدد من التجار لتهريب التمور إلى خارج البلاد، فيما أعلنت منظمة أصدقاء البيئة عن تجريف المئات من أشجار النخيل خلال هذا العام.
وقال أبو محمد في تصريح لـ"طريق الشعب"، إنه "في كل موسم نقوم بجني التمور وتعليبها في أكياس للحفاظ على جودتها، ومن ثم نقلها في سيارات إلى المنافذ الحدودية لبيعها إلى دول الخليج".
وأشار إلى أن "تمر العراق هو من أفضل أنواع التمور في العالم، وفيه الكثير من الفائدة لصحة الإنسان، فضلا عن استخراج أفضل أنواع الدبس ومادتي الخل والخمر منه". وأوضح أن "تجار التمر امتنعوا عن تزويد السوق المحلية، وذلك بسبب الإغراءات المالية التي يتلقونها من بعض الدول". يشار إلى ان العراق –سابقا – كان يعد من الدول المميزة في زراعة النخيل حيث يتصدر دول العالم في عدد النخيل ويتقدم على جميع الدول بامتلاكه 33 مليون نخلة، إلا ان عدد النخيل تراجع إلى 11 مليون نخلة في الفترات الأخيرة، ويعزو الخبراء سبب التراجع إلى ال?روب وأثرها على المزارعين والجفاف وضعف الخدمة والإرواء، وكثرة الإصابات بالأمراض والحرق الذي يحصل في عدد من البساتين، وكل تلك الأسباب اجتمعت ليصبح العراق في ذيل قائمة مصدري التمور.
وفي المقابل، انتقدت عضو منظمة أصدقاء البيئة الناشط، غفران الأوسي، الحكومة لــ"عدم جديتها بالمحافظة على أشجار النخيل"، مبينة ان "مئات الأشجار من النخيل جرفت خلال هذا العام"، مشيرة إلى إن "النخيل ثروة مهمة للبلاد ولابد من الحافظ عليها".
وأشارت إلى أن "الكثير من المشاريع الخدمية والسكنية نفذت على أراضي البساتين، في مخالفة بيئة كبيرة، ويجب معاقبة الجهات المعنية"، داعية في الوقت ذاته الحكومة إلى "الحافظ على البساتين وعدم السماح لأي جهة بتدميرها".
من جانبها لوحت لجنة الزراعة البرلمانية بتفعيل القانون للحد من ظاهرة تجريف البساتين في بغداد، داعية إلى تشكيل فوج من وزارة الداخلية لإجراء عملية على المتجاوزين على هذه الأراضي.
وقال عضو اللجنة النائب فؤاد الدوركي "يجب تفعيل القانون الذي يمنع تجريف البساتين لغرض السكن، وذلك للحد من هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر في بغداد". ودعا الدوركي الدوائر المعنية مثل وزارة البلديات وأمانة العاصمة ووزارة الزراعة والمحافظات إلى التعاون مع وزارة الداخلية لتشكيل أفواج لمنع هذه الظاهرة ومعاقبة المتجاوزين.
وأشار إلى "إن هذه الظاهرة يقف وراءها بعض أصحاب محلات العقار ومالكي هذه البساتين، مما يتسبب بضرر كبير على مخططات وتصاميم العاصمة، فضلا عن زيادة التصحر في المدن".
وبدوره، قال رئيس لجنة التعليم العالي النيابية عبد ذياب العجيلي انه "تم عقد عدة لقاءات فيدوية مع عدد من الخبراء في الجامعات الأمريكية من اجل إعادة العراق إلى دوره الريادي في زراعة النخيل وإنتاج التمور". وشدد العجيلي على ضرورة الإسراع بإعداد مشروع زيادة زراعة أشجار النخيل في البلاد وفق طرق حديثة وفي دول شهدت زيادة في إنتاجها السنوي من التمور كما هو معمول في دولتي الإمارات وأمريكا".