فضاءات

التيار الديمقراطي العراقي في المملكة المتحدة : وداعاً خليل شوقي

بألم وحزن تلقينا خبر وفاة الفنان العراقي الكبير خليل شوقي يوم الجمعة العاشر من الشهر الجاري في إحدى مستشفيات مدينة لاهاي الهولندية، وعن عمر تجاوز التسعين عاماً بقليل. يعد الفنان خليل شوقي مدرسة فنية بكاملها، فهو من رواد ومؤسسي المسرح العراقي الحديث، وله في هذا الميدان مشوار طويل يمتد الى تأسيسه "الفرقة الشعبية للتمثيل" عام 1947. ومن بعدها فرقة "جماعة المسرح الفني" عام 1964، ومن مؤسسي "فرقة المسرح الفني الحديث" عام 1965 والتي إنتخب سكرتيراً لهيئتها الإدارية. تكررت أدواره المسرحية المميزة، خصوصاً في مسرحية "النخلة والجيران"، المقتبسة عن رواية لغائب طعمة فرمان تحمل الإسم ذاته، وفي شخصية مصطفى الدلال. وكذلك في "بغداد الأزل بين الجد والهزل" ومسرحية "كان ياما كان"، والمسرحيات الثلاث كانت من توقيع الأستاذ والممثل والمخرج قاسم محمد. وكان عمله المسرحي "السيد والعبد"، الذي جمعه مع الفنان الراحل منذر حلمي والمخرج الراحل عوني كوني، والتي عرضت في لندن في بداية الألفية الثالثة، هو آخر نشاط فني يقف فيه على خشبة المسرح. وكما في المسرح فقد لعب في المسلسلات التلفزيونية أدوار لا تنسى كما في "الذئب وعيون المدينة" و "والنسر وعيون المدينة". أما على صعيد الإخراج السينمائي فكان شريطه "الحارس" عام 1967، والذي حاز على ثناء وتقدير عاليين في المهرجانات السينمائية، هو حصيلته الوحيدة. ومثلما ترك الراحل إرثاً فنياً كبيراً في الميدان الفني، فهو أيضاً ترك عائلة فنية لها إسهاماتها المهمة في العمل المسرحي العراقي من خلال إشتغالات مي وروناك وعلي. إلتصق الفنان خليل شوقي بالحركة الديمقراطية والوطنية منذ وقت مبكر، وكان منفاه الهولندي والعيش فيه بعيداً عن خشبة مسرحه بمثابة تجسيد لموقفه الوطني الصادق. نتقدم الى أسرته الكبيرة والمهتمين بالشأن المسرحي والى أبناء شعبنا العراقي بأحر التعازي بخسارة قامة فنية بعيداً عن أرض الوطن الأول. وللجميع الصبر والسلوان.
لجنة التيار الديمقراطي العراقي في المملكة المتحدة
لندن في 11 نيسان/أبريل 2015