فضاءات

احتفاءً بالروائيين خضير الزيدي وعباس لطيف / غالي العطواني

تحت شعار "الإبداع السردي يتبنى قضايا المحرومين"، أقامت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، أمس الأول السبت، جلسة احتفاء بالروائيين خضير فليح الزيدي وعباس لطيف، بحضور حشد من الأدباء والمثقفين والناشطين المدنيين.
أدار جلسة الاحتفاء التي أقيمت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، الناقد عبد العزيز لازم، الذي استهل حديثه بالقول: "يتعرض الناس في بلادنا لخروق عدوانية تستهدف تفاصيل حياتهم لفترات طويلة، ولهذا انغمس كل من الروائيين الزيدي ولطيف في هذه الدائرة الثقيلة".
وأضاف قائلا: "في روايته "فندق كويستيان" تخطى الزيدي حدود الرواية الأصولية، وساح في رحاب الميتاسرد من خلال تقنية المخطوطة، لأن هذا الأسلوب الجديد يشكل قالبا مناسبا ومؤهلا لتقبل التفجيرات الجديدة التي يطرحها الواقع الجديد، نتيجة لحصار الإرهاب والفساد".
وتابع لازم قائلا: "أما الروائي عباس لطيف الذي كتب في مجالي المسرح والقصة القصيرة، فقد أطلق روايته الجديدة "شرق الأحزان"، لتؤسس انحيازا سرديا ثابتا لصالح روح الشعب العراقي، وهو يواجه محنته المصنوعة دائما في الخارج، والمحتضنة من قبل قوى الظلم الداخلي".
بعد ذلك تحدث الروائي الزيدي عن الروايات العراقية الصادرة بعد 2003، وقال ان عددها تجاوز 185 رواية، وغالبيتها تعمل بمنظومة سردية خاصة تتناغم مع أزمة القمع والحرمان والحروب العبثية التي خاضها النظام الدكتاتوري المباد، "أي ان رواية ما بعد التغيير جاءت بعكس الرواية التعبوية السابقة، وان الرواية العراقية الجديدة هي مفهوم حكاية، وليس كل حكاية تصلح لأن تكون رواية، لذلك نحن بأمس الحاجة إلى من يروي هذه الحكاية بسرد في غاية الدقة وبمهنية عالية".
أما الروائي عباس لطيف فقد تحدث عن (سعدية الروسي) بطلة روايته "شرق الأحزان"، مبيّنا انها عارضة أزياء روسية، تزوجت من شيوعي عراقي كان يعيش في روسيا، وأقيمت مراسيم زفافهما في مدينة الثورة ببغداد، وبعد اعتقال زوجها رفضت المغادرة إلى وطنها، وفضلت العيش في الثورة وفاء له.
ولفت لطيف إلى ان احداث روايته عايشها في سبعينيات القرن الماضي.
وعلى هامش الجلسة قدم عدد من الحضور مداخلات عن منجز المحتفى بهما، ابتدأها الناقد علوان السلمان الذي قدم ورقة نقدية عن رواية "شرق الأحزان" لـ عباس لطيف، وقال فيها ان الرواية تشكل علامة دالة على تجذر السارد في بيئته المحلية.
كذلك تحدث في الجلسة كل من الناقد علي الفواز، الروائي أسعد اللامي، الإعلامي فاروق بابان، والروائي حميد الربيعي.
وفي الختام قدم سكرتير اللجنة المحلية شهادتي تقدير للمحتفى بهما.