فضاءات

الشاعر والإعلامي جمعة الحلفي: "طريق الشعب" مدرسة بكل ما تعنيه الكلمة

بغداد – وكالات
بمشاركة عدد من الأدباء والمثقفين، احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، بالشاعر الشعبي والإعلامي جمعة الحلفي الذي تحدث عن سيرته الذاتية والإبداعية.
أدار جلسة الاحتفاء التي أقيمت على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد، الناقد علي الفواز الذي استهل حديثه بالإشارة إلى ان الحلفي ينتمي الى عائلة بسيطة هاجرت من أهوار محافظة ميسان، وسكنت منطقة الصرائف خلف السدة الشرقية ببغداد "حيث ولد بين اجواء هذه البيئة". بعد ذلك تحدث المحتفى به عن سيرته الذاتية، وقال انه درس حتى المرحلة الثانوية، وفصل من المدرسة لأسباب سياسية، وقال: "اعتقلت ثلاث مرات في مديرية الأمن العامة وأمن بغداد لمدد تتراوح بين الشهر والثلاثة أشهر"، مشيراً الى انه بدأ عمله في الصحافة عام 1973 في جريدة "ط?يق الشعب"، وأصدر مجموعته الشعرية الأولى "ساعة ويذبل الزيتون" عام 1976، وبعد اشتداد الحملة البعثية القمعية على الوطنيين، اضطر لمغادرة العراق، وفي المهجر عمل في الصحافة اليمنية ثم في الصحافة الفلسطينية في بيروت ودمشق، ثم صحافة المعارضة العراقية. وخلال هذه السنوات أصدر مجموعتين شعريتين هما: "ملّيت" و"عطر الغايب"، فضلا عن رواية "مسار السنونو".
واشار الحلفي خلال حديثه، الى انه في طفولته كان يسأل أخاه كلما اصطحبته امه معها لزيارته في السجن، عن سبب وجوده فيه، وكان أخوه يجيبه بالقول: "ستعرف ذلك عندما تكبر..".
وتابع الحلفي قائلا: "حين كبرت عرفت من دون ان يعلمني احد، لأني دخلت السجن لأول مرة وانا بعمر عشرين عاماً". لافتاً الى انه تدرج في عمله الصحفي في جريدة "طريق الشعب"، حتى شعر وكأنه "في مدرسة بكل ما تعنيه الكلمة، لما تتبعه هذه الصحيفة من سياسة تختلف عن بقية الصحف، بكون الصحفي في جميع الصحف يعمل في قسم واحد، لكن في طريق الشعب يجعلونه ينتقل بين قسم وآخر كل أربعة أشهر". وقال: "عملت بداية في قسم التحقيقات وكان رئيسه الكاتب زهير الجزائري، ثم انتقلت الى الصفحة الأخيرة ومسؤولها الشاعر الراحل يوسف الصائغ، بعدها انتقلت?الى قسم المحليات وكان يرأسه الشهيد اسماعيل خليل الذي اعدمه النظام الدكتاتوري المباد، ثم إلى الصفحة الأولى". وأوضح الحلفي انه بسبب المضايقات الأمنية سافر الكثير من كادر الجريدة خارج العراق، وبقيت مجموعة قليلة بينها جمال العتابي والشهيد سامي العتابي وقيس قاسم وابراهيم الحريري، وعندها تقلصت الصحيفة الى اربع صفحات، لافتا إلى انهم كانوا يفاجأون بمصادرة أعداد الجريدة من قبل الأمن العامة، حين يكون فيها موضوع عن الاعتقالات او أي من الموضوعات التي لا تروق للحكومة.