فضاءات

عن حركة الشهيد حسن سريع / طارق بركات

في مثل هذا اليوم من عام 2009 اقامت منظمتنا ندوة استذكارية لانتفاضة (معسكر الرشيد) المجيدة. تحدث فيها العديد من رفاقنا وقد سجلت واعيد بثها في العديد من الفضائيات. وادق ما فيها رسالة وصلتنا من الرفيق المناضل حسن خورشيد المقيم في مدينة شهربان، يتحدث فيها بدقة وصدقية عن دوره القيادي في التحضير للانتفاضة والاسهام في تفجيرها.. قائلا: "ربطتني علاقة عسكرية، وصداقة متينة بالرفيق "حسن سريع"، الذي أسرني ذات يوم من حزيران عام 1963 بأنه وبعض رفاقه ينوون القيام بعمل عسكري لاسقاط نظام البعث الذي فرق الوطن، واعدم المئات، واعتقل مئات الالاف الذين ضاقت به حتى الملاعب الرياضية فأعربت له عن تضامني وتأييدي. تكررت لقاءاتنا المنفردة الى يوم دعاني لحضور اجتماع عقد في احدى دور "تل محمد" وفيه استقبلني تسعة اشخاص لم اكن على معرفة بهم.. تحدثوا عن تهيئتهم واستعداداتهم، قلت لهم ما هي منظمتكم.. وماذا تمثلون؟ فأجابوني: "نحن احد فصائل الحزب الشيوعي التي لم يطلها الاعتقال". تكررت لقاءاتنا في اماكن متفرقة.. لحين تهيئة كل مستلزمات الثورة.. التي ستنطلق من معسكر الرشيد في الخامس من تموز وسيذاع بيانها الاول من محطة اذاعة قريبة، لتنفيذ تنظيماتنا المهيئة في معسكري التاجي والوشاش واجباتها.. وقد استبدل الموعد الى الثالث من تموز.. تحسبا، وصيانةً. ومن بينهم "منذر الونداوي.. وطالب شبيب.. وحازم جواد" وآخرون الا ان حماية السجن الذي كنا نراهن على معتقليه من الضباط والطيارين والتي كان يقودها الملازم "حازم الاحمر"، الذي انتحر لاحقاً، غير مأسوف عليه، قاومت بشراسة، الامر الذي اضاع الكثير من الوقت، وعرقل العمل، لحين وصول رتل من الدبابات التي كان يقودها "عبدالسلام عارف" وتخاذل مرافقه (راضي شلتاغ) وهو احد المساهمين في الحركة والذي انقلب عليها في اللحظات الحاسمة!
فأخمدت الانتفاضة وقتل العديد من المساهمين فيها، واعتقل قادتها ونفذ حكم الاعدام بخمسة وعشرين منهم.. وحكم عليَّ بالاعدام غيابيا بعد تمكني من الاختفاء والهرب الى كردستان 0بعد فشل الانتفاضة المجيدة قررت قيادة السلطة الفاشية اعدام (450) ضابطاً كانوا معتقلين في سجن رقم واحد، إلآ انهم لم يجرؤوا على تنفيذ جريمتهم علناً فأبتدعوا طريقا غير مسبوقة لقتلنا، أقتادونا بعد منتصف تلك الليلة موثقي الايدي الى محطة قطار بغداد.. حشرونا بعربات الحمل الحديدية المحكمة الاغلاق التي ما ان علت الشمس حتى استحالت فرناً.. إلا ان الاقدار شاءت غير ما شاءوا، يوم هيأت لنا سائقا عراقيا شهماً.. تحدى اوامر عصابات الحرس القومي المرافقة لنا، وأوصلنا السماوة قبل موعده بثلاث ساعات، المدينة التي سنظل مدينين بنجاتنا لعوائلها الكريمة وأهلها النجباء.
أرعب القتلة المجرمين نجاتنا.. ووصولنا (سجن السلمان احياء) فأوعزوا الى ربيب الدم المجرم (عبدالغني الراوي) بتنفيذ حكم الاعدام "بخمسة عشر" من القادة العسكريين الا انه رفض ببذاءة واستخفاف مطالباً بإعدام الجميع ,مرددا قوله المجنون: "خمسة عشر متسوه التعب!؟"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. شهادة قدمت في الاحتفال المقام (يوم السبت 4 تموز) في "بيتنا الثقافي" استذكاراً للشهيد حسن سريع ورفاقه.