فضاءات

فيلم " نصيرات " توثيق مقاومة العين للمخرز / عبد جعفر

إحتفل جمهورعراقي حاشد في لندن في عرض الفيلم (نصيرات) وذلك في الأمسية التي إقيمت في لندن يوم 12-7-2105 ونظمتها المنظمات العراقية في بريطانيا وهي رابطة المرأة العراقية، ومنظمة الأنصار الشيوعيين، والتيار الديمقراطي.
والفيلم من إخراج علي رفيق وسيناريو كريم كطافة وتصوير فاروق داود، وسمير العتابي وعلي رفيق ومونتاج حمدان السراي ومدير الإنتاج حاكم كريم عطيه، وإنتاج وحدة الإنتاج السينمائي الإنصاري -العراق 2014، وكانت قراءة التعليق بصوت الإعلامية سلوى الجراح.
ويسجل للمخرج أنه تمكن أن يخرج نضالات الأنصار الشيوعيين وتضحياتهم من 1979-1989 الى النور عبر عمله (التوثيق السينمائي)، بعد فترة طويلة من الإهمال والنيسان وصعوبة التوثيق في تلك الفترة سينمائيا للإسباب الأمنية، فالوثيقة كما يقول المخرج إدانة رسمية يستخدمها ضد المناضلين النظام الفاشي.
ويسجل له أيضا، إن عمله كان وسيظل شاهد أثبات لهذه التضحيات التي قدمها خيرة شبان الحزب الشيوعي العراقي من رفاق وأصدقاء، نساء ورجال، بعد أن حاول الفاسدين وقوى الظلام والإرهاب طمس هذا التراث المجيد وسرقته، كما سرقوا الوطن وخيرات شعبه.
ويعد فيلمه الثاني (نصيرات) امتدادا لفيلمه الأول (سنوات الجمر والرماد) . وقال الناقد فيصل عبدالله في تقديمه لعرض الفيلم :
إن إختيار العمل المسلح كان بمثابة إنعطافة نوعية كبيرة في العمل السياسي المناهض لديكتاتورية حزب البعث، و كما يقول الشريط كان غليانا سياسيا مفتوحا على شتى الإحتمالات.
وأكد : يجب أن نأخذ بنظر الإعتبار صعوبة المقاربة السينمائية لقصص غير موثقة بشكل مكتوب، وجلّها يعتمد على الذاكرة الشخصية لتجربة بعد ثلاثة عقود من وقوعها.
مضيفا إن الفليم من لقطاته الأولى، تنقلنا فيه الكاميرا الى صبي يلهو في فضاء، فيما تحوم في الجو طائرة هيلكوبتر، ثم تنتقل الى مشاهد ما خلفته آلة القتل تلك من أعمدة دخان متصاعد، فضلاً عن كشفها عن وعورة العادات والتقاليد في النظر الى المرأة المقاتلة (النصيرة)، و ذلك عبر بوح شخصي مفتوح على أسئلة الذاكرة.
هذه اللقطات المنفذة بطريقة الكاميرا المحمولة تُدخل مشاهدها مباشرة في صُلب موضوع تُتابع فصوله على مدى اكثر من ساعة من الزمن.
وأشار الى أن الشريط يسرد تفاصيل الحياة اليومية، من تأمين شروط الأمان والتعاطي مع واقع صعب من بيئة وعادات، شكلت بمجملها نوع من التحدي الشخصي لتلك النصيرات.
وهو يكشف قصص دراماتيكية شجيّة منها فقدان أحدى النصيرات مولودها عند عبور أحد الأنهار، وأخرى ترسل إبنها الى الداخل (بغداد) من أجل حمايته. ويمر الشريط بكوكبة من شهيدات الحركة الأنصارية، وظروف إعتقالهن وأساليب التعذيب الوحشية، التي تعرضن لها، والتصفيات الجسدية للأخريات. ويمر بغدر الحلفاء من الاتحاد الوطني الكردستاني، بعد إطعامهم وإيواءهم في مقرات الأنصار الشيوعيين. ويختم الشريط بإستعمال غاز الأعصاب الكيماوي في 5 حزيران 1987، ومن بعد جريمة الأنفال في العام التالي. ومصير الصبية سندس صبحي خضر، التي دُفنت حية.
وأكد فيصل: اما على صعيد المعالجة السينمائية، فقد حاول المخرج ان يُوظف ما لديه من إمكانيات فنية في صياغة هذه القصص والحكايا المتشعبة.
وأضاف : كنتُ آمل أن نتعرف اكثر عن لقاء النصيرات في السويد، وسبّب تواجدهن هناك. في حين لم تضف بعض المشاهد المُنفذة حديثاً الى السياق الدرامي للقصة شيئاً كبيراً. وبالمقابل لم نجد معادلاً بصرياً لقصة ذلك المقاتل الحامل لبندقيته وأبنته، والذي قرّر في لحظة غضب يائس ان يهشم بندقيته ويحتضن ابنته إنتصاراً لإبوته.
ما يشفع الى المخرج علي رفيق أنه وثّق لتجربة سياسية ومسلحة استثنائية، ومن موقع المشارك في حركة الأنصار والموثق لفصولها القاسية.
والجدير بالذكر أن الأمسية أثارت حوارات طويلة مع المخرج حول الفيلم وطبيعته التي تشكل لو توفرت الأمكانيات مادة لأفلام وثائقية أخرى، فكل قصة لنصيرة لها خصوصيتها، لأنها تحكي كيف استطعن هؤلاء النسوة البطلات من التغلب على الظروف الصعبة والقاسية و مخاطر الموت المحدق بهن، وأن يفزعن السلطة المدججة بالسلاح المحرم والمحلل واعوانها وعملاءها.