فضاءات

شيء من تجربتي في الاعلام / ماجدة الجبوري

لم يخطر في بالي يوماً ان ادخل مجال الاعلام، رغم حبي له، لكن في النهاية دخلت هذا العالم، وكانت بداية عملي كمتدربة في جريدة طريق الشعب، في الصفحة المحلية مع الزميل ابو اطياف " طيب الذكر" في البداية وجدته صعباً، لكن مع الممارسة، ودورات التدريب، تطوّرت قابلياتي على اعداد التقارير، وتغطية بعض الفعاليات.
عملت ايضاً في محطات اذاعية، واعداد بعض البرامج، هذا ايضاً ساعدني كثيراً، لكن اهتمامي الكبير بقضايا المرأة ومشاكلها، وخاصةً المرأة الريفية، أخذ هذا حيزاً كبيراً، وبعد فترة تسلمت صفحة المرأة، وتحريرها، وكتابة عمود الصفحة.
اجريت تحقيقات عدة، كتبت قصصا اكثر عن معاناة النساء، واحياناً يسألني زملائي في الجريدة " امنين إجّيبن هاي السوالف، معقولة هاي قصص حقيقية" فعلاً هناك احداث وقصص محزنة ومؤلمة تحدث وكأنها خيالية، اذكر مثلاً فتاة جميلة جداً التقيتها في المحكمة رفعت قضية طلاق، وحين سألتها عن السبب واين زوجها؟ أشارت الى رجل يلعب بالتراب، فاقد العقل، خنق طفلتها الصغيرة حد الموت، ويضربها ضرباً مبرحاً كل يوم!
كنت احث النساء على أن يكنّ قويات والتعلّم ليكون سلاحاً بيدهنّ، واحياناً كثيرة استمد قوتي من بسالتهنّ ومقاومتهنّ لظروفٍ قاسية، لكي يستطعن العيش بكرامة وإنسانية.
عملت سنوات في جريدة "طريق الشعب" التّي علمتني الحروف الأبجدية للصحافة، والخطوات الأولى، زملائي الطيبين، ممّن عملت معهم واستفدت من تجربتهم. والعلاقات الرفاقية الطيبة التي كانت سائدة بيننا والتي تدفعك دائماً الى الأمام، متابعتي اليومية للعمل الشاق، والظروف الصعبة التي تعرقل عملنا، منها انقطاعات التيار الكهربائي المستمر، "ضرب" الصفحات، وأعادة تحريرها، قطع الطرق ليلاً، ويضيع تعب يوم كامل وكل هذه الأشياء اليومية تحدث دائماً لكن العمل يستمر.
كانت اياما لا تنسى بالنسبة لي، جميلة بحلوها ومرّها، وكانت أهم محطة في حياتي، أقولها مرةً أخرى علّمتني الكثير الكثير.