فضاءات

جبار السعيد يحمل "طريق الشعب" إلى محبيها / حاوره: عباس رحمة الله

تجاوز الـ 76 عاما، لكنه لا يزال يتمتع بحيوية الشباب ويمتلئ بالحماس الثوري. يبدأ نشاطه صباح كل يوم، محتضنا رزمة صحيفة "طريق الشعب"، طارقا شوارع مدينة الكاظمية وساحاتها وأسواقها ومقاهيها على قدميه ليوصل عدد الجريدة إلى القراء.
انه الرفيق جبار عبد الأمير مهدي السعيد، موزع "طريق الشعب" في مدينة الكاظمية، التقيناه وكان معه الحوار الآتي:
 منذ متى وأنت توزع الجريدة على قرائها في الكاظمية؟
- منذ أكثر من عشر سنوات وأنا أقوم بتوزيع الجريدة ومطبوعات الحزب الشيوعي العراقي الأخرى من مجلات وكتب، على القراء.
 هل عملك طوعي؟
- بالتأكيد، لكوني من عائلة شيوعية، وسعادتنا تكمن في خدمة الحزب والتواصل مع مسيرته النضالية، واللقاء بالجماهير وتعريفها بمبادئ وأهداف وسياسة الحزب من خلال مطبوعاته.
 أهم مناطق مدينة الكاظمية التي توزع فيها الجريدة؟
- الشريف الرضي، وباب القبلة، وباب المراد، ومحال صياغة الذهب، وعمارة القصاب. كذلك أقوم بتوزيع الجريدة على بعض الأطباء والمواطنين، وزوار العتبة الكاظمية.
 هل عملك متعب؟
- بالعكس، بكون لقائي المتواصل واليومي بأهالي الكاظمية بصورة خاصة، والزائرين بصورة عامة، يقوي ويمتن أواصر الصداقة والأخوة، ما يزيل عني التعب. اضف إلى ذلك أن معظم أهالي المدينة يستقبلونني بجملة "أهلا بالرفيق العزيز"، وهي تنم عن التقدير والاحترام والاعتزاز بمكانة الشيوعيين.
 ماذا عن تاريخك السياسي؟
- انتميت للحزب الشيوعي العراقي عام 1956، وساهمت في نشاطاته كافة، وقد تعرضت للملاحقات من قبل السلطات الدكتاتورية. وبعد أحداث شباط 1963 الدموية، اعتقلت وتعرضت لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، ولا يزال أثر القيود واضحا على يدي.
 هل صادفك موقف طريف خلال عملك؟
- قابلني يوما رجل دين يرتدي عمامة، وكانت ابتسامة الإعجاب مرتسمة على شفتيه، فقال لي بكل هدوء: "أنتم الشيوعيون تمتازون بالجرأة والنزاهة، وأنا معجب بتاريخكم السياسي الوطني، وأتابع جريدتكم باستمرار".
أمنياتك؟
- أن يعم السلام والاستقرار والأمان في بلدنا، ويبتعد السياسيون عن خلافاتهم الحزبية والطائفية والقومية، وأن يوحدوا كلمتهم من أجل انتشال الشعب من معاناته المريرة.
 كلمة أخيرة؟
- أهنئ كل رفاقي العاملين في جريدة "طريق الشعب" في مناسبة الذكرى الـ 80 لتأسيس الصحافة الشيوعية.