فضاءات

في الفيسبوك.. عيون على التظاهرات

الانتصار الأعظم ليس تمرير حزمة قرارات..
يقظة الشعب واكتشافه قوته وقيمة أن يكون صوتاً واحداً من أجل التغيير السلمي هو الانتصار الأهم.
هل اتعظ المتصدون للسياسة والحكم، وهل فهموا الدرس جيداً؟
عبدالزهرة زكي
**
في خمسينات القرن الماضي عمت العراق تظاهرات شعبية وانتفاضات فلاحية واسعة ضد الفقر والفساد والاستعمار. وقتها، كما اليوم، وصفت اوساط متنفذة من الطبقة السياسية الحاكمة المتظاهرين "بالملحدين". وجاء رد الاخير (المتظاهرون) بسيطا مع قدر من السخرية ومسحة اخلاقية واضحة : "كيف يمكن للحكومة وصف مطالب الناس العادلة بالالحاد، والكلّجيّة لا تبعد عن وزارة الدفاع غير ٣٠٠ متر ؟! ». يومها كانت وزارة الدفاع بمحاذاة منطقة الميدان التي تحدّها الصابونجية.
لست بصدد رسم مورفولوجيا بغداد الاجتماعية ابان العهد الملكي، ولكن الملاحظ بأن خطاب المنتفعين من السلطة لم يتغير في الجوهر ما ان يتعلق الامر بالفساد ومصادرة حقوق الانسان وغياب الشفافية والمهنية في ادراة الدولة واحترام الدستور، الخ. مع فارق اساسي : تفوقت سلطة اليوم على سابقتها في العهد الملكي بشراهتها اللصوصية وتخلفها المصحوب بعسف قلما عرفه العراق الحديث.
د. هشام داود
انطلقت التظاهرات في المحافظات الجنوبية بدءاً من البصرة لتصل شرارتها الى بغداد والمحافظات الاخرى .
هذه التظاهرات حملت مطالب خدمية وحقوقية تتعلق بالكهرباء والخدمات الاخرى فضلا عن توفير فرص العمل لآلاف الشباب الذين يعانون البطالة.
تطور الوعي لدى المتظاهرين والانتباه الى ملف الفساد الذي يشكل الاب الشرعي لجميع اصناف المعاناة التي يعيشها المواطن العراقي .
رافق هذا الخطاب شعارات فهمها البعض او حاول ان يروج لها على انها مناهضة للدين كهتاف (باسم الدين باكونا الحرامية ).
الفاسدون والسراق واللصوص اسلاميون وعلمانيون، وان كانت اغلبيتهم من الاسلاميين باعتبار ان الكتل الكبيرة والماسكة بالحكم اسلامية (حزب الدعوة ، المجلس الاعلى ، التيار الصدري، او الحزب الاسلامي العراقي) لكن علينا ان لا ننسى ان هناك ايضاً كتل علمانية كبيرة (الكتلة الوطنية بقيادة اياد علاوي والكتلة الكردستانية).
الاخطر من هذا ان يستغل الامر من قبل بعض الاطراف المريضة( وهو مايجري الان ) وتصوير انتفاضة الشعب وكأنها معركة بين الاسلاميين والعلمانيين .
معركة الشعب مع الحاكمين الفاسدين الذين سرقوا مليارات الدولارات من موازنة الدولة منذ 2003 ولحد الان ، ولا تعنيه هوية الدولة سواء كانت علمانية او اسلامية
فهو يبحث عن دولة عادلة وحاكم عادل ولا يهتم لهوية هذا الحاكم ، وان اي انحراف لاهداف التظاهرات وآمال وتطلعات المتظاهرين سيكون عامل موت لجذوة الانتفاضة الشعبية .
اهداف التظاهرات ومطالب المتظاهرين تتركز على محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وتصحيح مسارات الانحراف والفشل في العملية السياسية، وليس من ضمن اجندتها هوية الدولة (علمانية او اسلامية).
المتظاهرون الآن يدعمون.. خطوات رئيس الوزراء مع انه اسلامي قيادي في حزب الدعوة .
ارى ان يكون التركيز على المطالب التي تهم شريحة اوسع من المجتمع لصالح التحشيد للتظاهرات، فضلا عن عدم اثارة حساسية بعض الاطراف المساندة لها، طبعا انا لااقصد من يتظاهر بقصد تخريبها، فهؤلاء معروفة اهدافهم وتوجهاتهم.
فليست هناك معركة بين حزبين احدهما علماني والاخر اسلامي، بل المعركة بين مهمشين مهضومة حقوقهم منهوبة ثروات دولتهم، وحكامهم الفاسدين اللصوص سواء كان هؤلاء الحكام علمانيين او اسلاميين.
"مقتطفات"
شمخي جبر
**
وماذا بعد التظاهر؟ , وهل أننا خرجنا فقط لأجل أن نصرخ ونهتف بأعلى الأصوات ليسمعنا من هو سامع وعارف ؟ , أظن من العقل ومن الحتم حتى تكون حركتنا وطنية وعقلانية وذات جدوى أن نقدم بديل مناسب وحضاري وأن نطرح خطة عمل أو رؤية محددة بنقاط لنلزم فيها من يريد ويقول أنه مع مطالب المتظاهرين , وأن تكون هذه الخطة خارطة طريق نعود لها في الحساب والثواب , على المتظاهرين أن لا يكتفوا بالتظاهر فقط , عليهم أن يملكوا ما هو الأهم والأجدر والأصلح لبناء وطن حر ووفق إرادة واضحة ونبتعد عن المطلبيات الأنية والضبابية في الأهداف التي ست?ون محل تهمة البعض , فهل أنتم جاهزون أيها الأخوة .
د.عباس العلي
ما أروعها من لحظات ونحن نترجم موقفنا الاخلاقي والثقافي الى واقع ووثيقة عهد للعبادي في هذه اللحظة العصيبة من زمن العراق لندع رومانسيات ثقافتنا جانبا ونتوحد مع هدير بطولات هذا الشعب الذي يصنع ملحمته بأروع صورة وأبهاها.
**
نعم، بقميص ابيض سأرتقي الى ساحة التحرير، رغم قلوبهم السوداء المملؤة بالحقد على العراق و شعبه بالحب سوف اخرج، بالسلام سوف اخرج، افعلوا ما شئتم فانكم راحلون كما رحل من استبد قبلكم !!!
لقد سُرقت أعمارنا لن نسمح لكم ان تسرقوا إعمار ابناءنا!
رمضان الملاح