فضاءات

ظاهرة التحرش بالنساء في ندوة نقاشية

طريق الشعب
جاء في احدث استبانة قدمها "منتدى الاعلاميات العراقيات"، ان اعداد النساء اللاتي يتعرضن للتحرش اللفظي والجسدي يبلغ 77بالمائة، وان 12بالمائة من هذه النسبة يتعرضن (احيانا) للتحرش.
واظهرت الاستبانة التي قدمتها رئيسة المنتدى الاعلامية نبراس المعموري، في ندوة نقاشية عقدت السبت الماضي على قاعة "المركز الثقافي النفطي" في بغداد، ان وجود دوريات الشرطة قرب مدارس البنات يقلل من تعرض الطالبات للتحرش، وان العادات والتقاليد أثرت في عدم الافصاح عن هذه الحالات، وان الكثير من الموظفات والعاملات يستمرن في العمل رغم تعرضهن للتحرش، خوفا من قطع الراتب.
وجاء هذا النشاط ضمن "حملة شهرزاد" التي يقودها المنتدى بالتعاون مع "منظمة التضامن العربي".
حضر الندوة وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي، ووزيرة المرأة السابقة بيان نوري، ورئيس "الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان" الحقوقي محمد السلامي، وعدد من الناشطين والمثقفين والمهتمين بشؤون المرأة.
وألقى الاتروشي كلمة قال فيها ان الدول الاوربية حققت طفرة نوعية في علم الاجتماع، وشددت على ان لا تكون التمايزات البيولوجية سببا في تأسيس اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وقدمت د.بشرى العبيدي ورقة تضم حلولا قانونية وتوصيات للقضاء على ظاهرة التحرش التي تضر بالمجتمع، متطرقة الى اشكال التحرش منها اللفظي والمعنوي، ومنها ما يتمثل بالملاحقات او المضايقات عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي.
ولفتت د. العبيدي الى ان مواجهة ظاهرة التحرش ينبغي ان تكون في مسارين: الاول ثقافي والثاني قانوني.
فيما قدمت الاستاذة في كلية العلوم السياسية بسمة الاوقاتي حلولا علمية واجتماعية للقضاء على هذه الظاهرة، اهمها توعية الفرد وتثقيفه.
واغنى الحاضرون الندوة بالمداخلات، وأثنوا على الاستبانة، بضمنهم الحقوقي محمد السلامي الذي قال ان "احصائية الاستبانة أشرت ظاهرة خطيرة، وهي التحرش داخل البيت"، مضيفا ان التحرش هو اعتداء على حرية المرأة ونفسها وجسدها وتفكيرها، ومؤكدا ان "هذا المعيار هو الاساس في الاعتداء، وما دامت الاعتداءات موجهة للحريات، فمن حق المرأة ان تعاقب وتدين من اعتدى عليها، وفق القانون".
فيما أشارت رئيسة لجنة المرأة في وزارة الثقافة تضامن عبد المحسن، الى ان ظاهرة التحرش تفاقمت بسبب غياب القوانين الرادعة والعقوبات، اضافة الى قلة الوعي المجتمعي في سلبية هذه الظاهرة، مشيرة باصابع الاتهام الى وزارة المرأة التي تشكلت منذ عشر سنوات ولم تسن اي قانون يحمي المرأة.
وعلى هامش الندوة جرى عرض فيلم تسجيلي تناول ظاهرة التحرش بطالبات الاقسام الداخلية، من خلال شهادات حية لأحدى الموظفات.
جدير بالذكر ان العراق يعد ثاني دولة في نسبة التحرش بالنساء، حسبما خلصت اليه الاحصائية التي قدمها "منتدى الاعلاميات العراقيات".