فضاءات

مهرجان اللومانتيه، بهجة تتكرر وفرح ساكن في الضمير

داود أمين
باريس التي أعشق، تستعيد فتنتها أمامي من جديد، ضجة ناسها وإناقة وجمال نسائها، وهذا التنافر المدهش في الألوان والتفاصيل، يكسر في داخلي رتابة الواقع الدانماركي، رغم إنني لم أعد أمكث طويلاُ في الدانمارك.
أدلف من مطار( أورلي ) هذه المرة، مفتتحاً مساءاً خريفياً وافر التوازن والإعتدال، والفندق الذي نصله، زوجتي وأنا، بعد مشوار طويل في( التاكسي )، بدا لي أليفاً وقابلاً للإنسجام، والليلة الأولى كانت إستراحة مناسبة، لنهار مزدحم قادم، أدرك تفاصيله من خبرات سابقة!
النوم المتأخر صبيحة اليوم التالي، لم يحرمنا من تناول فطور باذخ في الفندق، والإتصال التلفوني بالرفيق خالد الصالحي، رسم لنا ملامح هامة، لطريق الوصول للقرية الأممية، حيث تقع خيمة ( طريق الشعب ).
في باحة الفندق تعرفنا، في نهارنا الأول، بلاجيء عراقي شاب يدعى( حسين )، ظل معنا من لحظة التعارف الأولى، حتى ساعة مغادرتنا باريس! أي ستة أيام متتالية، وأصبح واحداً من شغيلة خيمة( طريق الشعب ) النشيطين، وطوال أيام المهرجان!
يوم الإفتتاح
بعد جهد وضياع، يتكرر معي، في اليوم الأول، مع كل مهرجان لللومانتيه، لاحت امام أنظارنا اللافتة التي تحمل إسم طريق الشعب، وصافحت عيوننا وجوه رفاق فرنسا، ورفاق آخرين قدموا من بلدان مختلفة، والكل منغمرون في وضع اللمسات الأخيرة للخيمة. لوحتنان كبيرتان، للفنان التشكيلي المبدع صلاح جياد، تحتلان واجهة الخيمة من الداخل، تجاورهما إلى اليسار، لوحة تحمل وجه الرفيق الفقيد محمد سلام، الذي توفي قبل أشهر في فرنسا، والذي سُميت الخيمة هذا العام بإسمه، كما إرتفعت فوق اللوحتين، لوحة بنية اللون لنصب الحرية، أهدتها الرفيقة القادمة من السويد، بشرى علوان للخيمة، أما جدران الخيمة فزينتها رسوم لمعرضين كاركتيريين للفنانين بسام فرج والفنان علي المندلاوي، الكراسي مصفوفة بترتيب مناسب، وطاولة كبيرة تحتضن كتباً متنوعة وسيديات مختلفة، وتيشيرتات تحمل صور الثائر تشي جيفارا، أما خلف الخيمة فكان الرفيقان أم فرح وابو فرح، يواصلان إعداد وجبة العشاء، التي إعتادا تقديمها سنوياً ولجميع الحاضرين، موسيقى وأغان عراقية تملأ جو الخيمة، تُهيء للحظة الإفتتاح .
الرفيق محمد الكيم يدعو الحاضرين للوقوف دقيقة حداد، إحتراماً لأرواح الراحلين، ثم يبدأ نشيد( موطني )، ثم يقدم الرفيق خالد الصالحي، ممثل منظمة فرنسا، الذي يعلن عن إفتتاح الخيمة، مع كلمة يشيد فيها بمآثر الرفيق الفقيد( محمد سلام )، الذي خسرناه قبل أشهر، كما يقدم شكره للعاملين والمتطوعين من الرفاق والأصدقاء، متمنياً للجميع أياماً حافلة بالنشاط والسعادة. الرفيق صبحي الجميلي، عضو المكتب السياسي للحزب، يقدم إستعراضاً للوضع السياسي في العراق، وموقف الحزب من التظاهرات الجارية الآن في معظم محافظات العراق، خصوصاً في الوسط والجنوب والعاصمة بغداد، وقد أعقب إستعراض الرفيق الجميلي، أسئلة ومداخلات، من قبل عدد من الحاضرين، أجاب عنها الرفيق عضو المكتب السياسي. بعدها كانت وجبة العشاء الجماعي، وتبادل الأحاديث وإستعادة الذكريات، ثم عودة الجميع لأماكن سكنهم، وبقاء حماة الخيمة، ومن ينامون داخلها.
الجمعة يوم المهرجان الأول
في الطريق نحو القرية الأممية، كانت القطارات تُنزل آلوف المشاركين، وهم يتوجهون نحو مكان المهرجان، والنسبة الغالبة منهم كانت من الشباب! بطاقة الدخول إرتفعت هذا العام ل35 يورو للفرد، ولثلاثة أيام متتالية. داخل القرية الأممية، وبين شوارعها، تتراصف عشرات، بل مئات الخيم، لمختلف الأحزاب الشيوعية وحركات اليسار والتحرر في العالم، الندوات والحوارات متواصلة، والموسيقى ترتفع في سماء القرية، أزياء ولغات مختلفة، وقضايا ومشاكل تبحث، والجميع ينشدون توضيح مواقفهم، ويرجون التضامن والمساندة. وصلت الخيمة متأخراً هذه المرة، وبجهد أقل، كانت وفود الدانمارك وهولندا وسويسرا والسويد والنرويج وألمانيا وبريطانيا، وغيرها من البلدان قد إكتملت، لذلك كانت الدقائق الأولى حافلة بالود والقبلات، بين من لم يلتقوا منذ سنة أو ربما سنوات! طاوة الفلافل تغلي بزيتها الفوار، وبما يتراقص داخلها، امام الرفيق( ماجد فيادي ) المختص حد الإحتراف بخبطة فلافل لا تتكرر، يعاونه الرفيق صباح، ورفيقات ورفاق كثيرون يتناوبون على البيع ولف السندويشات، أذكر منهم سلام وإبنتها وريما ورفاق ورفيقات آخرون. الرفيقة راهبة الخميسي، تواصل عملها الذي اصبح بعضاً من إختصاصها، في تشييش الكباب، يعاونها الرفيق (وداد ) وزوجته الرفيقة رابحة الناشيء، والرفاق ابو أكرم وغالب وهلال وغيرهم، وعلى منقلة الفحم تقف الرفيقة (رفاه ) والرفاق علاء( هشام ) وهلال وابو محمد وسعد هولندا وآخرين، منقلة جديدة تجاور منقلة الكباب، تنضج فوق جمرها الملتهب اسياخ الدجاج المُبَّهر بطريقة لا تجدها إلا في خيمة طريق الشعب! الشاي العراقي ( يتخدر على أقل من مهله !) فوق جمر لا يُجامل! وتواصل مداراته الرفيقات سوسن طبلة وياسمين وغيرهن، الرفيق علاء مهدي مسؤول المالية يواظب على قطع تذاكر المشترين، الذين يقفون أمامه في صف طويل، دافعاً إياهم نحو اليمين واليسار، حيث تتشكل السندويشات. خلف الخيمة تواصل مجموعة كبيرة من المتطوعين، بينهم أبو قصي وأبو عماد وأبو سلام وخالد وصبيحة وفؤاد وعدنان وزوجته وإبنته وغيرهم، في إعداد الزلاطة المتكونة من البصل والطماطة والخس، وخبطتان لا أدرك محتواهما ولكن لونيهما أبيض وأحمر،!
الموسيقى العراقية بدأت تشنف آذاننا، وعلى نغماتها بدأت الراقصات والراقصين ينزلون للساحة، ولم أقصر أنا أيضاً، خصوصاً عندما سمعت أغنية ( للناصرية )، ثم قدم رفاق من هولندا لوحة راقصة بعنوان( حب في الريف ) شارك فيها سلوى بدن وسعد عزيز دحام وجميل البصري، وهم يرتدون الأزياء الشعبية العراقية، بعدها شارك رفيق، قادم في زيارة من الشطرة، في تقديم وصلة غنائية ريفية متنقلاً من طور لطور، مُسعداً محبي هذا النوع من الغناء.
عصر هذا اليوم قرر الرفاق والرفيقات البدء بتنظيم مسيرة راجلة، تجوب شوارع القرية الأممية، ولتنفيذ هذه الفكرة لبست الرفيقات والرفاق أزياءأ عراقية شعبية، وإرتفعت الأعلام الحمراء في أكف الكثيرين، وإنطلقت المسيرة، وهي تردد لا سنية ولا شيعية، دولة دولة مدنية، وتنشد موطني، وتردد مختلف الأهازيج المؤكِدة على وحدة العراق وشعبه، وقد شارك في هذه التظاهرة رفيقات لندن رؤيا وشفاء وفيحاء وشذى وفوزية، كما شاركت غفران وسلام ورابحة وسوسن وياسمين وريما، وزوجة الرفيق عدنان وأخواتها، وميادة وبشرى وأم فرح وصبيحة ورفاه، وغيرهن كثيرات، كما ساهم رعد عرب وطالب فليح وعلي محسن، وربيع عواد وكاوة، وأبو فرح واشتي وابو سلام وعلاء وزوجته، وسامي دريجه وابو عماد وأبو محمد، وخالد وكريم وشفاء وأبو بشار وأبو سعيد بهرز ورشيد غويلب، وغيرهم ممن لا أتذكر أسمائهم، وقد إستقبلت جماهير القرية الأممية المسيرة بالتصفيق وهتافات التضامن، وبعد حوالي ساعة من بدء المسيرة عادت التظاهرة لتردد أهازيجها أمام الخيمة.
إستمرت الفعاليات داخل الخيمة، بين حوارات ثنائية وموسيقى وغناء، وكان الرفيق محمد الكيم، المُشرف على أجهزة التسجيل، وسيديات الموسيقى والغناء، يلوِّن بين حين وآخر بين فقرات ما يقدمه، في حين يواصل متطوعو إعداد الطعام عملهم متناوبين متكاتفين.
السبت يوم المهرجان الثاني
المطر نزل صباح اليوم بغزارة غير معهودة، ولم أكن مستعداً له، لذلك كان الطريق للمهرجان مناسبة لإغراقي بفيض من المياه، وصل دون مبالغة لملابسي( الخارجية! )، كما أتلف الكومبيوتر الذي كنت أحمله، وأضاع ما كتبته عن اليومين السابقين!
على مسرح الخيمة التي وصلتها، كان الشاعر صلاح الحمداني، يقرأ قصائده بالعربية والفرنسية، وسط جمهور واسع غصت به الخيمة، بعده كانت الفقرة الرئيسية لفرقة الخشابة، القادمة من البصرة، حيث بدأت في تقديم مختلف الأغاني العراقية والخليجية والعربية، مع عزف على العود والإيقاعات، فأرقصت الكثير من الحاضرين.
فرقة فلسطينية فلكلورية من أربع راقصات وراقصين، إعتادت أن تقدم لوحاتها في الخيمة العراقية كل عام، بدأت بتقديم فقراتها على أنغام أغان فلسطينية شعبية. بعدها كانت فقرة جديدة، حيث قدمت مصممة الأزياء العراقية ( وفاء الشذر) عرضاً للأزياء العراقية، المستوحاة من التراث العراقي، إشتركت في تقديمه، مجموعة من السيدات والفتيات العراقيات، بمرافقة ألحان عراقية مناسبة.
الأحد آخر أيام المهرجان
وصلت الخيمة هذا اليوم مبكراً، كانت الأعمال المعتادة تجري كما في اليومين السابقين، مناقل الشوي تُنضج فوق جمرها اسياخ الكباب والدجاج، وقدر الفلافل يفور بمحتوياته، والمتطوعون للبيع يواصلون لف السندويشات لطابور المشترين الطويل، العاملون في إعداد الزلاطة، يتناوبون خلف الخيمة، في تقطيع البصل والطماطة والخس.
فرقة الخشابة عادت مجدداً اليوم، لتقديم فقرة جديدة من أغانيها المتنوعة، وسط مشاركة واسعة من الحاضرين.
في الإستراحة توفرت لي فرصة اللقاء بعدد من الرفيقات والرفاق لأخذ رأيهم في المهرجان، الرفيق قاسم العثماني(أبو أكرم ) من هولندا، يشارك منذ سنوات في اللومانتيه، وقد حضر هذه المرة، قبل أسبوع من بدء المهرجان، ليشارك في العمل منذ البداية، قال: إن للمهرجان نكهته الخاصة والمختلفة كل عام، فهنا أنسى كل شيء، وأحس أني خال من كل هم وتعب، حيث ألتقي وأعمل مع الرفاق القادمين من أنحاء العالم. وعن مقترحاته أضاف الرفيق أبو أكرم: من المهم تقسيم العمل داخل الخيمة في وقت مبكر، وأن يتم التفكير جدياً، بمسألة نقل الضيوف، من أماكن سكنهم لموقع المهرجان، كأن يجري إسكانهم في فندق واحد، أو فنادق متجاورة، وتأجير باص لنقلهم في وقت مناسب من وإلى الفندق! كما اجد من الضروري أن نلتقي نحن الذين نعمل في الخيمة، في جلسات للسمر والحديث بعد إنتهاء العمل.
الرفيق سعد إبراهيم( أبو منار ) القادم من الدانمارك، يشارك للمرة الثانية في اللومانتيه، يقول: ان المهرجان أكثر كثافة وأفضل نوعاً هذا العام، ويقترح أن تكون هناك محاضرات ثقافية، تتناول موضوع تطوير التظاهرات، لأنها الحدث الأبرز الآن في الساحة العراقية، ويقترح تكوين لجنة تحضيرية لخيمة طريق الشعب، تقوم بتوزيع الرفاق المتطوعين للعمل على مختلف الأعمال، لكي لا يتركز العمل على عدد قليل من الرفاق، دون أن يغيرهم أحد! كما إن موضوع نقل المتطوعين، من اماكن سكنهم للخيمة، ضروري وهام جداً، لكي نبدأ البيع في وقت مبكر، وأرى أن نبقى لوقت متأخر من الليل، فالمهرجان مستمر حتى الصباح، وبإمكاننا البيع لساعة متأخرة ، كما تفعل بقية الخيم!
الرفيق محمد القيسي القادم من السويد، والمشارك لأول مرة في المهرجان، قال: أرى إن الجهود مركزة على عدد قليل من الرفاق، ومن الضروري تنظيم الوقت وتوزيع العمل، بحيث يعرف كل متطوع نوع عمله، والوقت الذي يعمل فيه، كما من الضروري التهيئة لظروف الطقس المتقلب، بحيث يمكن حماية الخيمة وأماكن البيع، بشكل أفضل مما حدث هذا العام، وأن يجري الإهتمام بأرضية الخيمة، في موقع إعداد الزلاطة، فقد كانت غارقة في الوحل، ومن المهم تصغير المسرح فقد أحتل جزءاً واسعاً من مساحة الخيمة، كما أستغرب للون لافتة طريق الشعب، المعلقة في واجهة الخيمة، فقد كانت خلفيتها بيضاء، والكتابة باللون الأسود، في حين أن إسم الصحيفة، يجب أن يكتب باللون الأحمر! ويرى الرفيق القيسي، ان تتوسع مساهمة رفاق الخارج مع منظمة فرنسا، وأن يجري التفكير جدياً، بإستخدام رقم حساب مصرفي، لدعم المهرجان مادياً، من المتبرعين، وهذا الأمر يمكن إستخدامه في أي فعالية.
الرفيق عبد المنعم التميمي( أبو سلام ) القادم من سويسرا، والمشارك للمرة الثامنة في المهرجان، قال: إن أهم ما يميز هذا العام، هو حضور فرقة الخشابة البصرية، فقد قدمت هذه الفرقة فلكلوراً شعبياً، له نكهة خاصة، وقد شد ما قدمته الفرقة جمهوراً عربياً وأوربياً، بالإضافة لجمهورنا العراقي، فالإيقاعات السريعة تشجع على الرقص، وعلى دخول الخيمة ومشاهدة معارضها الفنية ومعروضاتها الأخرى. وعن جديد هذا العام يقول الرفيق ابو سلام: الجديد هو مجيء عدد من رفاق الخارج، قبل عشرة أيام أو أسبوع، ومساهمتهم في العمل داخل الخيمة، لإظهارها بالشكل المناسب، وأتمنى أن يساهم عدد أكبر من الفنانين التشكيليين العراقيين، بإرسال لوحاتهم لعرضها في الخيمة.
الرفيق كريم جاسم( حازم ) القادم مع عائلته من سويسرا، والذي يساهم منذ سنوات في المهرجان، قال: المهرجان عرس عالمي، عرس لليسار العالمي، فالكل فرح ومبتسم، وهناك تطور في خيمة الحزب، فالتعاون واضح بين الرفاق والتنظيم أفضل من السابق. وأضاف الرفيق كريم: إن قدوم فرقة الخشابة من الداخل أمر هام، ويعزز من لحمة الداخل والخارج، وأقترح أن يتم تصوير المهرجان ونشاطات الخيمة، من قبل سينمائي محترف، لتوزيع الفلم في الداخل، ووضعه على اليوتوب، لكي نوضح للعالم الوجه المشرق للعراق.
الرفيق ماجد فيادي القادم من ألمانيا، والمشارك منذ سنوات في المهرجان، قال: إن التنظيم أفضل هذا العام، فقد جرت تحضيرات متعددة للفعالية من قبل( لتم ) ، التي أخذت موضوع اللومانتيه على عاتقها هذا العام، كما كان لمساهمة رفاق من فرنسا، كانوا منقطعين قبل سنوات، أثر هام في نجاح عمل الخيمة، ومن الناحية الفنية كان لوجود الفرقة البصرية، وما قدمته من أغان فلكلورية وشعبية وتراثية، كان له أثر إيجابي على المشاركين، وما يلفت الإنتباه، مساهمة عدد من اللاجئين العراقيين والزوار في نشاطات الخيمة، كمساهمة الشاب حسين، والمطرب شفاء. في حين غابت مجموعة مدينة يوتوبوري السويدية، التي كانت مساهمتها في العمل، في السنوات السابقة، هامة وواضحة. ومن المهم الإشارة لفعالية التظاهرة، التي كان لها صدى وتأثير واضح، على جمهور المهرجان، الذي أبدى تعاطفاً واضحاً مع الفعالية. وعن مقترحاته أضاف الرفيق ماجد: من المهم حضور أسماء ثقافية هامة من مطربين وعازفين، إذ أن لذلك تأثير كبير على الداخل، وأن يجري توقيع الكتب الجديدة للكتاب العراقيين في الخيمة.
الرفيقة ميادة فوزي القصاب المشاركة مع زوجها لأول مرة من النرويج، قالت: إن المهرجان جميل، وأنا فرحانة جداً، وأحس أنني أعيش في عالم كنت أفتقده، فقد وجدت هنا الألفة والمحبة، وأحسست إن هدفاً واحداً يجمعنا، هو حب الوطن، وأمل في أن يسود الأمن والسلام في ربوعه. وتقترح الرفيقة ميادة أن يساهم جميع القادمين في نشاطات الخيمة، كل حسب قدرته، وأن تكون هناك نشاطات شعرية ومشاهد مسرحية وفقرات غنائية أوسع، كما ترى ضرورة رفع العلم العراقي في مقدمة الخيمة.
الرفيق محمد عبد الصاحب، القادم من أمريكا، والمشارك لأول مرة في المهرجان، قال: إن جموع اليسار التي يزدحم بها المهرجان، هي جموع لأصحاب القلوب النظيفة، فهؤلاء هم حملة الأفكار الإنسانية، وهم الذين يُفترض أن يكونوا في قيادة شعوبهم، لأنهم ضد العنصرية والحرب والإرهاب. أما خيمتنا خيمة طريق الشعب، فهي تجميع لمتطوعين وفدوا من انحاء العالم، لكي يساهموا في عمل طوعي واعي، لرفع راية العراق وإسمه أمام شعوب العالم الأخرى. وأنا أشعر بفرح غامر بين رفاقي وأصدقائي، وأتمنى للخيمة مزيداً من النشاط الثقافي المتنوع، فالمهرجان ثقافي في شكله ومضمونه، وحتى الأكل هو ثقافة، ونحن لنا إسهامنا في هذا الميدان.
الرفيق ربيع عواد القادم من هولندا والمشارك لعدة مرات، قال: إن التظاهرة التي نظمتها خيمة الحزب كانت رائعة، وتركت صدى إيجابياً واضحاً على جمهور المهرجان، فالتصفيق وكلمات التضامن التي إستقبلنا بها، أوضحت حجم المساندة التي تحظى بها قضيتنا، من قبل ممثلي جميع البلدان، ويقترح الرفيق ربيع، توسيع حجم الخيمة، وتصغير حجم المسرح ،الذي إحتل مساحة واسعة.
الرفيقة راهبة الخميسي، القادمة من السويد، والمُشاركة للمرة الرابعة عشر في اللومانتيه، قالت: في الخيمة عراق مصغر وجميل في عيوننا نحن المشاركين، وأنا اكرر تعويلي على إشراك الشبيبة في عمل الخيمة، لأنهم الأمل، وهم الذين يفترض أن يساهموا في إعداد البرنامج، وفي المساهمة في تنفيذه. كما أقترح إستضافة عناصر مثقفة من شتى الإختصاصات، ومع إعتزازي بمساهمة الفرقة الفلسطينية في كل عام، ولكن لماذا لا تكون لنا فرقتنا العراقية، لتقديم رقصات شعبية؟ كما ارى ضرورة أن يتم توزيع العمل بين المشاركين، لكي تسنح لهم فرصة الراحة، والتمتع بفقرات الخيمة والخيم الأخرى. كما أقترح أن تركز كلمة منظمة فرنسا، على تطورات الوضع السياسي خلال عام، وبشكل مكثف.
الرفيقة صبيحة القادمة من السويد، والمشاركة مع زوجها للمرة الثانية في المهرجان، قالت: هناك تحسن واضح في عمل خيمة الحزب، فهناك تنظيم أفضل، والعمل الطوعي كان جيداً، وفقرات البرنامج عموماً جذابة، والمهم لإنجاح عمل كبير كهذا المهرجان، أن تنظم العلاقة بين منظمات الحزب في الخارج بشكل أكثر، كما من المهم حل مشكلة الفنادق والنقل من وإلى المهرجان، لكل لا يتأخر العمل داخل الخيمة.