فضاءات

علاء الماجد يسرد محطات في مسيرته الفنية والإعلامية / حسين علاء

قال الفنان التشكيلي والإعلامي علاء الماجد ان المهمة الحالية التي تقع على عاتق المثقف، هي توعية الناس سياسيا وفكريا واجتماعيا، "لأن الشعب المثقف يعرف كيف يختار ممثليه في الانتخابات، وهو لن يختار وفق أساس طائفي أو حزبي أو مناطقي، بل يختار الأصلح والأكفأ".
وأضاف قائلا: "الثقافة هي التي ترشدنا إلى الطريق الصواب، والاعلام معني بنقل الحقائق كما هي، ومعني أيضا بتسويق كل ما يخدم الناس، ويساهم بتثقيفهم وتوعيتهم، ويرسخ فيهم الهوية الوطنية، وبغير ذلك سيكون الإعلامي خائنا لمهنته الإنسانية".
جاء ذلك في جلسة أقامها أخيرا، البيت الثقافي في بغداد الجديدة، احتفاء بالماجد وبتجربته الإبداعية.
حضر الجلسة التي أقيمت على قاعة البيت الثقافي في مبنى دار الأزياء العراقية، وسط بغداد، رئيس تحرير "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري، وجمع من المثقفين والأدباء، وأدارها الإعلامي خالد الطائي، الذي قدم سيرة المحتفى به، متطرقا إلى نشاطاته الثقافية والإعلامية منذ سبعينيات القرن الماضي، وإلى نشأته، ودراسته في قسم التصميم بمعهد الفنون التطبيقية، ثم دخوله كلية الفنون الجميلة.
وأشار الطائي إلى ان الماجد لديه اهتمامات عديدة، مبينا انه كتب الشعر في سن مبكرة، ومارس الرسم منذ دراسته المتوسطة، واشترك مع زملائه الطلبة في ذلك الوقت بتشكيل الفرق المسرحية وتقديم العروض.
ولفت مدير الجلسة إلى ان المحتفى به كتب في العديد من الصحف والمجلات البغدادية، وعمل مدير تحرير لعدد منها، وأصدر كتابا بعنوان "مبدعون عراقيون.. حوارات واستذكارات".
تناول الماجد في معرض حديثه مسيرته المشبعة بالآلام والأحزان، لكونه منتميا إلى هموم أبناء شعبه، "الذين ظلمتهم الأنظمة الدكتاتورية المبادة، واضطهدتهم، وشردت وقتلت الوطنيين والديمقراطيين منهم"، مشيرا إلى انه درس الابتدائية في "مدرسة ابن جبير" في منطقة كرادة مريم، ثم في "مدرسة الرافعي" بمدينة الثورة، التي كان الشاعر الرائد شاكر السماوي أحد أساتذته فيها.
وأوضح الماجد انه درس في "متوسطة بور سعيد" في بغداد، ووجد فيها استاذا كبيرا ترك عليه وعلى أقرانه أثرا مهما، وهو الأستاذ عبد الرحمن طهمازي، لافتا إلى انه عرف اليسار في سن مبكرة، واتجه نحوه، وانتمى إليه، ولم يدخر أدنى جهد في خدمة وطنه وشعبه.
وقال: "عملت في فرق مسرحية شبابية عدة، وأسسنا أنا وأقراني العديد من الفرق الشعبية، وذلك بين عامي 1973 و1979"، مشيرا إلى ان هذه الفرق كانت تضم الكثير من الفنانين المبدعين، أمثال عبد السادة جبار وخضير الساري وعباس الحربي وفلاح المشعل وقاسم مطرود وكريم جثير ومنصور حسن وماجد جبر وحمزة الحلفي وكاظم لازم وغيرهم.
وتحدث الماجد عن عمله في الصحافة بعد التغيير 2003، لا سيما في جريدة "طريق الشعب" التي علمته الكثير، ذاكرا أساتذته مفيد الجزائري وعبد الرزاق الصافي وصبحي الجميلي ورائد فهمي، الذين كان لهم دور كبير في إثراء تجربته الصحفية عبر ملاحظاتهم وتوجيهاتهم.
من جانبه تحدث الرفيق مفيد الجزائري عن المحتفى به كرفيق وزميل عزيز، مشيرا إلى انه رجل مبدع يمتلك الوعي الحقيقي العميق، ويعرف كيفية التركيز على ما هو جوهري بالنسبة له كمواطن، وكإبن لهذا الشعب، وابن الثقافة العراقية والإعلام العراقي، ومضيفا ان الماجد كان حريصا على عمله في الجريدة وخارجها، وهو وفيٌ لرفاقه وأصدقائه.
وتحدث في الجلسة أيضا الروائي خضير ميري عن المحتفى به، وعن نشاطه المميز في الكتابة وفي الحراك الثقافي، أعقبه الكاتب المسرحي عبد السادة جبار بالحديث عن علاقته الإنسانية والفنية والإعلامية بالماجد.
وفي الختام قدم الرفيق مفيد الجزائري باقة ورد إلى الفنان والإعلامي علاء الماجد، وشهادة تقدير قدمها له الإعلامي أياد القريشي.