فضاءات

تشييع جثمان الرفيق صالح الرابي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

الصالحي: الرفيق الراحل تقبل مهامه باقدام وتصميم واظهر صمودا بطوليا في
اقبية التحقيق وحافظ على توجهاته الفكرية والسياسية.
• أبو يوسف: رحيله خسارة ليس فقط لحزب الشعب وأهله، انما خسارة لكل الحركة الوطنية التي عرفته دائما متقدم الصفوف.
رام الله: بحضور حزبي ووطني وشعبي، جرى مساء أمس، تشييع جثمان القائد المناضل صالح الرابي "ابو كريم" عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، في موكب مهيب رفعت فيه رايات فلسطين والحزب وصور الرفيق الراحل، وتقدم المشيعين الأمين العام وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وقادة وممثلي فصائل م .ت. ف والقوى السياسية ومدراء وممثلي المنظمات الاهلية ونقابة المهندسين وعدد من الشخصيات الوطنية، الى جانب عائلة الفقيد.
وانطلق موكب التشييع ملفوفاَ بالعالم الفلسطيني ومحمولاَ على أكف رفاقه من مجمع فلسطين الطبي في رام الله ووصولاَ الى منزل العائلة في بلدة دير غسانه، قبل ان يجري الصلاة عليه في مسجد البلدة ويوارى الثرى في مقبرتها.
كلمة الحزب في تأبين الرفيق الراحل:
وفي كلمة حزب الشعب، قال الأمين العام بسام الصالحي في تأبين الرفيق الراحل:
ان الرفيق صالح انتمى الى الحزب الشيوعي منذ نعومة اظفاره ،حيث وجد في الحزب عنوانا لحسه الوطني الكفاحي، ولانتمائه الطبقي والاجتماعي ،فكان الحزب بالنسبة له موضعا للنضال الوطني والاجتماعي في ان و قد لعب دوره كما ينبغي ويحب وهو على مقاعد الدراسة في المدارس، ثم بعد ذلك في الجامعة حيث اكتسب ود ومحبة زملائه وزميلاته ،من رفاق حزبه ومن ابناء الحركة الوطنية عموما، فشكلت علاقاته الوطنية والصداقات التي نسجها، رصيدا اضافيا لمكانته الحزبية، مما اكسبه ثقة الحركة الطلابية والوطنية .
وعندما أملى الواجب الوطني، التعبئة العامة لمواجهة العدوان الاسرائيلي على المقاومة الفلسطينية في لبنان، تقدم الرفيق صالح فوج متطوعي الحزب، وترك مقاعد الدراسة مع كوكبة من رفاقه ومن ابناء التنظيمات الاخرى، وسافروا الى لبنان يحملون روحهم على اكفهم، فبرعوا في كل ما كلفوا به، في التدريب وفي الروح الجماعية ،وفي الشجاعة في مهامهم ،والقدوة المميزة للعلاقات التي نسجوها مع كافة المقاتلين.
وبروح تلك التجربة الباسلة واصل الرفيق صالح بعد ذلك دراسته الجامعية وتخرج مهندسا مدنيا، وعاد الى ارض الوطن ليواجه الاعتقال والتعذيب، فاظهر صمودا بطوليا في اقبية التحقيق، ثم بعد ذلك في سنوات الاسر التي قضاها في سجون الاحتلال، والتي حافظ فيها على تماسكه وثقافته وعلاقاته الوطنية المميزة مع رفاق السجن من كل الاتجاهات الفكرية والسياسية.
ومضى الصالحي يقول: اسمحوا لي ان أشير باعتزاز خاص الى واقعة مميزة لا يعرفها الكثيرون، فعندما اشتدت ملاحقة الاحتلال لمكونات القيادة الوطنية الموحدة في الانتفاضة الكبرى، وكان الاعتقال والابعاد هو جائزة العمل في القيادة الموحدة، وحيث كان واجب التجديد الدائم في عضوية القيادة الموحدة احد مميزات استمرارية وقيادة هذه الانتفاضة بعد سلسلة الاعتقالات لاعضاء القيادة، فقد قررت قيادة حزبنا في حينه ترك حرية الاختيار باداء هذه المهمة للرفاق المرشحين لها دون الزام، ولا ازال اذكر حتى اليوم الصورة التي تقبل بها الرفيق صالح اداء تلك المهمة باقدام وتصميم، ودون اي تردد، وهو ما كان وحيث حافظ على دوره بكل سرية وتكتم .
وأكد الصالحي على ان الرفيق الراحل حافظ على توجهاته الفكرية والسياسية دون تردد، وكان دائم السخرية والغضب من اولئك الذين كانوا يتأرجحون يسارا ويمينا، فكرا وسياسة وفق متغيرات الاحوال، وقد تدرج في سلم العمل الحزبي من مسؤول في خلية حزبية الى أعلى المواقع الحزبية في اللجنة المركزية والمكتب السياسي. كما كان دائم الاعتزاز بخلفيته الشيوعية ،انطلاقا من ان المضمون الرئيسي لهذا الفكر هو التحرر والاستقلال، وهو العدالة الاجتماعية ورفض الاستغلال والظلم ،ورفض الرأسمالية بكل توحشها الذي تشهده العالم ،النامي منه والرأسمالي، وهو ايضا اقتناعه بالتفكير العلمي وبالحداثة وبالمساواة وبالديموقراطية ،وبمجتمع المواطنة والمساواة دون تمييز في الجنس او الدين او المعتقد ،ولذلك فقد كان عدوا لدودا للتطرف والتخلف مهما كانت منطلقاته ،وبرغم ما كان يبدو حديا في مواقفه على هذا الصعيد فقد كانت هذه الحدة هي احد اشكال التعبير عن رفضه لمظاهر التراجع المتزايدة في العديد من النواحي ،المسلكية والثقافية والاخلاقية .
واختتم الصالحي كلمة التأبين قائلا: اننا اذ نودعك ايها الرفيق الغالي في نفس المكان الذي يرقد فيه رفيقنا بشير البرغوثي ،والى جانب شهداء هبة شعبنا الباسلة، فاننا نؤكد على التمسك بالمباديء والقيم التي ناضلت من اجلها، وعلى التمسك بوحدتنا وصلابتنا في حماية هذه المباديء حتى نيل الحرية والاستقلال، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ، في ظل دولة فلسطين المستقلة ،كاملة السيادة، ومن اجل ضمان حقوق لاجئي شعبنا بالعودة .
نم قرير العين ايها الرفيق الغالي، ودمت موضع محبة واعتزاز رفاقك وشعبك.
كلمة الفصائل والقوى الوطنية:
وفي كلمته ممثلاََ عن القوى الوطنية والاسلامية، تقدم الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بأحر التعازي لقيادة واعضاء حزب الشعب وعائلة الرابي وجماهير شعبنا، مشيداَ بمناقب الفقيد وسيرته النضالية.
وقال ابو يوسف: ان رحيل عضو المكتب السياسي المناضل الوطني والمجتمعي صالح الرابي، خسارة ليس فقط لحزب الشعب وأهله، انما خسارة لكل الحركة الوطنية التي عرفته دائما متقدم الصفوف. وأشير هنا الى أنه عندما ترك ترك دراسته في الهندسة وذهب الى لبنان للدفاع عن الثورة الفلسطينية، كان يدرك بحسه الوطني الثوري المؤامرة التي يتعرض لها شعبنا ولا بد من تظافر الجهود للتصدي لها.
وعندما يرحل اليوم الرفيق صالح وشعبنا يمضي قدماَ في هبته وانتفاضته الشعبية، قاننا أحوج ما نكون لهؤلاء المناضلين المتقدمين الصفوف والوحدويين.
واضاف: عزاؤنا في القوى وفصائل العمل الوطني واحد في خسارة هذا المناضل الكبير، مؤكدين اننا جميعاَ سنمضي على درب النضال وعلى درب هذه الانتفاضة الخالدة، متمسكين بحقوق شعبنا حتى نيل حريته واستقلاله.
واختتم كلمته قائلاَ: نقول لرفيقنا نم قرير العين رفاقك في حزب الشعب وفي القوى والفصائل الوطنية سيمضون على ذلك الطريق الذي خطها الشهداء العظام والجرحى والاسرى.