فضاءات

في "بيتنا الثقافي" خضير ميري يتحدث عن "فلسفة المحنة"

بغداد – غالي العطواني
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت الماضي، الكاتب والشاعر والإعلامي خضير ميري، الذي تحدث في موضوعة عنوانها "فلسفة المحنة" أمام حشد من المثقفين والأدباء والإعلاميين.
أدار الجلسة رئيس تحرير "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري، الذي استهل حديثه بالقول: "الأستاذ خضير ميري صديقنا جميعا، وهو رفيق درب بالنسبة إلينا. كان وما زال معنيا بالشأن العام ومشغولا به، هو كاتب وشاعر وصحفي، وكذلك "متفلسف" درس الفلسفة ويتابع المؤلفات والقضايا الفلسفية. انه واسع الاهتمامات متعدد المواهب. ادعى الجنون يوما لأنه كان بحاجة إليه، والجنون في النهاية ليس بعيدا عن الإبداع".
وتحدث ميري عن المحنة، معتبرا إياها آلية من آليات الانغلاق على الذات، مشيرا إلى ان ذلك يعني مواجهة الذات، "لأن الذات خارج المحنة، وهنا تصبح الذات محنة".
وذكر ميري ان قاموس "الجامع الوسيط" يشير إلى ان البلاء والشدة يأتيان من المحنة، وان المحنة بلاء وشدة يمر بها الإنسان، مبينا انها تجربة شديدة الشدة ومؤلمة تصنع المواقف الحرجة والسيئة.
وتابع قائلا: "ان المحنة تجربة شخصية أو موضوعية تمر بها الشعوب لما تعانيه من جراء الحروب والأوبئة، وان ما يمر به الشعب العراقي الآن يعتبر محنة"، مضيفا: "الا ان المفهوم الفلسفي للمحنة هو الموقف الذي يفرض على الفرد ولا يستطيع الخروج منه. ولعل مسرحية "الأبواب المغلقة" للفيلسوف جان بول سارتر، مثال على ذلك، حيث كرس فيها مفهوما يعني انه لا يمكن تبديل الزمان والمكان في آن واحد، لأن ذلك يعتبر محنة، وان اشد أنواع المحنة هو المحنة الاغترابية، المتمثلة بفقدان الفرد التلاحم الإنساني مع المجتمع أو الناس".
واشار ميري إلى انه في الفلسفة الإسلامية يُنظر إلى المحنة بإيجابية، على اساس انها امتحان للإنسان، لافتا إلى ان الفيلسوف الغربي بيرل يرى ان المحنة رد فعل مفاجئ يصيب المرء غالبا عندما يكون شديد الضعف. فيما يرى الفيلسوف جاك دريدا ان صموئيل بكيت يمثل ذروة حالات المحنة. أما كرانك فيرى بأن المحنة لا بد وأن تمر في كل واحد منا، وهي ليست حالة مرضية، بل طبيعية.
وأوضح ميري ان بعض مدارس التحليل النفسي تعرف المحنة بأنها حيرة، وأخرى تبين ان المحنة تحول الانسان إلى طفل، "في حين ان المحنة جاءت من الامتحان، وتختلف عن الحيرة، كون الحيرة مجموعة اختيارات لا نستطيع جمعها في خيار واحد".
وعلى هامش الجلسة قدم عدد من الحضور مداخلات وطرحوا أسئلة أجاب عنها الضيف بصورة ضافية.
وفي الختام قدم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق محمد جاسم اللبان، شهادة تقدير للضيف باسم منتدى "بيتنا الثقافي".