فضاءات

سدني تؤبن الشخصية الوطنية العراقية، الباحث والمفكر ، الفقيد عزيز سباهي

الريشما ستار جبار حلو: عزيز سباهي ، هو شخصية فريدة في فلسفته ، فقد أستطاع أن يوازن بين معتقده الفكري وطائفته المندائية ، و أغنى المكتبة المندائية بالعديد من المؤلفات والبحوث التي تعني بالدين المندائي.
حسان دفتر: ومن هناك،رحل،مشيعاً بحب واحترام اهله واصدقائه ، تاركا وراءه ثروة من الكتب والبحوث والدراسات القيمة في الزراعة والنفط والتراث.
ياسمين يحيى: هذا هو الفقيد الراحل (عزيز سباهي) في رحلته الاخيرة ، بعد ان اطبق الصمت عليه وتوقف صوته وقلمه ، ولف تابوته بعلم العراق ووري الثرى في مكان كان لا يود ان يودع فيه كما هو حال الجواهري وصالح دكله ( ابو سعد) ونور الدين فارس وهادي العلوي وغيرهم الكثير ، كلهم رحلوا دون ان تكون وسادتهم ارض العراق ،هذا هو حال مثقفينا وادبائنا وفنانينا.
قاسم عبود : أن خسارتنا برحيل الفقيد الرفيق عزيز سباهي لا تعوض وعزاءنا أنه ترك لنا أرثآ فكريآ غزيرا زوادة لأيام النضال القادمة.
جواد راضي: عزيز سباهي كان " بحق ، أيقونة أممية ، وحين كان يتناول الهم العراقي يضع إصبعه على الجرح ، ليس في هذا الموضوع فحسب بل في كل كتاباته في هذا المجال.
آرمنوهي إسطيفان: ان رحيل المناضل الصامد والمخضرم عزيز سباهي خسارة لا تعوض ليس فقط لاعزائنا المندائين بل كذلك ايضا للحركة الوطنية والتقدمية العراقية ولكافة ابناء الشعب العراقي ولنا جميعا.
صبري فزع : لقد كان الفقيد واحداً من أعمدة الثقافة العراقية وفارس قلم . انه كاهن مندائي متلفع بعباءته العلمانية التي لم يخلعها عنه يوما.
برعاية متميزة من "المجلس المندائي الأعلى " و " جمعية الصابئة المندائيين في أستراليا " وبالإشتراك مع مجموعة متميزة من الأحزاب والمنظمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، في مقدمتها ، منظمة الحزب الشيوعي العراقي ، التيار الديمقراطي العراقي ، رابطة المرأة العراقية ، لجنة المرأة في التيار الديمقراطي العراقي ، ولجنة المرأة والطفل في جمعية الصابئة المندائيين ، أقيم حفل تأبين للشخصية الوطنية العراقية، الباحث والمفكر ، الفقيد عزيز سباهي ، الذي وافاه الأجل يوم 26 كانون الثاني 2016 في مهجره الكندي. وقد أقيم هذا الحفل التأبيني في قاعة المجمع المندائي بضاحية ليفربول بغرب مدينة سيدني ، حيث أمتلأت القاعة بأبناء الجالية العراقية والعربية وأتباع الطائفة المندائية في سيدني.
كان في مقدمة الحضور الريشما ستار جبار حلو ، رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم ، والريشما صلاح جبوري الجحيلي رئيس الطائفة في أستراليا ، الأستاذ باسم عباس داود قنصل جمهورية العراق في سيدني ، الأستاذ عبد الوهاب الطالباني ممثلاً عن الأستاذ هه فال سيان ممثل حكومة أقليم كوردستان – العراق في أستراليا ، وعدد غير قليل من ممثلي الأحزاب السياسية والعربية ومنظمات المجتمع المدني الثقافية والإجتماعية ورجال الصحافة والإعلام.
أبتدأ الحفل بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء العراق والإستماع للنشيدين الوطنيين الأسترالي والعراقي. أعقب ذلك قراءة بوثة من كتاب الكنزا ربا (مبروخ أسمها) قرأها الريشما صلاح جبوري الجحيلي مفتتحاً بها حفل التأبين. بعد ذلك ألقى فضيلة الريشما ستار جبار حلو ، كلمة قصيرة حيا فيها الضيوف والحضور وشكر جهود القائمين على الحفل مذكراً بفضائل الفقيد الكبير الذي لم تخسره طائفته فحسب بل العراق كله.
كما أثنى الأستاذ حسان دفتر، سكرتير المجلس المندائي الأعلى في أستراليا بكلمة قصيرة على خصال الفقيد وتفانيه في خدمة وطنه وطائفته من خلال الكثير من الدراسات والبحوث، كما أشار إلى نضاله منذ صباه مع القوى اليسارية والديمقراطية ضد الإستعمار والرجعية والديكتاتورية.
أما الأستاذ قاسم عبود ، سكرتير منظمة الحزب الشيوعي العراقي فقد أشاد بنضال الفقيد ضمن صفوف الحزب الشيوعي العراقي طوال سبعة عقود تعرض خلالها للسجن والتعذيب والإبعاد والتعسف والإضطهاد. وجاء في كلمته : " شرف أن نلتقي اليوم لنغرف من بحر العطاء وننهل من نبع الوفاء ونطوف في محراب كاهن العلم والمعرفة. نلتقي لنشهد ترجل الفارس الذي أعتلى صهوة المجد ليلحق بركب الخالدين الذين رحلوا عنا بالأمس امثال المفكر فائق بطي و نضال الليثي وعبد الأمير مرزه (أبوحمزه) ، وعالم فيزياء الأنواء الجوية عبد الجبار عبدالله وبكوكبة الشهداء الأماجد من أبناء هذه الطائفة الكريمة يتقدمهم رفيقنا الشهيد ستار خضير الحيدر" وغيرهم.
كما جاء بكلمة التيار الديمقراطي العراقي في أستراليا التي ألقاها الأستاذ جواد راضي ، سكرتير التيار ، ان الموت قد غيب " فارساً بحق ، كان حسامه يراعاً ، ودرعه فكراً أصيلاً ، أنه عزيز سباهي". وأضاف بأن الفقيد " كان يعمل طوال حياته من أجل بناء عراق يجمع الجميع". وأنه كان يؤكد في نهاية مقالاته " على أن الحل هو شن النضال من أجل إقامة السلطة الديمقراطية التي تضمن الحياة الكريمة للجميع".
أما السيدة آرمينوهي إسطيفان ، مسؤولة رابطة المرأة العراقية في أستراليا ، فقد قدمت باسم الرابطة خالص التعازي القلبية الى عائلة الفقيد الراحل المناضل المخضرم والصلب عزيز سباهي. وبنفس الوقت الى جميع قوى الخير في العراق وبضمنهم الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية والتقدمية العراقية والى عموم الشعب العراقي بما في ذلك المكون العريق والاصيل ألا وهو الشعب المندائي المعطاء.
في مرثية قصيرة ، القاها الأستاذ صبري فزع ، مسؤول راديو صوت المندائيين من سيدني ، قرأ فيها من دفاتر (أم سعد) ، زوجة الفقيد:
رجال معزمة عل الموت
جان الوطن هاجسهه
غمك يا وكت خليت
هالجرذان تلعب بالوطن جوبيه
موت أنت يشامت
(عزيز) الحَرزْ مشدودْ
على زنود الرفاقْ الما يهزهه الموت
هذا أهوه (عزيز) الما يغيبه الموت
وبكلمة قصيرة ألقاها السيد قادر جار الله السبتي ، ممثلاً عن عائلة وأقارب الفقيد ، أعرب عن أسفهم لرحيل الأستاذ عزيز سباهي ، مشيراً إلى منجزاته خلال حياته ومثمناً الدور والجهد المبذول في إقامة هذه الإحتفالية الضخمة والمتميزة.
أما الشعراء الأساتذة سعدي جبار مكلف ، خليل إبراهيم الحلي ، بيان جاسم داغر ، وصلاح زهرون معارج ، فقد ألهبت أبيات قصائدهم التي القوها بالمناسبة ، أكف الحضور تصفيقا وإعجابا. فما بين قصائد مقفاة وأخرى شعبية ، أستمتع الجمهور بها وتفاعل معها ، خاصة وأن الشعراء هم من شعراء الجالية العراقية المتميزين في أستراليا.
كلمة الختام كانت للسيدة ياسمين يحيى ، رئيس جمعية الصابئة المندائيين ، التي رسمت صورة مصغرة لحياة الفقيد الكبير ، عزيز سباهي ، الرجل والبطل ، الإنسان الذي ترك بصماته في كل زاوية من زوايا الوطن. تساءلت : من يستطيع أن يفي مفكرا وباحثاً وكاتباً ومناضلاً حقه بمثل هذا التأبين المتواضع؟. ثم عرجت على ماتعرض له الفقيد من مطاردات وزياراته المتكررة لسجون الأنظمة المتعددة لا لسبب سوى لإيمانه بأن يكون العراق وطنا ديمقراطيا متعدد الثقافات والأديان واللغات. ثم أختتمت كلمتها متحدثة لأبناء طائفتها: وسنمد ايدينا لكل يد تود العمل على اعلاء شأن هذه الطائفه الكريمه وتعزيز مكانتها في كل موقع نراه مناسبا ويحقق طموحاتنا.
ولايفوتنا أن نذكر العرض الناجح الذي قدم في منتصف الإحتفالية عن مراسيم تشييع جنازة الفقيد في كندا والمتضمن أحاديث لمجموعة من أصدقاء ورفاق الفقيد ، وآخرهم ولده الأستاذ زياد سباهي.
تميز حفل التأبين بحسن إدارته من قبل عريفي الحفل ، الأستاذ خلف ناصر والسيدة شهرزاد الحيدر. اما ممثلات لجنتي المرأة في التيار الديمقراطي العراقي والمرأة والطفل في جمعية الصابئة المندائيين فقد شكلن خلية نحل غطت حفل التأبين بخدمات متميزة في الإستقبال والتوديع والتوزيع وكرم الضيافة وحسنها. ولن ننسى شكرنا للأستاذ منذر نعيم لتغطيته وإلتقاطه الصور طوال فترة الحفل ، وكذلك السيد زيتون صبحي مبارك من شركة ليماج للتصوير على قيامه بتسجيل وقائع الحفل بالفيديو، مع شكر خاص للسيد طيف خير الله الخميسي لمراقبته الأجهزة الإلكترونية والفنية ، وأخيرا شكر وتقدير للفضائيات على حضورها وتغطيتها للنشاط.