فضاءات

موفق محمد : على المثقف أن يخرج من برجه العاجي ، وينزل الى الشارع / حاوره : طارق حسين

عرف الشاعر الحلي موفق محمد بانحيازه الى الشرائح الاجتماعية المهمشة والوقوف الى جانب مطالبهم المشروعة الرامية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين طبقات المجتمع الواحد ، فهو لم يقف يوما الى جانب الأنظمة السياسية المستبدة .
ويعد محمد أحد الشعراء القلائل ممن ينطبق عليهم وصف ( المثقف العضوي ) ، كيف لا ، وهو من استنفر طاقاته الابداعية وسخر أدواته الشعرية للارتقاء بقيمة الانسان .
كونك من المواظبين على الحضور في ساحة الحرية والمشاركة في التظاهرات
..ما الذي لفت انتباهك؟
-- شيئان ، احدهما نقيض للآخر.
لاحظت ان معظم المتظاهرين من الموظفين العاملين ، والمتقاعدين، وخليط من أصحاب المهن وصغار التجار ، وهؤلاء جميعهم لا يعدون من المسحوقين تماما، كالعاطلين عن العمل والفلاحين الذين التحقوا بهم أخيرا بعد الإهمال الحكومي الذي طالهم . ومع ذلك لم تجد لهم اثرا في التظاهرات !
والمثقفون ؟
--أنهم الطامة الكبرى! ، فمن غير المعقول أن لا ترى منهم سوى أفراد لم يتجاوزا عدد اصابع اليدين، مع ان الاحصائيات تشير الى وجود أكثر من ثلاثة آلاف مثقف في محافظة بابل ، بين طبيب ومهندس وأكاديمي ، بينهم عشرات الفنانين والادباء.
هل أنت متفائل بما ستفضي اليه التظاهرات؟
-- بنسبة كبيرة ، وخاصة بعد أن رأيت الاقبال المتزايد من قبل الشباب على ساحة الحرية .
هل من كلمة أخيرة ؟

-- يمر العراق في لحظة استثنائية من تأريخه ، على المثقف أن يخرج من برجه العاجي ، وينزل الى الشارع كي يساهم في صناعة التأريخ .