- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الجمعة, 18 آذار/مارس 2016 19:38

تضيع في دهاليز الحيرة وأنت تبحث عن إجابة لسؤال يبدو في غاية البساطة ألا وهو : ما الذي يجعل فتاة تجاوزت العشرين عاما بزهرتين ترتبط بوطنها وتدافع عن أبنائه رغم أنها لم تره قط؟ أنت تعرف أن أباها كان نصيرا شيوعيا في كردستان، وأمها عرفتها مدينة السماوة في تحديها لأجهزة البعث المقبور نهاية سبعينات القرن المنصرم، ولكن هل هذا يكفي أن تنبري دينا والتي ولدت في المملكة الدنماركية وتحمل الجنسية الدنماركية للدفاع عما تعرض له بعض من أبناء وطنها الأم في البصرة من تعذيب على أيدي الجنود الدنماركيين في عام 2004؟ ربما يبدو الأمر بديهيا لو كان بحدود كتابة مادة صحفية في أحدى الصحف، أو على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن أن تشكل جمعية طلابية من زملائها الدارسين معها في كلية الحقوق جامعة كوبنهاكن، وتجعل من تعذيب أبناء وطنها مسألة تشغل منظمات ولجان حقوق الأنسان في الدنمارك مثلما تشغل وسائل الأعلام الدنماركي، فهذا الأمر يستحق حقا التأمل بخصوص هذه الفتاة والتي هي عراقية بامتياز.

أرسل التيار الديمقراطي العراقي في الدنمارك رسالة إليكترونية يدعو فيها للمشاركة في الفعالية التي سعت إلى أقامتها الفتاة العراقية دينا قيس الصراف حيث تقام هذه الفعالية في أحدى قاعات البرلمان الدنماركي وبحضور شخصيات سياسية وحقوقية دنماركية وذلك يوم 17 أذار الساعة الرابعة عصرا، كما تم استدعاء احد العراقيين الذين تعرضوا إلى هذا التعذيب من العراق ليقدم شهادته وما تعرض له وأصدقاؤه، ربما قدرتْ أجهزة الأمن الدنماركية حساسية الفعالية لهذا كانت الإجراءات الأمنية شديدة في التفتيش لدخول القاعة، وكان علينا الانتظار لبعض الوقت إلى حين وصولنا إلى جهاز السونار الأمني، كان الجمهور في القاعة يشغل جميع المقاعد التي قاربت المئتين مقعدا، وقد بدأ الشاب العراقي حديثه باللغة العربية حيث أنه قادم من العراق لمدة يومين فقط، كان المترجم الشاب يترجم بشكل حرفي كل ما يقوله، وقد استمر حديثه لمدة نصف ساعة شرح تفاصيل ما تعرض له من تعذيب على أيدي الجنود الدنماركيين في الشعيبة ومن ثم في مقر الجمعيات، ومن ثم توالت أحاديث الجالسين على المنصة وقد افتتحها وزير الدفاع الدنماركي أنداك، حيث أكد على تحمل المسؤولية لكل ما يحدث في الحرب من تجاوز على حقوق الانسان المدني بالذات، وتوالت أحاديث الآخرين وكانت جميعها تؤكد على أن خرق حقوق الأنسان مسألة هي خارج القانون، وفي نهاية الفعالية أكدت الطالبة دينا على مواصلتهم لتقديم هذه المسألة إلى المحكمة الدنماركية وإذا لم يكسبوها سيقدمونها إلى الاتحاد الأوربي وحين يتعذر عليهم هناك كسبها سيقدمونها إلى الأمم المتحدة. في سؤال جانبي سألتُ دينا قيس الصراف ما الذي شدك إلى موضوعة تعذيب العراقيين على أيدي الجنود العراقيين؟ هل لأنك في الأصل عراقية؟ أجابت:
نعم لأنني عراقية أولا ولأنني احمل الجنسية الدنماركية ثانيا، ولكي أثق أكثر بجوابها ثانيا، سألتها ماذا لو كانوا هؤلاء من سوريا أو من بلد أخر هل فعلت نفس ما قمت به الآن؟ أجابت نعم لأنني أدافع عن حقوق الأنسان أينما كان ومن أي قومية أو بلد.
إعلام
التيار الديمقراطي العراقي في الدنمارك
(العراق يستحق الأفضل)