فضاءات

البصرة تستعيد أوبريت "المطرقة" وذكرياته

صلاح العمران
أقامت مؤسسة آنو للفنون الأدائية، وجمعية الاقتصاديين العراقيين في محافظة البصرة، واتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين وقصر الثقافة والفنون في المحافظة، الثلاثاء الماضي، جلسة استذكار لأوبريت "المطرقة" الذي عرض مطلع سبعينيات القرن الماضي.
حضر الجلسة شاعر الأوبريت علي العضب، والفنانون عبد الأمير السلمي وعادل الجبوري وكاظم صابر، الذين كانوا قد مثلوا أدوار الأوبريت، فضلا عن عميد كلية الفنون الجميلة – جامعة البصرة د. ناصر هاشم، وحشد من المثقفين والأدباء والفنانين.
د. عباس الجميلي، الذي أدار الجلسة، تحدث فيها عن الطبعة الجديدة لنص أوبريت "المطرقة" التي أنجزت أخيرا، مشيرا إلى ان الطبعة تضمنت مقدمتين بقلمي عباس الجوراني ومقداد مسعود.
بعد ذلك تحدث الشاعر علي العضب مشيرا إلى ان "الفن من دون فكر ملتزم لا يمكن أن يخلق عملا ناجحا، وان المسرح يجب ان يكون جريئاً لإيصال رسالته"، ومبينا ان أوبريتي "بيادر خير"، و"المطرقة"، استطاعا ان يفضحا الاضطهاد الذي لحق بالطبقة العاملة في ذلك الوقت، والظلم الذي طال الوطنيين الذين أودعتهم السلطات الدكتاتورية في سجن "نكرة السلمان".
وأوضح العضب انه بعد عرض أوبريت "بيادر خير"، مطلع سبعينيات القرن الماضي، اجتمع رجال الفن في البصرة، وبينهم طالب غالي وعبد الأمير السلمي وحميد البصري وعادل الجبوري، لإنجاز أوبريت "المطرقة"، لافتا إلى انهم لافتقارهم إلى العنصر النسوي، اضطروا إلى إشراك عائلات الفنانين في تمثيل الأوبريت.
من جهته تحدث الفنان عبد الامير السلمي عن تجربته في أوبريت "المطرقة"، وأشار إلى ان العمل انطلق من قضية العامل والفلاح، وانهم راجعوا أوبريت "بيادر خير" الذي سبق "المطرقة"، واستفادوا من الأخطاء والسلبيات التي رافقت عملهم فيه، لكي يتجاوزوها من أجل إنجاح العمل الثاني.
ولفت السلمي إلى ان "فرقة البصرة للفنون" قدمت أوبريت "المطرقة" أمام رجال السلطة، وان البعض من الحاضرين هتفوا بأعلى أصواتهم "يعيش نضال الطبقة العاملة"، و"يعيش نضال الحزب الشيوعي العراقي"، ما حدا بالمقبور صدام حسين، الذي كان نائب رئيس الجمهورية آنذاك، إلى ان يعتلي خشبة المسرح، ويضم الممثلين إليه ويقول: "هؤلاء فنانو البعث"، على الرغم من ان الممثلين لم يخرجوا من تحت عباءة البعث.
وأشار السلمي إلى ان السلطات حاولت حذف مقطع "يا عمال العالم اتحدوا" من الأوبريت، لكنها فشلت.
وتحدث في الجلسة الفنان عادل الجبوري عن "فرقة البصرة للفنون الشعبية"، مبينا انها تشمل الطالب والرسام والدكتور والموسيقي، وتضم مختلف شرائح المجتمع، إلا انها كانت تفتقر إلى الكادر النسوي، وتعاني من ضعف ميزانيتها المالية، مشيرا إلى انهم كانوا يمارسون تمريناتهم المسرحية في بغداد، لعدم وجود مكان مخصص لهذا الغرض في البصرة.
واستذكر الجبوري رأي الفنان الرائد يوسف العاني في أوبريت "المطرقة" بعد عرضه في بغداد، مشيرا إلى انه توجه وقتها إلى "فرقة الرشيد للفنون" وقال: "اذا أردتم ان تتعلموا الفن عليكم ان تتعلموه من فناني البصرة".
وتحدث في الجلسة أيضا الفنان كاظم صابر. فيما بعث الفنان قصي البصري رسالة صوتية إلى الجلسة من مغتربه، تحدث فيها عن أوبريت "المطرقة" ومضمونه.
وفي الختام أدى د. ناصر هاشم، عددا من أغنيات أوبريت "المطرقة"، على آلة العود.