فضاءات

محاضرة للدكتور جاسم محمد عن أدب الأطفال وقيمه التربوية

بغداد - عبد العزيز لازم
ضيّفت منتدى التسامي التابع لرابطة المرأة العراقية، السبت الماضي، الباحث الأكاديمي د. جاسم محمد صالح الذي ألقى محاضرة بعنوان "القيم التربوية لأدب الأطفال"، أمام مجموعة من الناشطات والناشطين، وجمع من الأطفال الذين غصت بهم قاعة المنتدى في مقر الرابطة وسط بغداد.
أدارت المحاضرة القاصة نعيمة مجيد، وأشرفت عليها مسؤولة منتدى التسامي، الناشطة سهيلة الأعسم، التي قدمت نبذة عن موضوعة المحاضرة، مبينة انها موجهة في الأساس إلى الاختصاصيين، الذين عليهم ان يوصلوها بدورهم إلى الأطفال.
بعد ذلك تحدث د. صالح عن أدب الطفل، متطرقا إلى أهميته وأهدافه التي يسعى إليها، ومشيرا إلى انه "ليس كافيا أن يقدم الكاتب شيئا من أجل الأطفال، بل عليه معرفة كيفية تقديم ذلك. فعقل الطفل كالعجينة التي يمكن تشكيلها حسب الهدف المرسوم"، ومتابعا قوله: "ان الكتابة للأطفال تتوجب معرفة الوسائل التي تجعل الكاتب قريبا من الطفل".
وأشار الضيف إلى ان بعض وسائل الإعلام تساهم في إبعاد الأطفال عن مفهوم حب الوطن، وعن الأخلاق الحميدة، وتجعلهم يتأثرون بأفلام العنف التي تعرضها على شاشاتها، معربا عن سعادته في الكتابة عن الطفل العراقي لتمكينه من التمسك بالتراث الاخلاقي الشعبي.
ولفت د. صالح إلى ان الكتابة للطفل تستلزم أن يكون الكاتب متواصلا مع حياة الأطفال، وأن يعرف كيف يستقي من تلك الحياة نصوصا أدبية مفهومة، تجعل الطفل مقبلا على قراءتها.
وفي سياق المحاضرة قدم عدد من الحاضرين مداخلات، كان أولهم السيد محمد الذي تساءل عن دور مؤسسات الدولة في تشجيع وتطوير أدب الأطفال، أعقبته المهندسة سناء الجنابي بالحديث عن أهمية التربية التي يتلقاها الطفل من الأب والأم والمعلم، والتي تؤدي إلى إصلاحه.
اما د. عبد الكريم الناشئ، فقد شدد في مداخلته على اهمية تلبية الحاجات المادية للطفل، في سبيل إنشاء جيل قليل الأخطاء، تلاه د. عيسى العبادي بالحديث عن ضرورة مخاطبة الاطفال بحسب المراحل العمرية التي يعيشونها كي يتمكنوا من استيعاب ما يريده المربي.
ودعت الروائية صبيحة شبر في مداخلة لها، الى إعادة النظر في المناهج المدرسية، فيما أوضح د. عدنان البياتي ان الفقر يعد احد اسباب عرقلة تأهيل وتطوير الطفل، اضافة الى الروح الطائفية السائدة لدى المتنفذين وبعض المواطنين المتأثرين بهم.
وقدمت الناشطة سهيلة الاعسم مداخلة تناولت فيها منجزات رابطة المرأة العراقية في مجال تأهيل الاطفال منذ تأسيسها عام 1952، وكيف انها رفضت عزل البنات عن الاولاد في المدارس.
ودعت الأعسم إلى اعداد ورقة عمل تقدم الى وزارتي التربية والثقافة، من أجل الإصلاح التربوي. كما دعت الى الاتصال بالمدارس وأولياء الأمور في سبيل إلقاء محاضرات تعنى بتصحيح اوضاع الطلبة.
وكان آخر المتحدثين التربوية أيام رشيد، التي تطرقت إلى محدودية إخلاص المعلم في عمله التربوي.
هذا ووزع د. جاسم محمد صالح، نسخا من قصصه على الأطفال الحاضرين.
وفي الختام انتهى الحاضرون إلى ان إجراء الإصلاحات المتعلقة بالطفل، لا يمكن أن يتم دون تغيير مواقف وسياسات السلطات المتنفذة، والقضاء على الفساد المستشري في البلد.