فضاءات

المثقف في نادي العلوية " بين الطربوش والعمامة والسدارة "/ طه رشيد

اقامت اللجنة الثقافية لنادي العلوية امسية استذكارية لبغداد "ايام زمان" وذلك مساء السبت 7 أيلول الحالي ، ساهم فيها كل من الكاتب حسين الجاف والباحث الفوتغرافي كفاح الامين واستهل الامسية رئيس اللجنة الثقافية فلاح كمونة بكلمة ترحيبية قصيرة مشيرا فيها الى ان الموسم الثقافي للنادي سيشهد بموسمه الجديد العديد من المحاضرات والندوات المهمة والتي تصب برفع الذائقة العراقية من اجل بغداد اجمل .
تحدث بعد ذلك المهندس محمود البلداوي ، الذي ادار الامسية ، مرحبا بضيفيه وبالحضور ومسهبا بالاطراء على جهودهما الابداعية في الادب والفن والكتابة وقد ابتدأ حديثه بابيات شعر لنزار قباني من قصيدته "بغداد" :
مدي بساطك، واملئي أكوابي
وأنسى العتاب،فقد نسيت عتابي
عيناك يا بغداد، منذ طفولتي
شمسان نائمتان في أهدابي
تحدث حسين الجاف عن بغداد في الامس ، وكان حديثا شيقا مليئا بالشجن " الوطن ليس قطعة قماش تسمى علما ، انما الوطن برموزه من زعماء وعلماء ومثقفين وممن لهم دور في بناءه " ، ثم تطرق لتسمية " بغداد" عند الكتاب والمؤرخين القدماء واشار لاشتقاقات متعددة من اسمها مثل بغذاذ وبغدان واتفق معظم المؤرخين على ان التسمية ترجمة لكلمة بستان وهذا يعني توفر الماء والكلأ والخضرة فيها ، وهذا منحها ميزة خاصة بها وقد تغنى الشعراء بجمالها ولطافة جوها ونظافتها آنذاك .. وتحدث الجاف عن اهم المفاصل في حياة البغدادين القدماء مثل الفنون والنظافة والمأكل والمشرب وفي كل مفصل يستذكر ما وصل اليه حال بغداد اليوم متمنيا ان تنهض المدينة مجددا من كوبتها .
بعد ذلك قدم الباحث الفوتغرافي كفاح الامين محاضرة حول " المثقف بين الطربوش والعمامة والسدارة " مصحوبة بصور فوتغرافية اصلية تعود لبداية القرن الماضي موضحا في محاضرته دلالات الزي الرسمي آنذاك ، فالطربوش كان يرمز للثقافة العثمانية والعمة لطلاب المدارس الدينية بينما ترمز السدارة لروح الانفتاح على عهد جيد دشنه تاسيس الدولة العراقية .
وعرض الامين كذلك مجموعة من الاعلانات تعود للعشرينيات من القرن الماضي تهتم بالنضافة وبالاناقة التي خسرتها بغداد اليوم كما قال .
كانت هناك مداخلات من الحضور اغنت المحاضرة واشار احد المتداخلين الى امكانية ان يستفيد النادي من الصور القديمة لبغداد وعرضها في النادي باعتباره واحدا من علامات بغداد المضيئة . وقد رحبت ادارة النادي بهذا المقترح .
بعد ذلك جرى تكريم المحاضرين بلوحي ابداع تثمينا لجهودهما في البحث عن بغداد مضيئة وجميلة .