فضاءات

في الديوانية : ندوة حول الدولة المدنية وضرورتها في المرحلة الراهنة

عادل الزيادي
عقد التيار المدني الديمقراطي في مدينة الديوانية، السبت الماضي، ندوة بعنوان "مشروع الدولة المدنية ضرورة المرحلة الراهنة"، تحدث فيها كل من الشيخ بشير حسن اللامي، ود. عبد علي الخفاف، وحضرها جمع من المثقفين والناشطين المدنيين والمواطنين الآخرين.
عقدت الندوة على قاعة الحرية وسط مدينة الديوانية، وأدارها السيد باسم نزال التميمي، الذي قدم سيرتي الشيخ اللامي ود. الخفاف، وتحدث عن نشاطاتهما الفكرية والاجتماعية.
قدم الشيخ اللامي في معرض حديثه لمحة تاريخية عن الدولة المدنية، باعتبارها جزءا من طموح الانسان منذ نشأته وتجمعه في القرى وتوسع مداركه, مشيرا إلى ان الانسنة بمفهومها الاجتماعي، هي التآلف مع الجميع، وان الدولة المدنية تتعارض مع النفس القبلي والذاتي، وتسعى الى الغاء الفوارق وسيادة المواطنة.
وأوضح الشيخ اللامي ان العديد من المجتمعات مرت في مراحل وحالات من التقسيم (الكهنة، اصحاب المهن والحرف، المزارعون والعبيد)، وان للدولة المدنية أركانا عدة، مثل المساواة، وحق المواطنة، ومفهوم الوطنية. ثم تطرق إلى الظروف التي عاشتها الدول الاوربية وشعوبها في عهد الكهنوتية، وإلى ما عانته من قهر وتعسف وعدم تفعيل للبرنامج الحياتي، حتى اتجهت نحو عزل الكنيسة عن مؤسسات الدولة.
وتناول الشيخ اللامي دور منظمات المجتمع المدني في الدولة المدنية، مبينا انها لا تقام الا في ظل هذه الدولة، "وهي رديف لها" على حد قوله.
من طرفه تحدث د. عبد علي الخفاف عن مفهوم الحكومة والدولة، وعن ضرورة عدم السماح بالخلط بين المفهومين، فضلا عن الظروف التي خلقت الدولة خلال فترة زمنية طويلة ومعقدة، متطرقا إلى تاريخية الدولة منذ اكتشاف النار وتكون العائلة والقبيلة، واكتشاف الزراعة.
وأشار د. الخفاف إلى ان تاريخ الدولة المدنية متموج، مبينا ان الدول كانت قد تطورت الى اقطاعيات، ثم اتسعت الى امبراطوريات، وان الثورة الفرنسية 1789 هي من أنهى دولة الاقطاع.
كذلك عرج د. الخفاف على الدولة العراقية ونشأتها في اوائل العشرينات، وتحدث عن الطائفية السياسية التي اضرت بالبلاد كثيرا، مشيرا إلى ان توظيف الطائفية لأغراض سياسية يمثل خطرا شديدا على المجتمعات التي لا تتمتع بوعي وشعور وطنيين.