أقيم عصر السبت الماضي، على قاعة جمعية المهندسين العراقيين في بغداد، حفل توقيع كتاب "اقتحام السماء.. تأملات في الحراك الشعبي" للكاتب رضا الظاهر، بحضور سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وعدد من الرفاق اعضاء قيادة الحزب، اضافة الى النائب جوزيف صليوا وحشد من المثقفين والأدباء والناشطين المدنيين.

افتتح الحفل عازف العود مصطفى زاير بمقطوعة موسيقية. فيما أداره الصحفي ياسر السالم، الذي اشار إلى ان "موضوع الكتاب الذي نحتفي بإنجازه وبمؤلفه الأستاذ رضا الظاهر، لا يزال حيويا ومتفاعلا في الحياة السياسية والاجتماعية ببلدنا"، مضيفا قوله: "الظاهر المتأمل، كما يخبرنا منجزه الفكري والثقافي والصحفي، يصر على أن لا يكون مراقبا متربصا بالحدث، إنما يكون في خضمه فاعلا متفاعلا، ماسكا بالتجربة محولا إياها إلى مادة موقظة للوعي، ومحفزة لمزيد من التأمل".

ومضى السالم في تقديمه قائلا: "الظاهر كان ظاهرا على الدوام بين صفوف المحتجين في ساحة التحرير، وهذا ليس غريبا على أي ماركسي واع لمهمة المثقف العضوي".

وكان أول المتحدثين في الحفل الكاتب والصحفي عبد المنعم الأعسم، رئيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، الذي ذكر انه التقى الظاهر أول مرة في سجن الحلة عام 1964، مبينا انه من عائلة لم تكن أجواء الثقافة والكتب والسياسة غريبة عليها.

وتحدث الأعسم عن منجز الظاهر، وعن ترجماته الصادرة في فترة السبعينيات والثمانينيات، وتطرق إلى كتبه الخمسة التي جاءت تحت عنوان "تأملات"، والتي ضمت أعمدة صحفية كان قد نشرها في جريدة "طريق الشعب"، وذكر ان مشروعه الأهم الذي يعمل عليه منذ سنوات يحمل عنوان "مساهمة في إعادة قراءة ماركس".

وتناول الأعسم أسلوب الكتابة عند الظاهر، مبينا ان كل كتاباته وحتى تراجمه الأولى، "يقف وراءها نظام عقلي مجهز بقطع غيار لا تبلى، وهو في ذات الوقت جدلي، نافر من الميكانيكية والواحدية والإطلاق (...) نقرأه كأننا نطالع غرامشي في اتقاداته وقوة إقناعه، أو فواز طرابلسي في عذوبة لغته التي تنقل لنا الأعمال الكبيرة".

وأشار الأعسم إلى ان اسلوب الكتابة لدى الظاهر يقوم على اتحاد بين بنيتين، بنية اللغة وفخامتها وسلامتها، وبنية الفكرة المنتسبة إلى نظامه العقلي.

بعد ذلك تحدث الكاتب الظاهر عن كتابه، موضحا ان وجوده في ساحة التحرير وسماعه الحوارات الساخنة بين المحتجين، كل ذلك دفعه إلى كتابته، مضيفا ان فكرة الكتاب تتلخص في قضايا الحراك الشعبي، ودور المثقفين في هذا الحراك.

وفي سياق الحفل قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن كتاب الظاهر، من بينهم عضوا المكتب السياسي للحزب الرفيقان د. جاسم الحلفي ود. حسان عاكف، والنائب جوزيف صليوا.

وفي الختام قدم الرفيق رائد فهمي باقة ورد باسم الحزب الشيوعي العراقي إلى الكاتب رضا الظاهر، وأخرى قدمها له الرفيق مفيد الجزائري باسم "طريق الشعب". كذلك قدم له النائب جوزيف صليوا باقة ورد، كما تلقى باقة ورد من عدد من اصدقائه.