فضاءات

استذكار المربي والمناضل نعمة عبد اللطيف

عبد العزيز لازم
أقامت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، الجمعة الماضية، جلسة استذكار للمربي والمناضل الراحل نعمة عبد اللطيف.
حضر الجلسة التي التأمت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، جمع من رفاق الراحل وأصدقائه ومحبيه، بينهم من قدم من مدينته بعقوبة التي ولد فيها، ليتحدث عن خصاله ومواقفه النضالية.
أدار الجلسة الإعلامي طه رشيد، الذي تحدث بإيجاز عن الراحل وسلط الضوء على دوره في اثراء العملية التربوية والتعليمية، ثم دعا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لذكرى الراحل.
بعد ذلك تحدث زميل الفقيد وصديقه، الأستاذ نجيب محي الدين، عن فترة عيشهما المشترك التي دامت أكثر من خمسين عاما، وقال ان الراحل كان معلما في المدارس الابتدائية ثم التحق بدار المعلمين العالية ليصبح مدرسا في التعليم الثانوي، متابعا قوله: "استوعب الفقيد أهمية التعليم مضيفا الى خبرته الحياتية الكثير من معاني ودلالات هذا المجال المهني الحساس".
واوضح محي الدين ان الفقيد لم يعد معلما فحسب في داخل جدران المدرسة، بل كان مناضلا وطنيا ملتزما، وابا عطوفا، وكان نقايبا مثابرا في الهيئة الادارية لنقابة المعلمين في بعقوبة، وساهم في انتفاضة تشرين عام 1952 التي حققت مطالبها ومن بينها تغيير قانون الانتخابات، كما انه كان من ابرز قادة الحركة الوطنية في بعقوبة التي اتسعت هناك وازداد تأثيرها على الشارع، ما جعل الحكومة تشن حملات قمع شديدة ضد قادتها والمساهمين في تظاهراتها. (نص كلمة الاستاذ محي الدين ننشرها في عدد قادم)
ووردت الحفل رسالة بعثها الخبير التربوي د. غانم حمدون من مغتربه في لندن، تحدث فيها عن ذكرياته مع الفقيد، وعن بعض المواقف التي مرت بهما. (ننشرها كذلك في عدد مقبل)
وتحدث في الجلسة أيضا د. جمال العتابي، الذي سلط الضوء على جملة من خصال الفقيد الوطنية والاجتماعية، مركزا على كرمه الشخصي، ويده المفتوحة التي كان يمدها إلى كل من يطلب منه المساعدة.
واوضح العتابي ان "الفقيد يمكن ان يقارن بالكاتب العالمي اليساري غونتر غراس، لو انه كتب الرواية، لكن نعمة عبد اللطيف (ابو زينب) لم يكتب الرواية، بل ركزت كتاباته على الشؤون التعليمية والتربوية، واتجه نحو الاعمال التجارية والصناعية حيث اسس معملا لصناعة المواد الإنشائية".
الخبير الاقتصادي باسم انطون، الذي كان زميلا ورفيقا للفقيد، تحدث عن معامل صناعة المواد الإنشائية التي أسسها الفقيد، مشيرا إلى انه استطاع من خلالها كسب قلوب العاملين معه، كما استطاع أن ينتج مواد نادرة في مجال البناء، مستعرضا مساهماتهما المشتركة في التظاهرات الاحتجاجية والمطلبية في ظل الأنظمة الدكتاتورية.
كذلك تحدث في الجلسة الفنان فلاح العتابي الذي صمم كتاب الفقيد الموسوم "الواقع والتطلعات المشروعة في قضايا التربية والتعليم"، موضحا ان "أبا زينب كان يفضل تقديم مفردة التربية على مفردة التعليم في كل آرائه حول هذا الاختصاص المهني، وكان يهتم كثيرا في تصميم عناوين اعماله الصناعية والتجارية".
أما التربوي فاروق بابان فقد ركز في مداخلته التي قدمها خلال الجلسة، على عمل الفقيد في جريدة "طريق الشعب" حيث كان مشرفا ومحررا لصفحة التربية والتعليم، مشيدا بنبل سلوكه وخصاله الكريمة، وحرصه على الالتزام بعمله الصحفي في الجريدة، متابعا قوله: "بل انه تبرع من ماله الخاص لتأسيس مكتب ادارة الصفحة، وتزويد بعض مكاتبها بالمستلزمات المطلوبة".