فضاءات

شيوعيو الهندية يؤبنون الراحل فريد ابو سنة

عاصي دالي
لقد كان لرحيل الرفيق والمربي والاستاذ فريد سعيد ابو سنة صدمة كبيرةٌ وألم أكبر، تحت هذا الشعار أقيم حفل تأبيني، من قبل منظمة الهندية للحزب الشيوعي العراقي وبالتعاون مع أصدقائه ،على قاعة الشاطئ في الجانب الايسر من قضاء الهندية ،حضره عدد كبير من ابناء المدينة .
لقد غرست فينا قيم ومبادئ تشربنا منها كبارنا قبل شبابِنا، تقوم على الإيمان الراسخِ بوحدة تراب الوطن ، ونيل الحقوق الأساسية للإنسان والعدالة الاجتماعية ، والمساواة وعدم التمييز وتعزيزِ الحريات العامة والخاصة والديمقراطية الحقيقية ،بهذه الكلمات افتتح عريف الحفل الرفيق علي عبد الحسين الاحتفال، ثم رحب بالحضور وطلب الوقوف دقيقة حداد على أرواح رفيقنا وشهداء الشعب وشهداء قواتنا الأمنية من الجيش والشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي وهي تقارع الارهاب.
بعد ذلك ألقى الشاعر حاتم عباس بصيلة قصيدة بحق الرفيق بعنوان (الفريد) جاء قسم منها
بطل تربع قمة الأبطال
فهوى صريع الفكر والآمال
كان الفريد بطبعه ونضاله
في عالم يحيا مع الأنذال !!
في عالم متخاذل متلون
وهو العصي كرامة الرجال
انعى الفريد وشاعرا ينعي به
موت الضمير بعالم محتال
فقد كان في الدنيا رحيلك مؤلما
في عالم الآلام والتــرحال
كم من شهيد صامت في مـوطني
وعبير ماء في يد الاوشال
اليوم ترحل عن زمان غادر
واليوم ينحب شاعر بمقال
يا للفريد مضيعا في أهله
أفبعد هذا الموت من أهوال ؟
قد كنت ميتا في الحياة وإنما
كنت المكابر شامخا كجبال
أعطيت هذا الدهر درسا عاجلا
إن الرجال رهينة الأفعال
واليوم تحيا عند موتك خالدا
حتى دهشت مقابر بسؤال !!
كيف الفريد يكاد يجلس بيننا ؟
ويكاد يهتف رافض الإذلال
وكانت كلمة للجنة المحلية في محافظة كربلاء المقدسة ،ألقاها الرفيق سلام القريني سكرتير اللجنة المحلية في كربلاء ،تكلم فيها عن الشخصية الشيوعية المرتبطة بوحدة الفكر والمنهج ، واضاف قائلا لقد حلم رفيقنا كما حلم رفاقه الشيوعيون أن يعيشوا بسلام ،ولهم بلد حر بغض النظر عن اللون والجنس والعرق والمذهب بعد التغيير، لكن كل ذلك اصطدم بفرسان المحاصصة الذين اجتهدوا في وأد المشروع الوطني ،وأشاد بدور عائلة أبو سنة وتاريخها النضالي منذ عشرينات القرن الماضي ،حيث كان عميدها عبد الكريم ابو سنة ،الذي شارك شعبه في التصدي للاحتلال البريطاني في ثورة العشرين ،وعلى أثرها ادخل السجن ،وقد أنجبت العائلة بنين وبنات انتمى جلهم الى تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، فكان منهم (الريس الأول) كاظم عبد الكريم احد الضباط الأحرار، وتم إعدامه في شباط الأسود عام 1963، وفي عام 1980 تم تغييب المناضل جودت في غياهب السجن، والتحق أخوه نصرت برفاقه في صفوف الأنصار ونزار الذي استشهد أثناء الانتفاضة الشعبانية، وتعرضت المناضلات ورود وأزهار إلى شتى صنوف العنف النفسي والجسدي، في دوائر الأمن، والمناضلة نضال ذاقت ويلات الغربة مع زوجها الشاعر العراقي المرحوم مهدي محمد علي في سفرة الغـربة، التي تجاوزت ثلاثة عقود نتيجة ملاحقتهم من قوى امن الحكم الدكتاتوري البغيض. أما الرفيق مهدي عبد الكريم فقد التصق بالحركة الوطنية، وتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي حتى أصبح عضوا في لجنته المركزية حتى وفاته عام 1987وفي نهاية كلمته قال الرفيق القريني أيها الأعزاء، ونحن نقف اليوم وقفةَ وفاء لمناضل كرس حياته من أجل شعبه وأمته، فان أفضل وفاء لَه ونحن في هذا الظرف العصيب الذي يعصف ببلدنا العزيز أن نسير على نهجه .
وكانت كلمة لأصدقاء الفقيد ألقاها السيد فرقد هادي مدير ناحية الجدول الغربي السابق ،أشاد فيها بدور الرفيق في المجتمع والأخلاق الرفيعة التي كان يتمتع بها ،وكلمات أخرى لطلابه حيث وصفوه بالوالد الحنون.