فضاءات

البنّاء ومنحوتاته في معرض استعادي / فهد الصكر

افتتحت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، الاثنين الماضي، على قاعتها، معرضا استعاديا للنحات الرائد عبد الجبار البنّاء، حضرته نخبة من الفنانين والمثقفين والاعلاميين. وجاء هذا المعرض الذي شارك في افتتاحه وكيل وزارة الثقافة وليد الدليمي مع مدير دائرة الفنون التشكيلية د .جمال العتابي، وفاء واخلاصا للفنان البنّاء، الذي حفل تاريخه الفني بإنجازات نحتية ثرة لها أثرها الكبير على المشهد التشكيلي العراقي. فهو سخّر قواه ومواهبه من أجل أن يرتقي بالخيال الانساني، ويزرع قيم الجمال والبهاء في وطنه الذي أدمن حبه.

وقد عرضت في المعرض غالبية أعمال البنّاء النحتية واللوحات الزيتية التي أنجزها عبر مراحل زمنية من مسيرته الفنية.
وفي لقاء مع د.جمال العتابي على هامش المعرض، قال لـ"طريق الشعب" ان "عبد الجبار البنّاء فنان ينتمي الى جيل ابداعي متمثل بالرواد جواد سليم، ومحمد غني حكمت، وجماعة الفن الحديث (...) عرفته فنانا جادّا ومخلصا لقضية الانسان والحياة والحب، وهذا المعرض جاء احتفاء بتجربته الطويلة وجزءا من الوفاء لمنجزه الابداعي. واضاف "أرى البنّاء جناحا أبيض يحلق عاليا في سماء صافية. فهو الذي سخّر كل طاقاته من أجل لحظة النور".
فيما تحدث الناقد التشكيلي صلاح عباس عن تجربة البنّاء قائلا: "يعد عبد الجبار البناء واحدا من أبرز النحاتين العراقيين. فقد أنجز سلسلة كبيرة من الاعمال الفنية نحتا ورسما، مستخدما مواد خام عدة خاصة به، وحقق توصلاته الفنية من خلال التأكيد على الموضوعات المهمة المستلة من حياة المجتمع العراقي خلال حقب مختلفة". وأضاف قائلا: "ان النهج الذي سار عليه في أعماله، هو الواقعية السحرية التي تشكل الانتباه للموضوعات المتفاعلة مع الحياة اليومية، وموضوعته الأساسية تكمن في إظهار القيم الانسانية التي صورها بجسد يبث نحوه طاقة تعبيرية، ويضفي عليه لمسات تصحيحية مشيدة على الأسس الراقية لموضوعة النحت والرسم".
وأشار النحات علوان العلوان الى منجز البنّاء قائلا: "يمتلك الفنان عبد الجبار هوية خطاب جمالي في الرسم والنحت، وموضوعاته لها تماس بالواقع العراقي ومعاناة الانسان، ولهذا أصبحت له بصمة واضحة في فضاء النحت على مدى نصف قرن، وأعدّه مؤسسا للخطاب الجمالي والفلسفي في مشهد الفن التشكيلي المعاصر".
في حين عدّ التشكيلي معراج فارس الاحتفاء بالفنان عبد الجبار، تتويجا للرموز الحية من مبدعي الفن التشكلي العراقي الذين أرسوا أسس الحركة النحتية في العراق.
وعلى هامش المعرض أفتتح معرض فوتوغرافي ضم أكثر من 25 صورة وثقت مراحل من سيرة النحات عبد الجبار البنّاء، انسانا وفنانا.
كذلك أقيمت جلسة نقدية على قاعة عشتار في وزارة الثقافة، تناولت المنجز الابداعي للبنّاء في مجالي الرسم والنحت. وقد أدار الجلسة الفنان ابراهيم رشيد مستهلا كلامه بالقول: "أضاء الفنان عبد الجبار البنّاء النور عميقا في تاريخ النحت العراقي، وهو نصف سومري وبابلي، يحمل كل هذه الحروف والمعاني، وقد غاص بعيدا في هموم شعبه ووطنه، وان تماثيله جذوع بشرية ونخلات سومرية".
وشارك في الجلسة الناقدان التشكيليان عادل كامل ود.جواد الزيدي، اللذان سلطا الضوء على مساحة الانجاز الابداعي للبنّاء .
هذا واختتمت الجلسة بعزف موسيقي على آلة القانون للفنان جمال عبد العزيز.