فضاءات

"أنا عراقي .. أنا اقرأ" قريباً على ابو نؤاس / فهد الصكر

تنطلق يوم السبت المقبل 28 أيلول الحالي، على حدائق (ابو نؤاس) قرب تمثالي شهريار وشهرزاد، الدورة الثانية من فعالية "أنا عراقي.. أنا أقرأ"، وهي أكبر تجمع مدني للقراءة الجماعية، يهدف إلى توثيق الصلة بين الانسان والكتاب بعد ان وسعت الظروف القاسية الهوة بينهما. كما ان هذه الفعالية تعد خطوة للمساهمة في توسيع آفاق الوعي الانساني، لينهل من ينابيع المعرفة والثقافة.
وخلال الإعلان عن موعد انطلاق الفعالية وتنفيذها، قاد الشباب القائمون على المشروع حملة في شارع المتنبي تدعو إلى التبرع بالكتب، وقد تفاعل المثقفون والادباء مع الحملة وتبرعوا وساهم حتى بعض الأطفال بالتبرع بمجلات مخصصة لأعمارهم البريئة.
ومن أجل تسليط الضوء على هذه الممارسة المعرفية التي انطلقت في البداية، ونمت من خلال شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك " لتحط رحالها على ارض الواقع، التقت "طريق الشعب" ببعض المثقفين والمعنيين ليسجلوا انطباعاتهم عنها:
غضنفر العيبي، أحد المشرفين على المشروع، قال: "قررت اللجنة التنظيمة المشرفة على مشروع "أنا عراقي.. أنا أقرأ"، بعد انطلاقه في العام الماضي، وتحقيقه النجاح الباهر، ان تستمر في عملها، وان تقيم الفعالية الثقافية في هذا العام والاعوام المقبلة، رغبة من المبادرين بالحث على ثقافة الكتاب واقتنائه وقراءته، بعد الانحسار الواضح في القراءة واقتصارها على الكتب المدرسية. كما تسعى اللجنة التنظيمية إلى النهوض بالواقع الذي يعيشه الشباب بصورة خاصة، وتوجيه اهتماماتهم نحو الثقافة بصورة عامة". وأضاف: "بعد نجاح فعاليتنا التي انطلقت العام الماضي في بغداد، استنسخت التجربة في محافظات عدة، وقد لاقت صدى جماهيريا ورسميا كبيرين. لذلك شكلنا فريق عمل، وبدأنا بجمع تبرعات الكتب التي وصلت الى اكثر من 3000 كتاب وبعناوين متنوعة". ولفت إلى ان وسائل الاعلام والناشطين المدنيين والسياسيين ومنظمات المجتمع المدني وكل المهتمين بالشأن الثقافي تفاعلوا مع فعاليتنا، وكان حضور الشباب والعائلة العراقية في العام الماضي لافتا، وكنا حينها لا نتوقع حضور اعداد كبيرة، ونأمل في هذا العام أن يكون الحضور أكبر وأوسع تبعا للاصداء التي نسمعها من قبل الناس ووسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وتابع العيبي: " من جريدتكم ندعو كل افراد المجتمع للاحتفاء بالكتاب الذي غاب عن أكثر البيوت العراقية، مع غياب واضح للمكتبة المنزلية التي كانت من المقتنيات الاساسية للعراقيين. وندعو الآباء والامهات والمعلمين لحث ابنائهم وطلبتهم على القراءة والاطلاع على الثقافات المختلفة، وعدم الاعتماد على كتب المناهج التقليدية". مشيرا إلى ان على هامش فعالية القراءة الجماعية، ستقام فعاليات ثقافية وفنية عدة، كالمعارض التشكيلية والفوتوغرافية، والشعر، والموسيقى والغناء، والعروض المسرحية، فضلا عن فعاليات الاطفال.
فيما أشار الكاتب والاعلامي عبد الجبار العتابي إلى ان العراقي يثبت على الدوام ان اصله متجذر في اعماق الحضارة مهما اشتدت المحن وحاولت الاحداث ان تزعزعه، وأكد ان العراقي اصل النور مهما حلكت الظلمات من حوله وحاولت ان تزرع الخوف في نفسه "لذلك يتحرك شباب العراق في جميع الارجاء باعثين الامل في النفوس ونافضين غبار اليأس والتشاؤم من خلال الاصرار على اقامة فعالية لافتة للانتباه تدعو للقراءة"، وبيّن أن تأكيد هؤلاء الشباب على السعي للانحياز التام للثقافة والمعرفة، سيمنح الناس فرصة للنظر مجددا الى الكتاب.
وتحدث التشكيلي طالب جبار عن هذه الفعالية قائلا: "جملة (أنا عراقي) بحد ذاتها هوية انتماء للوطن. أما الفعالية فهي كبيرة بدلالاتها، لما تحمله من معان سامية تجسد الحب، وترسخ الوفاء الى وطن جرحه عميق ونازف".