فضاءات

الشيوعيون العراقيون في لوند – السويد يحتفون بيوم الشهيد الشيوعي

صلاح الصكر
في يوم 14 شباط عام 1949، ساد الوجوم شوارع بغداد والعراق بعد اعلان حكومة نوري السعيد تنفيذ الحكم بالإعدام شنقاً بقادة الحزب الشيوعي العراقي، وتعليق جثامينهم في مناطق مختلفة من شوارع بغداد، ارهابا للشيوعيين خاصة والعراقيين عامة. ليأتي بعدها انقلاب الثامن من شباط للفاشست البعثيين ويودي بحياة الآلاف من قادة الحزب وكوادره واعضائه وانصاره، وفي المقدمة منهم سلام عادل والعبلي والحيدري وغالبية قيادة الحزب وكوادره إلى جانب النخبة الخيرة من ضباط ومراتب الجيش، ومنهم وصفي طاهر وفاضل عباس المهداوي وجلال ألأوقاتي، إلى جانب العديد من الوطنيين والديمقراطيين ومن أنصار الزعيم عبد الكريم قاسم.
إن طاحونة الموت والشر وممارسة الابادة الجماعية ضد الشيوعيين على يد انقلابيي شباط كسابقتها لم تستطع أن تنهي دور الحزب الشيوعي العراقي وتراثه وما زرعه من قيم نبيلة في بلاد الرافدين . فكل الحكومات التي ارتكبت الجرائم بحق الشيوعيين زالت وبقيت راية الشيوعيين عالية في سماء العراق.
في 18/شباط /2017كان للشيوعيين العراقيين في لوند لقاء مع عوائل و أصدقاء ومحبي الحزب الشيوعي العراقيفي احتفالية بهذا اليوم الخالد، وكان برنامج المنظمة معتمدا على مبادرات الحضور. وبعد أن علقت صوره كبيره بمواجهة باب القاعة للرفيق الخالد فهد وصورة الرفيق الشهيد سلام عادل للفنان كاظم الداخل وشعارات تدعوا لمحاسبة الفاسدين ومطالبة بأقامة الدولة المدنية. القى الرفيق حامد شعلان كلمة الترحيب وطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية، ثم تقدم الصديق سليم كثير بكلمة عوائل الشهداء التي اشادت بأستعداد الشيوعيين للتضحية من اجل المبادئ التي اعتنقوها في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية. ويأتي دور الدكتور محمد خضر ليلقى كلمة التيار الديمقراطي والتي اشادت بدور الشيوعيين العراقيين ومآثرهم من اجل بناء وطن حر وشعب سعيد. ليلقى الرفيق صلاح الصكر كلمة منظمة الحزب الشيوعي. وتتالى ألأصدقاء والرفاق لسرد ذكرياتهم عن الرفاق الشهداء الذين عاشو معهم وبطولاتهم التي لا توصف. تحدث الرفيق صارم الحيدر عن ذكرياته عن الرفيقين الاخوين كريم عبد الكريم وصفاء عبد الكريم والذي سبق له ان نظمهم في صفوف الحزب وبعد سقوط الدكتاتورية وعند زيارته لبغداد ذهب لزيارتهم فقالت له امهم ان اخوانك استشهدوا في الحملة، وكذلك الرفيقة ايمان ابراهيم حيث تحدثت عن الشهيدة ميسون طالبة كلية الاسنان والتي اعتقلت مرتين وتم اعدامها في المرة الثانية، وصفيت كامل عائلتها باستثناء اخت صغيرة لم يعثروا عليها في حينها، ليلقي بعدها الرفيق صلاح الصكر قصيد الى الذين لم يرحلو، ليتحدث بعدها الرفيق حامد شعلان ذكرياته عن الرفيق النصير رحيم عودة ابو سلام الذي اسر في احد معارك الانصار وله رسالتان مشهورتان نشرت في الثقافة الجديدة حينها والذي اعدمه النظام الدكتاتوري في يوم اعلان حقوق الانسان.
وبعفوية وبساطة الحديث ألاستذكاري والذي حمل معاني كبيره وخزين من الذكريات المشرفة التي اختلطت بها ألأحاسيس والمشاعر ألأنسانية، حيث أشادت جميع الذكريات بتسامي الشيوعيين ونبلهم والتضحية بحياتهم من أجل ألآخرين ومن أجل اقامة العدل والمساواة في وطنهم العراق. لقد كانت أمسية استذكارية تليق بالشهداء الخالدين.
وفي الختام وزعت الورود الحمراء على الحضور وكذلك انواع المأكولات والمعجنات التي جاءت بها عوائل الشهداء.