فضاءات

الاغنية البغدادية في نادي العلوية / طه رشيد

ما زال نادي العلوية يمثل واحدا من فنارات بغداد الجميلة ونقطة مضيئة في عر اقنا اليوم، سواء في استقباله للعوائل التي وجدت فيه بيتا حميميا تمارس فيه مختلف النشاطات الاجتماعية والفنية والموسيقية والغنائية، او في نشاطه الثقافي حيث يقيم شهريا مجموعة من المحاضرات والاماسي التي تلقي الضوء في مجملها على الحياة البغدادية الانيقة والترفة والجميلة .
وكانت امسية السبت 21 ايلول 2013، التي ادارتها عضوة اللجنة الثقافية بشرى سميسم، مخصصة للاغنية البغدادية والتي حاضر فيها الفنان حيدر شاكر حيدر، الذي شكر في مستهل حديثه اللجنة الثقافية للنادي على حرصها بتذكير جمهورها بالصفحات الناصعة لجمال بغداد في الامس القريب. معتبرا الاغنية البغدادية امتدادا لتأريخنا الغنائي العراقي ، ذلك الغناء الذي احبه المجتمع البغدادي منذ تاسيس هذه المدينة في 145 هجرية .
استعرض حيدر بشكل موجز نشوء بغداد وتاسيسها في اول عهدها على يد المنصور وتحويلها الى عاصمة وقبلة للعالمين ،مستعرضا ضمنا الغناء والموسيقى على مدار تاريخها . ركز حيدر في حديثه على الاغنية البغدادية ، منذ بداية القرن العشرين وصولا الى السبعينيات من القرن الماضي ، وقال عن بداية هذه الاغنية بانها " كانت تعتمد على الغناء الديني والموشح .. الا ان المهتمين بالغناء ارادوا ان ينقلوا الذائقة لدى البغداديين من الاستماع للغناء الديني الى الدنيوي " .وكان لهم ذلك حيث قاموا بتحوير بعض الاغاني الدينية ، ولكن مع بداية القرن العشرين كان " للمقام العراقي حضور ملفت للنظر " وقد احب البغداديون هذا اللون من الغناء الصعب والمميز.
وقد عد الفنان حيدر الشاعر الغنائي عبد الكريم العلاف ( 1896ـ 1969) من اهم الشعراء والفنانين الذين يحفظ لهم تاريخنا البغدادي مساهماتهم التي اصبحت جزءا حيويا من تراثنا، فهو الذي كتب " الهجر مو عادة غريبة " و" خدري الجاي خدري" و"مندل دلوني" و"يا حافر البير" ومجموعة اخرى عديدة من الاغاني . واستعرض المحاضر في حديثه اسماء المطربين الذين ساهموا انذاك باداء الاغاني مثل حسن خويكة ورشيد القندرجي وجميل البغدادي وعباس الشيخلي اما بخصوص الاصوات النسائية فقد اشار حيدر الى ان " المرأة العراقية كانت تمتلك جرأة كبيرة باقتحامها الوسط الفني فبرزت اصوات مثل منيرة الهوزوز وسلطانة يوسف وزكية جورج وصديقة الملاية وبدرية انور وانصاف منير وعفيفة اسكندر وسليمة مراد وآخريات . ثم استعرض حيدر الاسماء التي برزت في بقية العقود كتابة ولحنا واداء ولم ينس الاخوين صالح وداود الكويتي وصولا الى السبعينيات ومتوقفا عند اسوارها الذهبية التي اقفلها بمفاتيح من ذهب طالب القرغلي وكوكب حمزة ومحسن فرحان ومحمد جواد اموري واسماء اخرى لعبت دورا متميزا في تاصيل الاغنية البغدادية .
كانت المحاضرة مليئة بالنماذج العملية من الغناء البغدادي الجميل حيث غنى عازف السنطور وقارئ المقام صباح هاشم مجموعة من الاغاني كما غنت بدورها المطربة يمام، عضو فرقة الانشاد ، مجموعة اخرى من الاغاني وقد رافقها على العود العازف محمد علي الامام .
وانتهت الامسية بتوزيع الواح ابداع النادي على المساهمين قدمها لهم رئيس اللجنة الثقافية فلاح كمونة .