فضاءات

وداعاً، د. غانم حمدون / د. حسن عبد الله بدر

وداعاً د. غانم، أبو ثابت. ما أحزنني وأنا أسمع خبر رحيلك، وما أصعب أن يكتب المرء كلمات رثاء بحق إنسان بوزنك. نمْ قرير العين، فقد خلّفتَ وراءك حصاداً غزيراً ومشِّرفاً من أرقى القيم وأنبلها وأكثرها قرباً من عواطف وإهتمامات الكادحين وعموم الناس.
لقد كنتُ قريباً منك طيلة شهور ثمانية متواصلة عام 1979 في بلاد الغربة، في غرفتين متجاورتين في فندق وفي موقع العمل، تعلمتُ فيها منك الكثير الذي تسلحتُ به في باقي عمري وحتى الآن: وحينذاك لم أسمعك تشتكِ أو تتبرم من شيء، ولم يرتفع صوتك على أحد. وكنتَ أنت بين صحبتنا الخيرة، الراحلين طيبّي الذكر: د. توفيق رشدي، د. محمد محمد الديب (من مصر)، ود. عبد الرحمن الجليلي (السودان)، ود. محمد الزعبي (سوريا)، وعلماء ومناضلين آخرين كثر، الإنسانَ المناضل، المتواضع، الكريم، الزاهد، الذي لا يلتفت لغير نداء الحق والحقيقة، كما كانوا هم يقولون ذلك ولا يملّون من ذكره وتكراره.
خسارتك كبيرة ولا تعوض. وداعاً.